ندوة ثقافية وتوقيع كتاب «عصر المقاومة صناعة النصر» في مكتب منفذية «القومي» في طرابلس
وقّع الكاتب والإعلامي حسن حردان كتابه «عصر المقاومة صناعة النصر» في منفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي.
التوقيع الذي دعا إليه المركز الثقافي القومي ومنتدى الحوار الوطني الديموقراطي، سبقه ندوة فكرية ناقشت الكتاب.
وقد شارك في الحوار عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية – مسؤول لبنان الأستاذ مروان عبد العال ورئيس المركز الثقافي القومي الأمين الياس عشي ورئيس منتدى الحوار الوطني الديمقراطي عبد الله خالد.
خالد: الصمود والمقاومة كفيلان بتحقيق الانتصار
خالد وصف الكتاب بالهام، وقال «أهمية الكتاب ما يحمله من توثيق حيّ لمأزق الكيان الصهيوني الأمر الذي أجبر الإدارة الأميركية وأدواتها الصهيونية والرجعية والإرهابية والتكفيرية على بدء ما سميّ زوراً وبهتاناً الربيع العربي في محاولة لضرب عمق فكر المقاومة المجسد بسوريا التي ما زالت تعيش تداعيات الحرب الكونية عليها في محاولة لضربها كمدخل وحيد لضرب صمود المقاومة التي تصنع النصر القادم حتماً.
ولفت خالد إلى أن «الثلاثية الماسية الشعب والجيش والمقاومة شكلت المدخل الطبيعي لنصر 25 أيار 2000 وهزيمة العدوان الأميركي – الصهيوني في تموز 2006 وأكدت أنّ الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر أوهن من بيت العنبكوت وأن المقاومة بما حققه من انتصارات دفعت الإدارة الاميركية وأدواتها للانقضاض على سوريا في حرب كونية باعتبارها خزان الصمود وقلب العروبة النابض».
وتابع : «كان لا بد من أن يكون الرد في مستوى العدوان وأن يتشكل محور المقاومة كنتيجة لصمود سورية لصد العدوان الأميركي – الصهيوني وأدواته التي تتجسد بالإرهاب والتكفير والرجعية العربية. وما يحدث اليوم في سوريا يؤكد أن الصمود والمقاومة كفيلان بتحقيق الانتصار على الهيمنة بكل أشكالها وهزيمة كل مشاريعها في المنطقة».
عشّي: العودة الى جذور الإرهاب
بدوره أكّد عشّي أن هذا الكتاب يستحق أن يكون له مكان في صدارة المكتبات الخاصة، لا سيما وأن الكتب التي تناولت موضوع الإرهاب تفتقر في أكثرها إلى المصداقية والبُعد عن مدرسة الجاحظ في النقد حيث يقول: «إذا كانت المحبة تعميك عن المساوئ، فإنّ الكره يعميك عن المحاسن».
وأضاف عشّي:» إن الكلام على المقاومة وانتصاراتها يبقى منبرياً ومسطحاً إذا لم نعد إلى الجذور الأولى للارهاب ، إلى بداية البشرية، من لحظة التقاط الثمار إلى لحظة الزرع والإنتاج والتصريف. وثانياً إذا لم يُوثّق هذا الإرهاب توثيقاً منهجياً قائماً على الأدلة والتواريخ، بحيث يحافظ الكلام على موضوعيته، ويكون بعيداً عن الهوى وردات الفعل والارتجال. وهذا ما لفتني في كتاب عصر المقاومة صناعة النصر».
حردان: المواجهة مستمرة مع المحتل والمستعمر
الكاتب حسن حردان تحدّث عن كتابه الجديد وقال: «نحن أمام مشروع للمقاومة يمتلك الرؤيا والقيادة والمشروع الاستراتيجي بأفق التحرير والمواجهة المستمرة مع المحتل ومع المستعمر، ولذلك نصنع اليوم وصنعنا الانتصار تلو الانتصار بدءا من عام 2000 مروراً بـ 2006 ووصولاً إلى الانتصار الكبير في سوريا».
وأشار إلى أن «هذه هي النقطة المركزية التي تشكّل جوهر الكتاب ولذلك أطلقنا عليه إسم عصر المقاومة صناعة النصر لأننا نحن فعلاً في عصر المقاومة المنتصرة والتي هزمت العدو الصهيوني الذي كان يُصوّر على أنه قوة لا تهزم وأيضاً هزمت المستعمر الأميركي عبر أدواته الإرهابية التكفيرية، كما وهُزم المستعمر الأميركي أيضاً في العراق بمقاومة شعبية مسلحة».
وشدد حردان على ضرورة أن «ينتصر هذا المشروع ليس فقط ضد المحتل بل أيضاً في معركة التنمية والتحرر من التبعية الاقتصادية للاستعمار. نحن لا زلنا نخضع للوصاية مع أننا حررنا أرضنا، إلا أنّ لبنان مثلاً لا زال يخضع للوصاية الأميركية من خلال تطبيق العقوبات الأميركية على المصارف اللبنانية ضد المقاومة ومن يتعاون معها «.
ولفت أيضاً إلى أنّ «معظم الدول العربية تخضع للوصاية وللاستعمار إن كان بالشكل الاقتصادي أو السياسي أو الأمني أو العسكري وبالتالي نحن في مواجهة مستمرة لا يمكن أن نبني دولاً مستقلة، أن نحقق التنمية الحقيقية من دون التحرر من الأشكال السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية. وبالتأكيد هذا المشروع المقاوم ولأنه يمتلك كل هذه الرؤيا الاستراتيجية سينتصر مجدداً في معركة البناء وسينتصر على المحتل الصهيوني وتتحرر فلسطين».
عبد العال: المقاومة فن المستحيل
عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية – مسؤول لبنان مروان عبد العال قال» أنا هنا لأحتفي بعصر المقاومة وصناعة النصر مع كاتبه المثقف الثوري والمقاوم والمشتبك الذي قدم وكتب وحلل ووثق وسرد تاريخ مشرف من الانتصار والمقاومة. ومع الاتفاق مع المحور الرئيسي في الكتاب الذي رصد تطور المقاومة بشكل حلزوني من عام 1982 إلى عام 2017 إلا أنّ الفكرة الأهم هي أن انتصار سورية اليوم قد قلب المعادلة الدولية وسرّع بإسقاط الهيمنة الأحادية الأمريكية، وكان المخطط يستهدف تدمير وإسقاط سورية المنطقة والقضية الفلسطينية. لذلك وددت المساهمة بعنوان إشكالي : المقاومة فن المستحيل».
وأضاف عبد العال «قصدت الإضاءة على مرد التكتيك هو للعمل السياسي إنما مرد المقاومة فهو للعمل الاستراتيجي وأن مقولة السياسة فن الممكن تقترن بمقولة المقاومة فن المستحيل».
وشرح عبد العال الوضع السياسي بالنقاط التالية:
«1 – الحروب الجديدة التي خيضت في المنطقة لم تكن حروباً تقليدية كالتي اعتدنا عليها، الامبريالية هذه المرة وبوسائل الحروب الشاملة، بالقوتين الناعمة والصلبة، استطاعت تحويل الصراع أو التوق إلى التغيير الايجابي او الربيع الى خريف والثورات الى ضدها وإلى حروب بين نسيج المجتمع الواحد داخل الدول وليس مع الدول. أو في الدولة الوطنية نفسها. تدمير الوطنية، بوسائل داخلية، تعطي مفاعيل اسرع للسيطرة والتدمير، بوسائل الاغراء او الخداع او الفتنة أو الفتوى أو المال والقمع والاستبداد والاستغلال الخ.. نموذج الانقسام الفلسطيني الذي جسد خسارة رمزية، لا تستطيع المصالحة وحدها تجاوز العقبات الجدية التى تركها الانقسام من ازمات طالت كل المشروع الوطني الفلسطيني، كل خطوة مشروطة بأثمان من حساب الوطنية الفلسطينية، ويمكن القياس على ذلك وصولا الى واقع الدول الوطنية كسوريا والعراق واليمن وليبيا والخ..
2 – بعد الحروب الجديدة، لم تعد الحرب امتداداً للسياسة وبوسائل اخرى فقط وحسب مقولة كلاوزفيتس، يمكن ان تكون السياسة امتداد للحرب أو حرب باسلحة اخرى..الحروب الناعمة أدت إلى نتائج تدميرية لم يحدثها السلاح التقليدي والحروب الكلاسيكية..مثل جعل الثورات تنسف اوطانها بالاعتماد على المستعمر والامبريالي في حالات كثيرة، او بدعم من الرجعية ذاتها! واليسار نفسه انطلت عليه كثير من الأوهام أو الخدع بما فيها الديمقراطية الطائفية والتوافقية والموضة، ضاع الفارق بين الديمقراطية كإنتخاب وكنظام سياسي، بين المشاركة في صندوق الإقتراع والمشاركة في القرار أو قانون الانتخاب ولكن بدفتر شروط غير ديمقراطي، تم احتواء التغيير ليس بالقوة المسلحة، بل بإغراء السلطة و بالخديعة. ربما يحقق بالاعمار والتنمية حيث في مرات عديدة بددت السياسة نتائج الحرب ..
3 – أقلمة الصراع. وهذا عود على بدء، الذي سمي بالحل الاقليمي أي تسوية شاملة وصفها ترامب «بصفقة القرن « وهو شكل من ادارة للصراع وليس حل للصراع ، والإختلاف بالطريقة ولكن ليس بالاستراتيجية الأمريكية في المنطقة بتعاقدها مع الكيان كحارس اقليمي لمصالحها بالمنطقة، الفضيحة الكبرى بإقامة تحالف معلن لما كان مضمراً بين ركائز المشروع الامبريالي وبدون اي خجل في تحديد عدو للعرب كما فعلها ضد الشيوعية سابقاً واليوم إيران. ويكون العدو الفعلي للعرب عضواً أصيلاً فيه . ليس بالضرورة ان السيناريوهات المفترضة ستكون سهلة وقابلة للتنفيذ، لكنه حل يعكس مصالح تحالفه الطبقي ويرتاح فيها الجميع على الصعد الاقتصادية والإجتماعية وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني.
وتمنى عبد العال أن يكون هذا الكتاب «وهذا الفعل الثقافي مادة تثري عقول الاجيال وتسجل دروس التاريخ وتشكل استشرافاً للمستقبل».