زاخاروفا تتهم الغرب بعرقلة عودة سورية إلى «الجامعة العربية».. وتتطلع لإحداث انعطاف جذري في الوضع الخطير في إدلب
اتهمت الخارجية الروسية دول الغرب بعرقلة عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، معتبرة أن هذا الأمر يمثل عقبة أساسية أمام هذه العملية.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي عقدته أمس: «العقبة تكمن في محاولة شركائنا الغربيين، الذين يشكلون ويقودون تحالفا مناسبا، منع ما سيصبح عبارة جديدة لفشل سياساتهم في المنطقة، أي عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية».
وشددت زاخاروفا على أن «لا أحد يرى أي عراقيل أخرى» في سبيل عودة سورية إلى الجامعة العربية.
وأوضحت أن تطبيع علاقات الدول العربية مع السلطات السورية «يجري لتوه على قدم وساق»، مشيرة إلى أن هذا الأمر يقوض مفاهيم الغرب القائلة إن «تغيير النظام فقط سيتيح للبلاد إمكانية التطور داخل حدودها وخارجها».
ولفتت زاخاروفا إلى أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية ستنتج انعكاسات إيجابية لها ولدول جوارها، مبينة أن هذه المنظمة معنية بإدارة الأوضاع في المنطقة ولا تستطيع أن تعمل بشكل متناغم في حال عدم وجود دولة تمثل «لوحة كاملة من المشاكل والآفاق» بين أعضائها.
وأعلنت زاخاروفا، أن موسكو تتطلع إلى انعطاف في مسألة تسوية منطقة إدلب بعد مشاورات العسكريين الروس والأتراك.
وقالت الناطقة: «الوضع الحالي في سورية، بشكل عام، يمكن تقييمه بأنه مستقر. وتبقى بؤر التوتر الرئيسية في إدلب، في شمال شرق وجنوب سورية. والوضع خطير للغاية في منطقة خفض التصعيد بإدلب».
وأضافت زاخاروفا قائلة: «في ظل هذه الظروف، واصل ممثلو وزارتي الدفاع في روسيا وتركيا عملهم للتوافق على مجموعة من التدابير من أجل التنفيذ الفعال والكامل لمذكرة سوتشي المؤرخة 17 سبتمبر 2018. نتطلع إلى أن يؤدي تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين العسكريين، إلى انعطاف واستقرار الوضع في إدلب وحولها، وكذلك الى تحييد التهديد الإرهابي القادم من هناك».
هذا واحتضنت مدينة سوتشي جنوبي روسيا، قبل أيام، القمة الثلاثية الرابعة حول سورية بين الرؤساء، الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان، حيث تم الاتفاق على مواصلة العمل للوصول للتسوية السياسية في سورية، مع احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، ومع التركيز على الوضع في محافظة إدلب شرقي البلاد إضافة إلى الرفض القاطع لمحاولات فرض حقائق جديدة على الأرض في سورية تحت غطاء محاربة الإرهاب.
وفي السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، وجود تغير إيجابي في مواقف السعودية وقطر والإمارات والكويت تجاه سورية.
وصرّح بوغدانوف، في مقابلة مع قناة «RT»، أمس، بأن تحرك بعض الدول لاستعادة العلاقات مع دمشق يزداد وفقا للتطورات الميدانية والسياسية في سورية.
كما اعتبر بوغدانوف وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، محقا فيما قاله حول الوجود الإيراني والتركي في سورية بسبب غياب الوجود العربي، لافتا إلى أن التحرك التركي شمال سورية جاء بسبب فراغ السلطة.
إلى ذلك، دعت روسيا وسورية الأمم المتحدة لتنبيه الولايات المتحدة بعدم قبول وجود أماكن مثل مخيم الركبان وبضرورة حل هذه المشكلة بشكل نهائي.
وجاء في بيان مشترك صدر عن مقري التنسيق الروسي والسوري، أمس: «ندعو أعضاء المجتمع الدولي الذين يعتبرون أنفسهم جزءاً من العام المتحضر، وقبل كل شيء الأمم المتحدة، إلى القيام بأعمال نشيطة والحل النهائي للمشكلة المستمرة منذ سنوات طويلة وتحصد أرواح آلاف الناس، وإظهار موقفها المبدئي وتنبيه الولايات المتحدة بعدم القبول بوجود أماكن مثل الركبان في العالم الحديث».
هذا وقالت الهيئات إن الأردن يرفض السماح للاجئين من مخيم الركبان الواقع قرب الحدود السورية الأردنية، بالعبور إلى أراضي المملكة.
وأضافت: «السلطات الأردنية، واستناداً إلى القضايا الأمنية والوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، ترفض فتح الحدود لمرور اللاجئين إلى أراضيها، وبذلك يتبقى أمامهم طريق واحد للنجاة وهو الممر الإنساني الذي قدمته سلطات الجمهورية العربية السورية». .
وتابعت: «نأمل في المستقبل، بمشاركة زملائنا الأردنيين في تنفيذ المبادرات الإنسانية لإعادة اللاجئين السوريين، والمشاركة في تفاصيل حل مسألة إزالة مخيم الركبان، الأمر الذي سيسهم في استقرار الوضع في المنطقة وما يخدم مصالح الأردن».
من جهة أخرى، جدد أهالي الجولان السوري المحتل رفضهم القاطع للمخطط الاستيطاني الجديد المتمثل بإقامة مراوح هوائية على ممتلكات المواطنين ومصادرة أراضيهم بالقوة بحجج وثائق الملكية مجددين انتماءهم لوطنهم سورية وتمسكهم بالهوية السورية ومواصلتهم التصدي لكل الممارسات وأشكال التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني.
ويؤكد الأهالي بالوثيقة الوطنية التي جمعت تواقيع أهالي قرى مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية الصادرة عن الهيئات الدينية والفعاليات الاجتماعية في القرى المذكورة استعدادهم لمواصلة معركة الدفاع عن الأرض وإسقاط مخططات التهويد والتهجير القسرية بحق الجولان أرضاً وسكاناً وتاريخاً.
ويؤكد أبناء الجولان تشبثهم بأرضهم التي توارثوها عن الآباء والأجداد منذ آلاف السنين والمسجلة في السجلات العقارية السورية وأنهم لن يتخلوا عنها وسيروونها بدمائهم كما رووها من قبل بعرقهم ودمهم.
ميدانياً، ردت وحدات الجيش السوري العاملة في حماة بضربات مكثفة ومركزة على خروق التنظيمات الإرهابية لاتفاق منطقة خفض التصعيد ودكت مقار وأوكار عدة لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وقد نفذت وحدات من الجيش رمايات صاروخية مركزة على مقارومراكز قيادة لإرهابيي «جبهة النصرة» ومجموعات تتبع له في عمق مناطق انتشاره بريف إدلب الجنوبي في أطراف مدينة سراقب التي تضم العديد من مقار ومستودعات ذخائر الإرهابيين ومراكز قيادة لمتزعميهم.
وأكد مصدر أن ضربات الجيش أسفرت عن تدمير أوكار عدة والقضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أسلحة وآليات لهم.
وتتخذ المجموعات الإرهابية من مدينة سراقب أكبر مدن محافظة إدلب وتشكل أهمية استراتيجية قاعدة أساسية لشن اعتداءاتها على النقاط العسكرية والمناطق الآمنة بريف حماة الشمالي.
وقضت وحدات من الجيش أول أمس على العديد من إرهابيي «جبهة النصرة» ودمرت لهم تحصينات ومنصات إطلاق القذائف في خان السبل وأطراف مدينة سراقب وخان شيخون بالقرب من الخزانات بريف إدلب الجنوبي وفي مورك وقلعة المضيق والزكاة والشريعة والجماسة بريف حماة الشمالي.