موسكو: قمة سوتشي ستبحث مسألة اللجنة الدستورية السورية.. ولا نستبعد حصول «النصرة» على دعم من بعض الدول الغربية
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن قمة قادة الدول الضامنة لعملية أستانا، المرتقب انعقادها في سوتشي، ستبحث مسألة اللجنة الدستورية السورية.
وقال لافروف: «في ما يتعلق باللجنة الدستورية، نعم سوف تناقش بالتأكيد. هذا الموضوع أصبح بالفعل مادة للمشاورات بين خبرائنا، والتي تجري هنا للتحضير لاتفاقيات الرؤساء الثلاثة في قمة الغد».
وكان لافروف قال، قبل أيام، إن العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية قارب على الانتهاء، موضحاً أن هناك مساراً سياسياً طرحت في إطاره روسيا وتركيا وإيران مبادرة لتشكيل اللجنة الدستورية السورية، بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد العام الماضي في سوتشي، والعمل على تشكيل اللجنة شارف على الانتهاء.
كما أعلن الكرملين عن عقد قمة ثلاثية بين الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، في 14 فبراير/ شباط، في مدينة سوتشي الروسية.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي، إن بلاده ستقدّم الدعم للحكومة والجيش السوريين لتحرير كافة الأراضي السورية، مشدداً على أنه لا يمكن الحوار مع الإرهابيين.
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مع وزير خارجية ليسوتو، ليسيغو ماكغوثي، عقد في سوتشي، إن مسألة إدلب السورية ستكون إحدى أهم المسائل، التي سيتم بحثها خلال لقاء الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان في سوتشي.
وأوضح لافروف، أن «جبهة النصرة» تسيطر على 90 من مساحة إدلب، مؤكداً أنه لا يمكن الحوار مع الإرهابيين، وأن «الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين رئيسي روسيا وتركيا، في سبتمبر الماضي، بشأن حل الأزمة في إدلب، كان اتفاقاً مؤقتاً . تم تأكيده مرات عدة في الاجتماعات التي جرت بين قادتنا بعد اتصال سبتمبر… ولا يوجد اتفاق يشير إلى الحفاظ المستمر على هذه الجيوب الإرهابية على الأراضي السورية».
وفي السياق ذاته لم يستبعد لافروف حصول جبهة النصرة على دعم من بعض الدول الغربية.
على صعيد متصل أكد لافروف، أن موسكو ستدعم توجه دمشق للحصول على تنديد مجلس الأمن ضد هجمات التحالف الدولي الأخيرة في دير الزور، والتي خلفت ضحايا في صفوف المدنيين.
كما لفت لافروف إلى أن بعض الدول الغربية تعرقل بدء عمل لجنة الإصلاحات الدستورية، مضيفا أن قمة قادة الدول الضامنة لعملية أستانا روسيا وتركيا وإيران ، المرتقب انعقادها في سوتشي، ستبحث مسألة اللجنة الدستورية السورية، وأن «هذا الموضوع أصبح بالفعل مادة للمشاورات بين خبرائنا».
وأضاف: «سندعم سورية في مجلس الأمن، وسندعم شكاوى البلدان الأخرى التي تعاني من عربدة قوات لم يرحّب بهم للاعبين الخارجيين».
وفي آخر غارات للتحالف على قرية الباغوز السورية، أول أمس الثلاثاء، استشهد وأصيب 70 مدنياً على الأقل في قصف جديد لقوات التحالف الدولي في ريف دير الزور الشرقي بسورية.
ونقلت وكالة «سانا» السورية عن مصادر محلية قولها: «استشهاد وجرح 70 مدنياً على الأقل في مجزرة جديدة لطيران التحالف الأميركي على مخيم للمدنيين في بلدة الباغوز بريف ديرالزور الشرقي».
وعلى أثر ذلك، وجهت الخارجية السورية رسالتين إلى أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول اعتداء طائرات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، قالت فيها: هذه الجريمة تشكل حلقة في سلسلة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية يرتكبها التحالف».
من جهته، أعلن الناطق باسم التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، أن القيادة تتحقق من أنباء مقتل مدنيين في قصف على مواقع «داعش» الإرهابي في سورية.
ميدانياً، دمّرت وحدات من الجيش السوري مقار للمجموعات الإرهابية في رمايات مركزة على تحصيناتها ونقاط انتشارها بريف حماة الشمالي قرب الحدود الإدارية لمحافظة إدلب آخر المعاقل الرئيسة للتنظيمات الإرهابية.
ونفذ الجيش في محيط قرية الحاكورة ضربات مدفعية على نقاط محصنة ومحور تحرك إرهابيي «الحزب التركستاني». وأسفرت الضربات عن تدمير مقار عدة لهم ومقتل وإصابة عدد من الإرهابيين.
ولفت مصدر إلى أن وحدة أخرى من الجيش رصدت تحرك مجموعة إرهابية حاولت التسلل من أطراف بلدة تل هواش باتجاه النقاط العسكرية بريف حماة الشمالي وأحبطت تسللها بعد أن قضت على اثنين من أفرادها وإجبار من تبقى منهم على الفرار.
وذكر المصدر في وقت لاحق أن وحدات الجيش العاملة في السقيلبية وجهت ضربات مدفعية على تحركات لمجموعات إرهابية تسللت من أطراف بلدة قلعة المضيق باتجاه النقاط العسكرية بريف حماة الشمالي.
وأفشلت الضربات المركزة محاولة الإرهابيين وكبدتهم خسائر بالأفراد ودمرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
وفي منطقة سهل الغاب دكت وحدات من الجيش مواقع وتجمّعات لإرهابيي «الحزب التركستاني» في أطراف بلدة الحواش ودمّرت معظمها.
ودمرت وحدات من الجيش أول أمس مواقع محصنة وتجمعات للإرهابيين بين بلدة كفرنبودة وقرية تل هواش وفي محيط قلعة المضيق وخربة الناقوس بريف حماة الشمالي وفي بلدة الخوين بريف إدلب الجنوبي في إطار الردّ على خروقهم المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد واعتداءاتهم على النقاط العسكرية والقرى والبلدات الآمنة.
إلى ذلك، كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن نحو 350 إرهابياً بريطانياً يشتبه في أنهم ما زالوا موجودين في سورية.
وأشارت الصحيفة في مقال لها أمس إلى أن التهديد الذي يشكله هؤلاء على بريطانيا يدفع الوزراء إلى العمل خلال أشهر على تفعيل صلاحيات جديدة ضرورية لحماية البلاد من الإرهاب.
وتقدر الحكومة البريطانية عدد الأشخاص الذين سافروا من بريطانيا للمشاركة في القتال في مناطق تشهد حروباً بنحو 900 شخص.
ودعمت بريطانيا على مدار السنوات السبع الأخيرة وبالاشتراك مع الولايات المتحدة وأنظمة إقليمية على رأسها النظامان السعودي والتركي التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ووفرت لهم الغطاء السياسي والدعم المادي واللوجستي متجاهلة جميع التحذيرات من ارتداد الإرهاب إلى أراضيها.
وكان رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية السابق ريتشارد ديرلوف حذر في عام 2017 من احتمال وقوع هجمات إرهابية جديدة في بريطانيا بالتزامن مع الهزائم التي لحقت بتنظيم «داعش» الإرهابي في سورية وعودة الإرهابيين الأوروبيين إلى بلادهم الأصلية.