نقابتا محامي بيروت وطرابلس تبحثان سبل التعاون
استقبل نقيب المحامين في طرابلس محمد المراد وأعضاء مجلس النقابة ونقباء سابقون في مقر النقابة، نقيب المحامين في بيروت أندريه الشدياق وأعضاء المجلس والنقباء السابقين.
البداية بكلمة ترحيبية من النقيب المراد قال فيها: «جميعنا يعرف طبيعة العلاقة بين النقابتين عن بعد، ومدى تماسكها وقوتها، وكيف تعتبر كل نقابة النقابة الأخرى شقيقة لها وهذا ما لمسته عندما كنت عضوا نقابيا وعاصرت عددا من النقباء، ولكن في فترة الثلاثة أشهر التي امضيتها كنقيب للمحامين في طرابلس، تعرفت عن قرب الى النقيب الشدياق، ففي التعامل تكتشف اشياء جديدة، وللشهادة أقول أن النقيب الشدياق مثال للتعاون بما فيه خير لعملنا النقابي، وهذا دليل على عمق التفهم والقناعة ولو لم يكن هناك هذا العمق في التعاطي والممارسة، لم نكن لنبق حتى اليوم بعد مئة سنة على تأسيس نقابتينا، فهذه هي علاقة نقابة طرابلس ببيروت، وعلاقة نقابة بيروت بطرابلس».
أضاف: «نحن حرصاء على استمراراية هذه العلاقة، وعلى تمتينها أكثر، للحصول على إنتاجية أكثر وأكثر، فهناك الكثير من القضايا المشتركة التي تعني النقابتان وجسما المحاماة في طرابلس وبيروت، وسوف نستغل الفترة المتبقية من ولاية النقيب أندريه لصالح النقابتين، ومن خلال المجلسين الكريمين المتكاملين».
وختم: «هذا اللقاء في طرابلس له رمزيته، ونقابة بيروت اليوم هنا لتقول نحن نقابتان بالمعنى النظامي، ولكننا مؤسسة واحدة متكاملة على جميع الأراضي اللبنانية، فنحن أصحاب رسالة، وأصحاب قضية وسوف يكون هناك تعاون في عدد كبير من المسائل خلال الفترة المقبلة، أهلاً وسهلاً بكم في داركم».
ثم ألقى النقيب الشدياق كلمة قال فيها: «أنتم ونحن في نقابتينا شقيقتان توأم، رسالتنا واحدة المحاماة، المحاماة بنبلها، مصالحنا واحدة وما أسماها».
أضاف: «في ماض كنا متحدين، في آنية اللحظة نحن متحدون، وفي الغد المرتجى مشرقاً نبقى متحدين، متضامنين، على غرار الأسلاف، ولنا في الشمال اخوان وخلان، قلوبنا جميعاً، وصفوفنا جميعاً، وأقلامنا الحرة جميعاً، والحناجر الصداحة جميعاً، تصبو إلى هدف واحد أحد: النضال في المحاكم والمكاتب وعند سامعي أصواتنا لنزرع الحق ولننتزع الباطل فنحصد العدالة في ذروة من توحيد الجهود والتنسيق والتطابق والتوافق».
وتابع: «ليس في ما أقول تصنع أو تكلف. فكلمتي صادقة، والعاطفة وثابة، أما اللهجة فتكشف عن تطلع لتماثل في وجوب إبقاء المحاماة رسالة في خدمة الإنسان وحقوقه وحرياته، مستنيرين لهذه الغاية بتبادل الخبرات والتشارك في إستحداثاتنا لمؤسسات ومعاهد ومراكز ولجان وإلكترونيات».
وتوجه إلى المراد بالقول: «لقد كانت غالية علينا مناسبة انتخابك نقيبا لمحامي طرابلس، فمن بيروت، وباسم محامي نقابتنا، جئنا، والمجلس الكريم، والنقباء، مهنئينك نقيباً، ومتمنين لك ولنقابتك اطراد النجاح ولطرابلس الفيحاء وسائر الشمال هناء وصفاء في لبنان نبقيه، نحن وإياكم، في هذا الشرق المميز، قدوة ومعلماً ومعلماً».
ثم منح النقيب الشدياق الميدالية النقابية الذهبية للنقيب المراد قائلاً: «لقد شرفني مجلس النقابة في بيروت تقليدك إياها، وأنت المستحق».
بعدها شرح النقيب المراد لوفد نقابة بيروت، عن المشاكل التي يواجهها المحامون في قصور العدل في الشمال قائلاً: «أنتم ونحن نعاني معاناة حقيقية في قصور العدل، ونحن قصدنا أن نعمل ورشة عمل على مستوى محامي الشمال، شارك بها أكثر من مئة محام زميل، للإضاءة على السلبيات والإيجابيات، ونتيجة لورشة العمل الذي استمرت لأربع ساعات، شكلنا لجنة مصغرة، ثم لجنة صياغة، وتوصلنا إلى تشخيص هذه الحالات بـ 39 مشكلة وثغرة، التي انطلقت من عناوين عدة بحسب الفهرسة الخاصة بها والجداول الملحقة: الأسباب الموجبة، المشاكل والمعوقات، الحلول المقترحة، الحاجات اللوجستية في القضايا الجزائية والمدنية، آلية رصد المشاكل والمعوقات، وآلية تعديل البروتوكول وتأمين الاستمرارية».
وتابع: «نحن نطرح مسودة مشروع بروتوكول، توقع مع الجسم القضائي الذي لم يتحدد بعد، وحاولنا أن نعد العدة للشمال، كي نكون جاهزين ونعرف كيف نعرض مشاكلنا، وقد أقرها المجلس النقابي كمسودة مشروع، وتحتاج لنقاش مع قضاة الشمال، حتى تصبح مشروعا، ونحن وأنتم علينا التعاون فيها حتى تكون متكاملة، فعندما ننتهي من هذه المسودة في الشمال، لنا شرف الجلوس معكم لنتعاون على هذا البروتوكول بما فيه صالح العدالة المتمثلة بالقضاء كما في النقابتين».
وختم: «هناك كم كبير من الأسئلة، ونحن نريد أن نفعل المسيرة القضائية، بأي وسيلة كانت، فنحن وأنتم فرسان العدالة، ونريد أن نحافظ على مؤسستينا وعلى سمعتنا»، معتبراً أنّ «الانتدابات القضائية لم تكن موفقة على الإطلاق».
وأعرب النقيب الشدياق عن سعادته واستعداده للتعاون في هذا الموضوع لأنّ الهدف واحد، مؤكداً أنّ «نقابة بيروت تعاني من هذه المشاكل أيضاً، ولا بد من وجود حل».
ثم أقامت نقابة المحامين في طرابلس غداء على شرف الوفد.