حردان: الحريق الإرهابي يستهدف الجميع وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ستبقى بالمرصاد للعدو المتربّص بأهلنا وأرضنا وحقوقنا وثرواتنا

أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل استقبال في فندق رمادا بلازا ـ الروشة، في مناسبة عيد تأسيسه، وحضر حفل الاستقبال مهنئاً حشد من المسؤولين الرسميين والقيادات السياسية والحزبية والعسكرية والاقتصادية وأعضاء السلك الديبلوماسي في لبنان وفاعليات ورؤساء نقابات وهيئات اجتماعية وثقافة وشخصيات عامة.

وكان في استقبال المهنئين رئيس الحزب النائب أسعد حردان، رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، رئيس المكتب السياسي المركزي الوزير السابق علي قانصو، الرئيسان السابقان للحزب جبران عريجي ومسعد حجل وعضو الكتلة القومية النائب الدكتور مروان فارس وعضو المجلس الأعلى النائب السابق غسان الأشقر وأعضاء قيادة الحزب.

وحضر مهنئاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بالنائب الدكتور أيوب حميّد، رئيس الحكومة تمام سلام ممثلاً بوزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ممثلاً بالنائب الدكتور ناجي غاريوس، رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية ممثلاً بالوزير السابق يوسف سعادة، الرئيس العماد إميل لحود ممثلاً بالنائب السابق إميل إميل لحود، الرئيس العماد ميشال سليمان ممثلاً بالعميد بيارو سليمان، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس د. سليم الحص ممثلاً بالدكتور حيان حيدر، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالدكتور خلدون الشريف، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلاً بالديبلوماسي هنري غسطون، وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني ممثلة بالعميد شوقي بو رسلان، وزير الاتصالات بطرس حرب ممثلاً بطوني فرنسيس. النواب: ابراهيم كنعان، د. علي فياض، هاغوب بقرادونيان، اسطفان الدويهي، عاصم قانصوه، الوليد سكرية، د. قاسم هاشم، إميل رحمة، عباس هاشم، عبداللطيف الزين، أنور الخليل ممثلاً بالصحافي حسن علوش، النائبان السابقان لرئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي وميشال معلولي، الوزراء والنواب السابقون: مخايل الضاهر، محسن دلول، د. عدنان منصور، مروان شربل، رئيس تحرير «البناء» ناصر قنديل، طلال المرعبي، ناظم الخوري، ناصر نصرالله، أمين شري، فيصل الداود، د. اسماعيل سكرية، الياس حنا، عدنان طرابلسي، وديع الخازن ممثلاً بالمحامي فرحات عساف.

كما حضر وفد من حزب الله ضمّ أعضاء المجلس السياسي محمود قماطي وغالب أبو زينب ود. علي ضاهر، وفد من حركة أمل برئاسة النائب د. أيوب حميد وضمّ أعضاء القيادة د. أحمد جمعة، د. حسن اللقيس، الحاج محمد الجباوي، د. رباب عون ود. طلال حاطوم، النائب علاء الدين ترو على رأس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ضمّ أمين السرّ العام ظافر ناصر ومفوض الإعلام رامي الريس، وفد من التيار الوطني الحر ضمّ د. بسام الهاشم ورمزي دسّوم، الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق د. فايز شكر على رأس وفد، وفد من الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة الأمين العام وليد بركات ممثلاً النائب طلال أرسلان، الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح، الوزير السابق د. عصام نعمان على رأس وفد من الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي، الأمين العام لرابطة الشغيلة الوزير والنائب السابق زاهر الخطيب على رأس وفد، رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب على رأس وفد، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون العميد مصطفى حمدان على رأس وفد، رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا على رأس وفد، رئيس حزب الاتحاد البيروتي د. سمير صبّاغ، ، نائب رئيس حزب الاتحاد د. أحمد مرعي ووفد ضمّ أعضاء القيادة هشام طبارة وحسن مراد وطلال خانكان، المنسق العام لتجمّع اللجان والروابط الشعبية معن بشور، نائب الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري خليل الخليل وعضو القيادة ابراهيم ياسين، وفد من جمعية المشاريع ضمّ د. بدر الطبش والشيخ عبدالقادر فاكهاني، الأمين العام للتنظيم القومي الناصري سمير شركس، الأمين العام لحركة الناصريين المستقلين خالد الرواس، رئيس حزب الوعد جو حبيقة على رأس وفد، وفد من الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة ماري الدبس، الأمين العام لجبهة البناء اللبناني د. زهير الخطيب، رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، وفد من تجمّع العلماء المسلمين ضمّ أمين سرّ التجمع الشيخ حسين غبريس والشيخ ماهر مزهر، وفد من جبهة العمل الإسلامي برئاسة الشيخ زهير الجعيد، عمر المصري ممثلاً الجماعة الإسلامية، مهدي مصطفى عن الحزب العربي الديمقراطي، رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين، يوسف صفوان عن حزب الطلائع، ابراهيم فرخو عن حزب رزكاري الكردي، ممثل عن الحزب الديمقراطي الشعبي، الأمين العام للتيار الأسعدي المحامي معن الأسعد.

كما حضر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن ممثلاً بالأستاذ الزهيري، راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر ممثلاً بالخوري جورج فارس، العلامة الشيخ عفيف النابلسي ممثلاً بالدكتور باسم سنان، السيد علي فضل الله ممثلاً بالشيخ أكرم طليس، الأب فادي داغر.

وحضر قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ممثلاً بالعقيد نجيب خليل، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلاً بالمقدّم محمد الموسوي، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد ادمون فاضل ممثلاً بالعقيد بهاء حلال، قائد الشرطة القضائية العميد ناجي المصري ممثلاً بالعميد وليد جوهر. المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج وعقيلته السيدة سمر، القائد السابق للشرطة القضائية العميد صلاح عيد، العميد محمد أمين حطيط.

وحضر الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى القاضي غالب غانم، القاضي زياد دواليبي، القاضي رشيد مزهر، النقباء السابقون للمحامين: عصام كرم، أمل حداد، أعضاء مجلس نقابة المحامين أنطونيو الهاشم، ندى تلحوق، الأمين العام لاتحاد المحامين العرب عمر زين، النائب الأول لرئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم القنصل إيليا خزامي والأمين العام المركزي للجامعة بيتر الأشقر والأمين العام المساعد جهاد الهاشم.

كما حضر السفير السوري علي عبد الكريم علي، السفير اليمني د. علي الديلمي، سفيرة فنزويلا سعاد كرم، المستشار الأول في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد حسين توسلي، ممثل السفارة الروسية سيرغي لوكاشين، ممثل السفارة العراقية د. وليد القيسي، السفير الكوبي رينيه سيبايو براتس ترافقه المستشارة وفيقة ابراهيم، السكرتير الأول في السفارة البرازيلية، السفير الأندونيسي ديماس سامودرا رم ممثلاً بالسيدة سيريان، عميد السلك القنصلي في لبنان السفير جوزف حبيس، نائب وزير خارجية البرلمان الدولي للأمن والسلام د. هيثم أبو سعيد، والسفير علي عقيل خليل.

وحضر ايضاً نقيب الصحافة محمد البعلبكي، نقيب المحرّرين الياس عون، المدير العام لوزارة الإعلام د. حسان فلحة، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب وسكرتير التحرير في الوكالة رفيقة طرابلسي، المدير العام لوزارة البيئة د. برج هتجيان، المدير العام لإدارة حصر التبغ والتنباك «الريجي» ناصيف سقلاوي ممثلاً بمدير الصناعة والصيانة صلاح زيدان، رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، عضو المجلس التنفيذي للاتحاد سمير أيوب، عضو هيئة مكتب الاتحاد علي ياسين، رئيس اتحاد المصالح المستقلة د. بشارة أسمر، محمد قاسم عن رابطة الأساتذة، المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد، المديرة العامة السابقة لوزارة الشؤون الاجتماعية نعمت كنعان، عضو المجلس الوطني للإعلام د. حسن حمادة، المدير السابق للوكالة الوطنية للإعلام رفيق شلالا، ابراهيم الحلبي عن قناة «الجديد»، د. جمال محسن من وكالة «سانا»، الإعلاميون: رمزي منصور، جورج علم، أحمد مزنر، كميل خليل، رضوان عقيل، د. محمد علي الموسوي، عبدالله شمس الدين، حسين زلغوط، ماهر الخطيب، سليم أبو زيد، المسؤول الإعلامي في هيئة تكريم المناضلين والشهداء العرب د. ماجد سنان.

وحضر أمين المال في جمعية الصناعيين نظريت صابونجيان، سعدالله مزرعاني، كمال الميس، رياض رعد، د. وفيق ابراهيم، د. طلال عتريسي، الشاعر حمزة البشتاوي، جميل شرانق. كما حضر أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات على رأس وفد، مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية محمد ياسين، وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة برئاسة أبو عماد رامز، وفد من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين برئاسة أبو عماد الرفاعي، وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة مروان عبد العال، وفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة علي فيصل، وفد من ممثل حركة «حماس» برئاسة رأفت مرّة، وفد من «فتح ـ الانتفاضة» برئاسة أبو حسن زيدان، وفد من «الصاعقة» برئاسة أبو حسن، وعن جبهة التحرير العربية محمد بكري، منظمة الشبيبة التقدمية الفلسطينية علي أيوب، وفد من لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف برئاسة أمين سرّ اللجنة جمال سكاف.

وحضر رئيسة الاتحاد الوطني للنساء اللبنانيات آمال فواز، وعضو الاتحاد آمال نبهة، وعن لجنة حقوق المرأة اللبنانية ليندا مطر، عضو المجلس النسائي اللبناني د. فاطمة قدورة، رئيسة جمعية المرأة المحامية إقبال مراد دوغان، رئيسة جمعية حماية حقوق الإنسان د. دولة خنافر، رئيسة جمعية نور مارلين حردان على رأس وفد، رئيسة تجمع النهضة النسائي منى فارس على رأس وفد ضمّ ندى نجار وديما معلوف،، وفد من هيئة دعم المقاومة، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي على رأس وفد، رئيسة جمعية بيسان صفية زيتوني، جمعية «حقك تفرح»، رئيس الاتحاد الصحي في لبنان جوزف يوسف، مستشار مدير الضمان محمد خليفة، هاشم سلهب وحدة النقابات في حزب الله، عضو اتحاد موظفي المصارف جورج الحاج، النقابي علي محي الدين، النقابي محمد قاسم، رئيس قسم براءة الذمة في الضمان الاجتماعي علي شقير، عضو نقابة موظفي الضمان الاجتماعي شوقي فقيه، المدير السابق في الضمان الاجتماعي نصرت خليفة، رئيس اتحاد ومستخدمي البلديات في لبنان رضا فاضل، وفد من الصليب الأحمر الدولي برئاسة نائب رئيس البعثة خافيير سبيرو.

كما حضر رئيسة بلدية ضهور الشوير حبيب مجاعص، رئيس بلدية أميون غسان كرم، رئيس بلدية إبل السقي ومختار البلدة، نائب رئيس بلدية الجديدة، رئيس رابطة مخاتير المتن سعيد متري، مختار سدّ البوشرية أنطوان القزي، رئيس الرابطة الحيدرية سامر نادر، رئيس مركز باحث د. وليد محمد علي، د. عبد الملك سكرية، علي ياسين، فؤاد قربان، أكرم العربي، د. حسين أبو النمل، جان أبو جودة، الأب بشارة بو ملهب، توفيق عسيران، زياد حمادة.

كلمة رئيس الحزب

وبعدما رحب مدير الدائرة الإعلامية في الحزب العميد معن حمية بالحاضرين جميعاً، ألقى رئيس الحزب النائب أسعد حردان كلمة جاء فيها:

تتباهى الدول والأفراد بمزايا تتّصف بها. أما نحن فنعتزّ ولا نتباهى… نعتزّ بالرصيد الذي بناه المناضلون والشهداء، بالتزام قضية عظمى تسمو على الصغائر، بمنسوب العطاء الذي يغالب حاجة الأخذ، بمناقب النهضة المنسكبة على السياسة لا المتلاشية فيها، بالعقل الرائي، بالإرادة الفولاذية، بالقلب العامر، بالصوت الهادر، بالعزّ الذي هو كلّ معنى وجودنا والذي لا نساوم عليه مع أحد في العالم.

