خطاب الأسد
ـ تميّز خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أمام رؤساء وأعضاء المجالس المحلية الذين يشكلون بمجموعهم برلماناً سورياً موسعاً وشبكة الاتصال الشعبي المباشرة بين الدولة والمجتمع بمحطات عديدة طالت كلّ أوجه الحرب التي تواجهها سورية، كما تناولت القضايا الحياتية ورفعت مكافحة الفساد إلى مرتبة إحدى الحروب الأربعة التي تواجهها سورية، إضافة للحرب الإعلامية والنفسية والحصار الإقتصادي والحرب العسكرية.
ـ الأهمّ في خطاب الرئيس الأسد المحور المركزي للثقافة التي بدا واضحاً أنّ الرئيس يريد تجذيرها في عقول السوريين، وهي الثقافة التي شكلت فلسفة الرئيس الأسد في مواجهة ما تعرّضت له سورية وجوهرها قضية السيادة والشرعية الدستورية كتعبير عنها وموقع القرار المستقلّ في قلب معادلتي السيادة والشرعية.
ـ شكلت ثلاثية السيادة والشرعية والاستقلال مفهوماً انتقل مع الرئيس بشار الأسد من التعبيرات والتجسيدات المادية لكلّ من هذه المفردات وهو ما اشتغلت عليه منظومة العولمة لتدميره، إلى مضمون المعنوي لهذه المفردات، فالاستقلال والسيادة قد يتعرّضان للانتهاك أو يعانيان من النقص لكن الأهمّ هو أن يبقى القرار الوطني مستقلاً، والشرعية قد تتعرّض للكثير من محاولات التعطيل والتشويش لكن الأهمّ هو أن تبقى إطاراً دستورياً يربط ممارسة أيّ سلطة بانبثاقها من الإرادة الشعبية مهما شابت ظروف ولادتها من معوقات ونقاط ضعف وثغرات.
ـ الإضافة التي قدّمها الرئيس الأسد على مفهوم ثلاثية السيادة والشرعية والاستقلال كانت مصداقيتها في اعتماده على هذا الفهم الذي جسّده خلال سنوات الحرب الصعبة على سورية وحوّله إلى مصدر قوة يفعل فعله في موازين القوى.
ـ تأسّس على هذا المفهوم تعميم طال التحالفات التي خاضت سورية الحرب من خلالها فبقيت معادلات السيادة والشرعية والاستقلال عناوين الحلفاء في خوض الحرب إلى جانب سورية بوجه جبهة الأعداء لكنها شكلت منظومة علاقاتها مع سورية أيضاً.
ـ يقدّم الرئيس الأسد نموذجاً يُحتذى لوصفة النصر، في مواجهة كلّ الحروب الأميركية كالتي تعرّضت لها سورية وتتعرّض لها فنزويلا والعراق اليوم كلّ بطريقة مختلفة، حيث الشرعية والسيادة والاستقلال مكونات أخلاقية معنوية تشكل ثروة لا تقدّر بثمن في تعديل موازين القوى وصناعة النصر.
التعليق السياسي