التطبيع الخليجي مع «إسرائيل»
ـ يخلط الكثيرون بين ما أظهره مؤتمر وارسو من موقف مخز لحكومات الدول الخليجية والعربية المشاركة التي تهافتت على العلاقات مع كيان الإحتلال وتخليها الوقح عن القضية الفلسطينية، وبين القول إن مؤتمر وارسو حقق إختراقاً وإنتصاراً لصالح «إسرائيل» وشكل علامة مرحلة جديدة في المواجهة الأميركية مع إيران.
ـ ما فعله الوزراء العرب في وارسو هو ما يفعلونه دائماً سراً، وما بدأوا بفعله علناً منذ مدة ودأبوا عليه من منهج السير بالتطبيع المعلن مع كيان الإحتلال والإستعداد لتظهير علني للعلاقات السرية التي أقاموها منذ زمن بعيد مع قادة الكيان.
ـ نجاح الأميركيين والإسرائيليين في إحداث تحوّل واختراق شيء آخر معياره توفير شروط الظهور في حلف علني عربي إسرائيلي يعلن المسؤولون العرب خلاله أحد أمرين إما قبولهم بحلّ القضية الفلسطينية وفقاً لمندرجات صفقة القرن وجوهرها التخلي عن القدس أو الإعلان عن تخطي القضية الفلطسينية نظراً لما يعتبرونه أولوية المواجهة مع إيران والإعلان عن العمل في حلف مشترك سياسي وعسكري لهذه الغاية، وأيّ من الأمرين لم يتمّ ليس بسبب عدم الرغبة بل بسبب عدم القدرة لغياب الشريك الفلسطيني في صفقة القرن وغياب القدرة على الإعلان عن التخلي عن القضية الفلسطينية.
ـ الفشل هو عنوان مؤتمر وارسو في مواجهة إيران قياساً بحجم ونوع المشاركة وغياب القدرة على إصدار أيّ قرارات كما هو عنوان المسعى الأميركي العربي «الإسرائيلي» في مسار صفقة القرن أو تشكيل حلف علني يغيّر قواعد الإشتباك في المنطقة.
ـ الشعوب العربية لا تزال عائقاً أمام التخلي عن القضية الفلسطينية، وهذا يعني أنّ الشريك الفلسطيني في أيّ حلّ للقضية الفلسطينية ضرورة عربية والشعب الفلسطيني رادع لكلّ من يحاول من القادة الفلسطينيين القبول بالتنازل عن القدس.
التعليق السياسي