الأسد: أردوغان «إخوانجي» وأجير صغير عند الأميركيين.. ومع كل شبر يتحرّر في سورية هناك عميل وخائن يتدمّر
وصف الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه «إخوانجي» واعتبر أنه «أجير صغير عند الأميركي».
وقال الأسد، خلال كلمته أمام رؤساء المجالس المحلية في المحافظات السورية، إن «الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إخوانجي، وهو عبارة عن أجير صغير عند الأميركي».
وأضاف «بغض النظر عن الاستعراضات المسرحية للإخوانجي أردوغان الذي يحاول أن يظهر بمظهر صانع الأحداث، فهو تارة يغضب، وتارة يثور ويهدّد، ومؤخراً بدأ ينفد صبر أردوغان، هذه مشكلة كبيرة في الحقيقة». وتابع الأسد «في الحقيقة هو أردوغان عبارة عن أجير صغير عند الأميركي».
وأردف الأسد «أنا لا أتحدّث وليس من عادتي أن ألقي الكلام جزافاً، نحن نتحدث عن وقائع، فالمنطقة الآمنة التي يعمل عليها التركي، هي نفسها التي كان يدعو إليها منذ العام الأول للحرب، 8 سنوات وهو ليس يدعو فقط وإنما يستجدي الأميركي أن يسمح له بالدخول إلى المنطقة الشمالية في سورية والمنطقة الشرقية وكان الأميركي يقول إبقَ جانباً دورك لم يأت بعد».
وتابع الرئيس السوري «لماذا، لأنه في تلك المرحلة كان الإرهابيون ينفذون المهام، بشكل جيد نسبة للمخطط المرسوم ولم يكن هناك حاجة للدور التركي، وبعد تحرير حلب، بدأت الأمور بالتبدل، وبعد تحرير دير الزور وفك الحصار أصبحت الأمور سيئة بالنسبة لواشنطن وحلفائها ، وبعد تحرير ريف دمشق وريف حمص وجزء من ريف حماة والمنطقة الجنوبية، أصبح الوضع خطيراً فلم يبق لديهم سوى إدلب وبعض المناطق التي فيها مجموعات تقاتل لصالح الأميركي، وهنا أصبح دور التركي ضروري وأساسي من أجل خلط الأوراق».
وقال الرئيس السوري إن مخطط التقسيم قديم، وأشار إلى أنه لا يشمل سوريا فقط، بل وكل دول المنطقة.
وأكد أن ثبات وصمود الشعب السوري لم يتغير وقال: «الأعداء لا يتعلمون من الدروس. فمخطط الهيمنة الذي يقوم به الغرب بقيادة أميركا لم يتغير كما لم يتغير ثبات شعبنا»، مؤكداً أن الوطن ليس سلعة وهو مقدس. وله مالكون حقيقيون وليسوا لصوصاً.
وأكد الرئيس الأسد أنه «مع كل شبر يتحرر هناك عميل وخائن يتدمر لأن رعاتهم خذلوهم».
ولفت الرئيس الأسد إلى أن البعض رهن نفسه للبيع وتم شراؤه، ورغم كل ذلك لم يحقق المهام التي طلبها منه داعموه، مشيراً إلى أن الأفق أمام ما اختاروه مسدود، و»السبيل الوحيد للتراجع عن الضلال هو الانضمام إلى المصالحات وتسليم السلاح».
وأضاف الأسد أن القوات المسلحة السورية هي أفضل تعبير عن مناعة وقوة سورية وأشار إلى أنها «تمكنت من دحر الإرهابيين بكل أرجاء الوطن، وهذا تحقق بفضل الدعم الشعبي الواسع».
ولفت إلى أن الدعم الشعبي الواسع كان موجوداً حتى في مناطق انتشار المسلحين، حيث كان وجود مؤيدي الدولة قسرياً هناك نظراً لصعوبة خروجهم من تلك المناطق ومنهم من ساعد الدولة السورية، والبعض منهم دفع الثمن.
ودعا الأسد اللاجئين في الخارج للعودة إلى البلاد وعدم الالتفات لما يُشاع حول اعتقالهم، وقطع الطريق على رعاة الإرهاب في محاولاتهم جعل اللاجئين ورقة في أيديهم. وقال: «الدولة السورية تعمل على إعادة كل نازح ومهجر ترك منزله بفعل الإرهاب لأن هذه العودة هي السبيل الوحيد لإنهاء معاناتهم».
وأضاف أن الدول المعنية بملف اللاجئين هي التي تعرقل عودتهم وأن الدعامة الأساسية للمخطط المرسوم لسورية هي موضوع اللاجئين الذي بدأ التحضير له قبل بداية الأزمة، وتابع: «لن نسمح لرعاة الإرهاب بتحويل اللاجئين السوريين إلى ورقة سياسية لتحقيق مصالحهم… وندعو كل مَن غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة إليه والمساهمة في عملية إعادة الإعمار. فالوطن لكل أبنائه».
وتابع الأسد قائلاً، «إن موضوع اللاجئين كان مصدراً للفساد استغله مسؤولو عدد من الدول الداعمة للإرهاب… وعودة المهجرين ستحرم هؤلاء من الفائدة السياسية والمادية»، مضيفاً أن ملف اللاجئين في الخارج محاولة من الدول الداعمة للإرهاب لإدانة الدولة السورية.
وحذّر الأسد من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي على الوضع الداخلي في سورية، معتبراً أنها ساهمت في تردي الأوضاع في البلاد.
وقال الأسد في كلمة ألقاها أمام رؤساء المجالس المحلية السورية: «وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد وهي مجرد أدوات».
وتابع: «نحن أمام الجيل الرابع من الحروب وهي الإنترنت وصفحات ظاهرها وطني، ولكن في الحقيقة هي مواقع خارجية».
وأشار الأسد إلى أن النقد حالة ضرورية عندما يكون هناك تقصير ولكن يجب أن يكون النقد موضوعياً.
وتابع: «علينا ألا نعتقد خطأ بأن الحرب انتهت، فالحرب لم تنته وما زلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب، هي حرب عسكرية، وحرب الحصار، وحرب وسائل التواصل الاجتماعي، وحرب الفاسدين… الوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد نتيجة فشل الأعداء عبر دعم الإرهاب وعبر عملائهم لأنهم سيسعون لخلق الفوضى من داخل المجتمع السوري».
وركّز الأسد على حالة الحصار التي فرضها الخارج على سورية داعيا إلى تعاون الجميع في التعايش مع الوضع الراهن قائلاً: «نعلم جميعاً أننا نعيش حالة حصار ويجب أن نتعامل معها بشكل إيجابي ومتعاون».
إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار بين الحكومة السورية وبين الإرهابيين، مشدداً على أن الجماعات الإرهابية ستظل هدفاً محتملاً للضربات الجوية.
وقال فيرشينين، خلال جلسة في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، إن «إدلب ومنطقة التهدئة مهمة جداً للسلام في سورية، وعندما نتحدث مع السلام فإن الاتفاق مع جماعات مثل النصرة هو شيء مستحيل».
وأضاف فيرشينين «وقف إطلاق النار ووقف العدوان يكون بين الحكومة والمعارضة المسلحة، لن يكون هناك وقف لإطلاق النار بين الحكومة وبين الإرهابيين أو حتى المساندين للإرهابيين، والجماعات الإرهابية ستظل هدفاً محتملاً للضربات الجوية».
وكان الجيش السوري أعلن توسيع نطاق عملياته ضد المجموعات الإرهابية بريف حماة الشمالي، أوائل يناير/ كانون الثاني الحالي.
وفي سياق متصل، أعلن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون سورية جيمس جيفري أن أهداف الولايات المتحدة في شمال سورية قد تحققت، وأن الانسحاب الأميركي من سورية سيتم تدريجياً بالتنسيق مع شركاء واشنطن، بحسب تعبيره.
وقال جيفري في مؤتمر ميونخ للأمن: «أهداف واشنطن في شمال شرق سورية تحققت إلى حد كبير وسنواصل محاربة داعش».
وتابع جيفري: «سنحافظ على قدراتنا والانسحاب سيتم بالتنسيق مع شركائنا. ولن نسمح بعودة الجيش السوري إلى الأماكن التي سننسحب منها» بحسب قوله.
وأعلنت الولايات المتحدة، في 19 ديسمبر الماضي، بدء انسحاب قواتها من سورية بقرار من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعد ما وصفه بدحر تنظيم «داعش» في كامل الأراضي السورية!