28 تشرين الثاني… نوبة جديدة من فقدان وعي «الإخوان»

بشير العدل

في نوبة جديدة من نوبات فقدان الوعي لدى جماعة «الإخوان» المسلمين، التي دخلت نطاقاً واسعاً من التصنيف الإقليمي والدولي لها بالإرهابية، وعدم التسليم بالواقع الشعبي والرسمي الذي لفظ نظام الجماعة المسلحة، واعتبرها إرهابية وضدّ الوطن، جدّد التنظيم المسلح الدعوة إلى أعضائه من جماعة «الإخوان» وأنصارها للخروج في كلّ ميادين القاهرة والمحافظات للتظاهر في الثامن والعشرين من تشرين الثاني الجاري، من اجل عودة ما تتغني به الجماعة وتسمّيه «الشرعية»، وفي سبيل ذلك بدأت شياطين الجماعة وجنودها من تيارات الإسلام السياسي للحشد لذلك اليوم، مستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي، للاستمرار في نشر الفساد في الأرض.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها الجماعة مناصريوها إلى تظاهر واسع النطاق، من أجل عودة «الشرعية» المزعومة، بل خرجت قبل ذلك دعوات كثيرة تحت مسمّيات مختلفة ومن جهات متعدّدة، تدّعي زوراً وبهتاناً أنها لا تنتمي إلى جماعة «الإخوان»، غير أنها تخرج جميعها من عبـاءة الجماعة، التي تريد أن تنأى بوجهها القبيح عن الوسط السياسي، وتسعى إلى تنفيذ مخططاتهـا بالوكالة، فقد ظهرت دعوات مماثلـة علّ أخرها دعوة الحركة الصبيانيـة التي أطلقت على نفسها «ضنك»، والتي لعبت على أوتار اقتصاديـة، من أجل شحن المواطنين وتعبئتهـم ضدّ الدولة، وهي الدعوى التي قـال عنها منسقوها والداعون اليها، أنهـا نابعة من أكثر من 150 ألف مواطـن، زعمت الحركة أنها تمثلهم، بل ووصـل الأمر الى تأكيد الداعي اليهـا، أنـه سـوف ينتحـر إنْ لم تكن هناك استجابة لدعوته، وهو ما لم يحدث بعد أن اقتصـرت التظاهـرة على بضعـة شبـاب في الإسماعيليـة وبعض مـدن القنـاة.

وقد سبق تلك الدعوة دعوات أخرى أخذت الجماعة من تواريخ هامة لمصر تأريخا لها، كما سبق أن دعت الى تظاهرات في 30 حزيران، الذي يواكب ثورة الشعب ضدّ نظام «الإخوان» و14 آب بمناسبة فضّ اعتصام رابعة العدوية، وكذلك يوم 6 تشرين الأول الذي يمثل يوماً تاريخياً لنصر العرب على «إسرائيل»، وغيرها من التواريخ التي أرادت الجماعة أن تحوّلها من تواريخ للنصر، الى أيام لهزائم وجرائم كي تأخذ الجماعة منها نقطة للمتاجرة بها على المجتمع الدولي، مستغلة في ذلك أنصارها من التنظيم الدولي، غير أنها جميعها كان مصيرها الفشل.

الدعوة إلى التظاهر يوم 28 الجاري اذن، سوف يكون مصيرها الفشل، ليس فقط نظراً لجاهزية أجهزة الدولة، واستعدادها لمواجهة أي خروج على القانون، أو السماح بأيّ أعمال تخلّ بالنظام العام للدولة، ولكن نظراً أيضاً لإيمان الشعب المصري، بأنّ كلّ تلك الدعوات التي تخرج عن الجماعة، تهدف الى زعزعة الاستقرار الذي ينشده المصريون، وتسعي بمساعدة أطراف إقليمية ودولية لهدم الدولة المصرية، وهو الهدف الأسمي الذي تسعى اليه الجماعة التي فجرت في خصومتها مع المواطنين ومع الدولة.

والآن أصبحت المواجهة مع الجماعة وأنصارها، أكثر قوة من ذي قبل، بعد أن دعم حالة الرفض لها قناعة المواطنين بزيف هذه الجماعة، وعدم وطنيتها، ومتاجرتها بالدين الاسلامي الحنيف لتحقيق مآربها، وكذلك إصرار أجهزة الدولة على المضيّ قدماً نحو تحقيق كافة بنود خارطة الطريق التي تمّ الإعلان عنها في 3 تموز 2013، وهو ما تمّ تنفيذه وبقي منه الانتخابات النيابية التي تجري في آذار من العام المقبل.

وعلى ذلك فإنّ الدعوة إلى تظاهرات 28 تشرين الثاني الجاري، لن تكون سوى تأكيد جديد على الرفض الشعبي والرسمي لجماعة رفعت الدين الاسلامي شعاراً لها، وروّعت به الآمنين وقتلت به المؤمنين وأبناء الوطن.

كاتب وصحافي مصري

eladl254 yahoo.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى