العصبيات الدونية المتخلّفة
د. جمال شهاب المحسن
نحن في قعر العصبيات الطائفية والمذهبية والعشائرية والعائلية الرجعية المنحطّة والمتخلّفة منذ زمنٍ طويل… بعيداً عن المتحدات الاجتماعية السياسية المنفتحة على التطوّر وعن التسامح الديني والمحبة الإنسانية.
وفي لبنان نشهد عصبيات دونية دنيئة لم نشهدها من قبل… والآتي أعظم طالما نحن لا نتعلّم من عبر ودروس الماضي ولا نقرأ ولا نسمع لأصحاب العقول النيّرة المنصفة…
وصحيحٌ أنّ مهمة النائب هي التشريع ومراقبة السلطة التنفيذية والمساءلة والمحاسبة… ولا يمنع ذلك من الإنغماس في خدمة الشعب والفقراء والمحتاجين، ولكنّ المشكلة تكمن في أننا لم نتخذْ بعد أيّ إجراء ولم نسرْ أية خطوة نحْو رفع مستوى التمثيل النيابي إلا في ما ندر…
وللأسف الشديد فإنه بعد الانتخابات النيابية الأخيرة تمّ توظيف الآلاف بشكلٍ عشوائي في إطار الممالك الطائفية والمذهبية تاركين أصحاب الحقوق والكفاءات على قارعة الإنتظار المضني… وهناك من نجح في امتحانات رسمية ولم يتمّ توظيفه… والأصعب أنه بعد التوظيف العشوائي أوقفوا أبواب التوظيف!
أما الفساد والهدر فحدّث ولا حرج.. وهنا أضمّ صوتي إلى صوت النائب النزيه حسن فضل الله الذي تفضّل علينا بمشروع جدّي لمكافحة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة اللبنانية…
إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي