المتنبي أو البستاني: الخطوة الأولى
د. جورج جبور
لن أفاضل الآن بين المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس وبين المعلم بطرس البستاني الذي ينبغي الاحتفال بذكراه والتأكيد على الكثير الثمين مما أنجز.
يشغلني أمر أثاره معي كثيرون في مسعاي منذ سنوات لتغيير موعد يوم اللغة العربية العالمي: كيف يتمّ تغيير الموعد؟ كيف نبدأ؟
نبدأ بمذكرة تنطلق من الاجتماع الذي يتمّ فيه التداول بشأن تتويج البستاني.
تتوجه المذكرة إلى الحكومة اللبنانية فتسألها مخاطبة اليونسكو لفتح الباب أمام مناقشة موعد اليوم العالمي.
تلك هي الخطوة الأولى.
تستجيب اليونسكو أو لا تستحيب؟ ذلك سؤال هامّ.
عليها أن تستجيب إذا أيّد الدعوة اللبنانية عدد وافر من الدول العربية. أو إذا هي اقتنعت بمسوغات التغيير التي عرضتها مرتين في رسالتين إلى المديرتين السابقة والحالية، رسالتين وصلتا إلى قمة اليونسكو لا ريب في ذلك. بل أنّ الأولى منهما سلّمتُها باليد إلى المديرة.
فإذا استجابت اليونسكو وفتحت بالتعاون مع الكسو باب النقاش العربي والعالمي في الموضوع ففي ذلك خير.
فلتبدأ الخطوة الأولى من الاجتماع الذي حدّثنا عنه الأستاذ ناصر قنديل في افتتاحيته يوم الأربعاء 6 آذار 2019.
فلتبدأ بمذكرة إلى اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو أو إلى وزارة الثقافة اللبنانية أو إلى وزارة الخارجية اللبنانية.
أما اختيار العربي المتوّج رمزاً لليوم العالمي فيقدّم لنا فرصة ثمينة هي التداول الديمقراطي الحر الواسع في شأن لا علاقة مباشرة له بموازين القوى دولياً وإقليمياً وعربياً وطائفياً ومذاهبياً وعشائرياً وعائلياً.
ولنتذكر بيت شعر لشاعر موهوب، كثيراً ما لجأت إليه في تدريس الفكر السياسي العربي.
فأما الشاعر فهو إبن صافيتا مدينتي: عبد الحق حداد.
أما بيت الشعر الذي يطالني ويطال كثيرين، وقد قاله الشاعر منتقداً أحد الوزراء:
كلّ العروبة عنده غصم
وتضاف عند توسع خبب
ولمن لا يعرف غصم وخبب هما قريتان أو بلدتان في حوران بسورية. إحداهما مسقط رأس الوزير وثانيتهما على مبعدة كيلومترات قليلة من الأولى.
ولكي نوفي بيت الشعر الرائع حقه أقول: كان الوزير المهجو أكثر من رأيت حماسة لقصيدة الهجاء ولا غرو في ذلك فقد كان هو أيضاً شاعراً وراوية للشعر.
ثم أختم بشكر الصديق الذكي اللماح ناصر قنديل.
ذكرتني وأغفلت ذكري المذكرة الرسمية التي وجهتها جهة سورية رسمية إلى جهة عربية رسمية ذات اختصاص بإحداث يوم للغة العربية.
وأشكرك لأنّ مقالك أحيا الاهتمام بأمر كاد أن يفلّ عزمي وأنا أتابعه في عواصم متعددة عربية وعالمية.