والتأسيس في حركتنا النهضوية فِعْلٌ خلاق، يزخر بالأصالة وينمو بالتجدّد… هو طاقة متفجرة ومشروع دائم التبلور، أرساه الزعيم أنطون سعاده لا بصفته الرؤيوية العبقرية فقط، بل بصفته النضالية المفتوحة على البطولة والتضحية والاستشهاد. ونحن لا نُغالي إذا قلنا أنّ الأحزاب الحية تتجدّد وتتجذر كُلما تقادَم عليها الزمن لأنها تضجّ بروح الشباب وبالغايات النبيلة التي تخدم جميع المواطنين، في حين أنّ الأحزاب التي ينطفئ وهجها هي تلك التي لا تُشكل نموذجاً – قدوة للتقدم الإنساني والتطور المادي والروحي.

هذانِ: التقدمُ والتطور لم يُؤسَّسا في لبنان على صخر التضامن وثقافة الوحدة والتربية المدنية الموحِّدة، بل على الأسس الطائفية الرملية التي لا تَثْبُتُ على التجارب والزلازل. لذلك لم تستطع السياسة الطوائفية حماية مكتسباتها كطوائف لأنّ الدولة النازفة كانت هي الخاسر الأكبر، وعندما تخسر الدولة ينعكس ذلك سلباً على مكوناتها الفئوية. انّ المكتسب الوحيد للجميع هو الاستقرار والوحدة الوطنية. أما الحرب الأهلية – متى اندلعت فإنها تُفقد حتى الطوائف مكتسباتها، فكيف بمكتسبات الشعب والدولة والوطن؟

بديهي التمييز بين الرسالات الدينية التي هي مصدر غنى وإغناء بأبعادها الروحية التسامحية، وبين التنازع الطائفي والمذهبي الذي يُسيء إلى الدين والدولة معاً. إنّ الاقصاء لا يُرسّخ الاستقرار ولا يُعبّر عن منطق الدولة. وإذا كانت إرادة الشعب هي التي تفرز موازين القوى ولها القول الفصل، فقد حان الوقت الذي نوطّد فيه معادلة الديمقراطية القائمة على ثنائية الحكم والمعارضة، بشرط أن تكون الممارسة الديمقراطية الراقية سمة السلوك الأولى لكلّ من الحكم والمعارضة.

فكفى نفخاً في أبواق الطائفية والمذهبية. لقد حان الوقت ليخرج اللبنانيون من دوّامة المآزق المتفاقمة إلى أفق الحلول الجذرية السليمة… آن الأوان للخروج من نفق النظام الطائفي المؤدّي إلى الهاوية، ولا بدّ من قانون جديد للانتخابات ينهض على قاعدة النسبية ويكون في صُلْب فذلكته التوجه إلى الدوائر الكبرى، كالمحافظة في الحدّ الأدنى، لأنّ المحافظة أوسع تمثيلاً وأكثر احتراماً لشريحة متنوّعة من الناخبين يكون الاعتدال حتماً العمود الفقري فيها.

أما استحقاق الانتخاب الرئاسي فنحن مع ضرورة الإسراع في إجرائه، استكمالاً لدور المؤسسات وتفاعلها حتى تسهم إسهاماً عملياً في توطيد الاستقرار ومواجهة التحديات الوطنية الكبرى. لكن المطلوب أن يُمثل الرئيس المواطنين جميعاً، لسبب جوهري وهو أنّ الرئيس اللبناني هو رئيس الجمهورية كلها لا رئيس لإحدى طوائفها. لكن الرئيس الذي يتمتع بصفات رجل الدولة والمشهود له بمواقفه الوطنية في أحلك الظروف، يعرفه النائب الناخب ويعرفه الشعب كله ولو لم يكن بعضه من فريقه أو كيميائه. هذا هو الموقع الذي نراه للرئاسة ونريده لها، تعزيزاً لمكانتها ودورها ومبرر وجودها.

إنّ وضع الرأس في الرمل لا يفيد. فالحريق الإرهابي يستهدف الجميع ولا بدّ من التعاون الصادق على إخماده. من هنا دعوتنا للأجهزة الرسمية والحكومة من أجل اعتماد أعلى درجات التنسيق مع الدولة السورية والدولة العراقية، إِذْ ليس من بُعد النظر أن نتفرّج على عالم يجتمع لكي يوحّد الجهود ولو كان مشكوكاً في صدقية هذه الجهود لمواجهة الإرهاب الإجرامي التدميري، متجاهلين ضرورة المبادرة إلى فتح أبواب التنسيق الفعلي، حتى يرقى إلى مستوى التساند والتكامل.

أما ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، فستبقى بالمرصاد للعدو المتربّص بأهلنا وأرضنا وحقوقنا وثرواتنا. فتحية إلى شهداء جيشنا وشعبنا ومقاومتنا، وتحية إلى الواقفين على الأسوار يرصدون الخطر ليلَ نهارْ، ويظلون على الجباه العالية التي تأخذ من الشمس سمرة الضوء وارتفاع الأهداب التي ترنو إلى الأعلى حتى وهي تحمي الأرض وتتبارك بالتراب.

ونخصّ بالذكر جيشنا اللبناني الباسل الذي يخوض مواجهة ضدّ الإرهاب والتطرف ويصون الوحدة الوطنية ويعزز الاستقرار من ضمن توجهات قيادته وضباطه.

فتحية الى الجيش اللبناني قائداً وقيادة وضباطاً وأفراداً وشهداء.

إن واقع لبنان المأزوم لا يُغيّب عنا مشهد فلسطين، التي يستباح أهلها وترابها وتُطعن كرامتها يومياً في ظلّ صمت عربيّ ودوليّ مطبق، حتى أمام إعلان العدو «الإسرائيلي» الصارخ باعتبار القدس عاصمة أبدية للكيان الغاصب… وإننا إذ نُكرّر دعوتنا الملحّة لأهلنا في فلسطين إلى الوحدة شعباً وقيادات وفصائل، فإننا ندعو إلى الانتفاض مجدّداً على الاحتلال ومفاعيله، تأكيداً للحق الوطني الفلسطيني، ووضعاً للعالم أمام مسؤولياته تجاه المجزرة المتواصلة التي ينفذها العدو «الإسرائيلي» بالجملة والمفرّق. كما ندعو إلى الالتزام الجماعي بمعادلة المقاومة التي هي الأسلوب الوحيد الذي يفهمه العدو. فتحية للمقاومة الأبية في فلسطين، ليس فقط لأنها معادلة ردع للعدوان «الإسرائيلي» الوحشي، بل أيضاً لأنها تعبير عملي عن قدرة شعبنا على الانتفاض لكرامته بكفاءة وإرادة.

أما سورية التي تجدّد اليوم احتفالها بإنجازات الحركة التصحيحية المستمرة التي أنشأت مؤسسات الدولة الحديثة وفي طليعتها الجيش الأبيّ، فتواجه أعتى مخطط تدميري شارك فيه البعيد والقريب، تخطيطاً وتنفيذاً وتمويلاً وتهريباً وتسليحاً وتقتيلاً وتشويهاً للحقائق. لكن سورية قيادة وجيشاً وشعباً قد عبّرت عن وعيها العالي للمؤامرة المبيّتة، وأثبتت قدرة أسطورية على الصمود الميداني والسياسي والاقتصادي والوطني العام، تمهيداً لكسر المؤامرة في حلقاتها كافة. فتحية لجيش ميسلون البطل، وتحية لشعب سورية المعمَّد بحضارة الأبجدية الأولى. وتحية باسمكم جميعاً إلى الرئيس بشار الأسد الذي سيشهد التاريخ على قيادته الاستثنائية بالتفاف الجيش والشعب الى أن يكتمل الفرح القومي بالنصر الكامل على المؤامرة الخبيثة.

أما العراق العريق، فيتعرّض لحملة إرهابية شعواء، لتقسيمه وتدمير مقدّراته، لكن العراق صامد وقويّ، كما أنّ القوى العراقية المؤمنة بوحدة العراق تقف وقفة مشهودة ضدّ الإرهاب، وتمظهُراته المنافية لتاريخه وإبداعاته الحضارية وفي طليعة تلك القوى الجيش العراقي البطل الذي نحيّيه اليوم قيادة وضباطاً وجنوداً وروحية قتالية.

إنّ الغالبية العظمى من شعبنا في لبنان والشام والعراق تقف خلف الجيش الباسل في هذه الدول الثلاث. وقد بدأت الانعطافة العملية لعدة دول غربية وعربية، بعدما أدركت – ولو متأخرة – أنّ الإرهاب خطر وجودي داهم، يهدّد التمدّن والاستقرار والازدهار، كما يهدّد البشر والحجر، العقل والنقل، والقيم الإنسانية الناظمة للبشرية جمعاء.

ونحن هنا نسأل بصوت عالٍ: ماذا تريد بعض الدول الأوروبية من الدور المعطى لتركيا؟ ألا يكفي أنّ قادة تلك الدول عقدوا بداية القرن الماضي صفقة مشينة مع الرجل العثماني المريض فأرضوه بسلخ اسكندرون عن الوطن الأم لتتريكه مجدّداً بعد أن عثمنوه طويلاً. لكن شعبنا يطالب اليوم بحق وإيمان وعزم باسترداد اللواء السليب لأننا نعتبره أرضاً محتلة ولن نسمح لتركيا بأن تضيف عليه منطقة آمنة كما يدّعون. وقد حان الوقت أكثر من أيّ يوم مضى لتصحيح الخطيئة التي ارتُكبت في زمن الاستعمار الذي ما زال يوسوس للتركي الحالم إمكانية الوضع الدائم ليده على حقنا وأرضنا ومياهنا وسيادتنا.

الحزب السوري القومي الاجتماعي دعوةُ وحدةٍ وقدوةُ وحدة… حركةٌ تقدمية في وجه الانحطاط والتخلف… منظومة عقلانية نَفَضَتْ عن معتنقيها فوضى الغرائز فكانت بحق، خزانَ إرادةٍ وآفاقَ انتصار.

حزبنا صمام آمانٍ للوحدة والاستقرار والسلم الأهلي، بل هو مشروع متكامل لبعث نهضة قومية وإنشاء جبهة عربية تحصن العالم العربي في وجه مشاريع التفتيت التي تستهدف تقدمه.

حزبنا يضطلع بدور استنهاضي متقدم على مدى الوطن وبلاد الاغتراب: دعوةً وتوعيةً وحركة وحدوية حضارية فاعلة على غير جبهة، لأنه حزب معنيّ بالشعب ولو قاربته النُّخَب بوصفه تعبيراً رفيعاً عن قضية سامية، وعقيدة سديدة، ونضال ملحميّ، سكن وجدان الناس فترجموا وفاءهم بالإقبال والتعاطف والأمل الكبير.

دعوتي إلى القوميين الاجتماعيين وأنصار الحزب هي إلى التكاتف ورصّ الصفوف، إلى البذل النوعي والانخراط الكلي في معركة وجودٍ كبرى أرادوا لشعبنا أن يُستنزف فيها تضييعاً للبوصلة القومية عن معركة الوجود الأكبر. لكنها مواجهة لا بدّ منها وسيكون النصر، رغم التضحيات، حليف الخط الوحدويّ المقاوم، في هذه المنازلة التي يكتب الأعداء خطوطها بالمجازر الوحشية، ويكتبها بواسل شعبنا بأمثولات البطولة والفداء والإباء. قال سعاده: «نحن لا نقبل إلاّ حياة الأحرار ولا نرضى إلا أخلاق الأحرار».

أحيّيكم فرداً فرداً وأشكر لكم مشاركتكم إيانا ثباتنا على العهد وتجديد التزامنا بقضية شعبنا في الحرية والكرامة، والحق الذي نأبى التنازل عن مسؤوليتنا في مقتضيات إحقاقه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى