بوتين وترامب يدينان المجزرة الإرهابية في نيوزيلندا وسيناتور أسترالي يبرّر «مذبحة المسجدين»
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه لرئيسة وزراء نيوزيلندا بضحايا الهجوم الإرهابي على مسجدي مدينة كرايس تشيرش الذي أسفر أمس، عن مقتل 49 شخصاً وإصابة العشرات.
وجاء في بيان صادر عن الكرملين أن «الرئيس بوتين بعث ببرقية تعزية لرئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، أعرب فيها عن حزنه العميق ومواساته لنيوزيلندا»، مؤكداً أن «الهجوم على مواطنين مسالمين تجمعوا لأداء الصلاة، يظهر مدى وحشية المعتدين»… آملاً «إنزال أشد العقاب بمنفذي الجريمة».
وعبّر بوتين عن «تضامن روسيا مع ذوي الضحايا»، متمنياً «الشفاء العاجل للمصابين».
كما أدان الرئيس الأميركي دونالد ترامب «المذبحة المروعة» في مسجدين بنيوزيلندا أمس، ووصفه البيت الأبيض بأنه «عمل آثم من أعمال الكراهية».
وكتب ترامب على تويتر «أبعث بأحرّ التعازي وأطيب التمنيات لشعب نيوزيلندا بعد المذبحة المروّعة في المسجدين. مات 49 بريئاً بلا أي معنى وأصيب كثيرون آخرون بجراح خطيرة. الولايات المتحدة تقف إلى جانب نيوزيلندا وتعرض عليها أي شيء يمكننا أن نفعله».
وفي وقت سابق قالت سارة ساندرز المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض في بيان إن «الولايات المتحدة تدين الهجوم بأشد العبارات».
وتابعت «تدين الولايات المتحدة بقوة هجوم كرايستشيرش. قلوبنا ودعاؤنا للضحايا وذويهم. ونحن نقف متضامنين مع نيوزيلندا شعباً وحكومة في مواجهة عمل آثم من أعمال الكراهية».
فيما قالت متحدثة باسم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أمس، إنه يتعين على كل الشركات التحرّك بوتيرة أسرع لـ»إزالة المحتوى الإرهابي» على الإنترنت، وذلك رداً على سؤال عن مقاطع فيديو لإطلاق نار في مسجدين بنيوزيلندا بثت على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية لبعض الصحف.
وقالت المتحدثة «الحكومة واضحة في أنه ينبغي على كل الشركات التحرك بوتيرة أسرع لإزالة المحتوى الإرهابي».
إلا أنّ تبريرات السيناتور الأسترالي فرايزر أنينغ، أثارت ضجة كبيرة، بعد تبريره في بيان الهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا.
وقال أنينغ: «السبب الحقيقي لإراقة الدماء في نيوزيلندا أمس هو برنامج الهجرة الذي سمح للمسلمين بالهجرة إليها. لنكن واضحين، ربما يكون المسلمون ضحية اليوم.. لكن في العادة هم المنفذون، وفي العالم يقتل المسلمون الناس بمستويات عالية باسم دينهم».
وتابع: «الدين الإسلامي ببساطة.. هو أصل وأيديولوجية العنف من القرن السادس. فقد برر الحروب اللانهائية ضد كل من يعارضه ويدعو لقتل غير المؤمنين به»، حسب تعبيره.
تصريحات أنينغ لاقت استنكاراً كبيراً وردود فعل غاضبة، كان أبرزها من قبل رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، الذي اعتبر في سلسلة تغريدات أن إلقاء اللوم في ما شهدته بلاده أمس على الهجرة «أمر مقرف».
وأضاف موريسون أن تصريحات مثل تصريحات السناتور أنينغ، «لا مكان لها في أستراليا، فكيف بالبرلمان الأسترالي؟».
كما بين أن «نيوزيلندا كما أستراليا، مأوى للناس من جميع المذاهب والثقافات والخلفيات، ولا مكان فيها للكراهية وعدم التسامح الذي ينتج التشدد والإرهاب والعنف، وهو ما ندينه في بلادنا».
وقتل 49 شخصاً وأصيب العشرات أمس، في اعتداء على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، حسب ما أعلنت سلطات البلاد.
وقالت الشرطة النيوزيلندية، «إن حصيلة ضحايا الهجوم ارتفعت إلى 49 شخصاً».
وكانت الشرطة النيوزيلندية، قد ذكرت أن «منفذ الهجوم رجل كان يرتدي خوذة ونظارات وسترة عسكرية، فتح النار في المسجد من سلاح أوتوماتيكي».
وذكر مفوض الشرطة مايك بوش، أن القتلى سقطوا «على حد علمنا في موقعين، الأول في مسجد بشارع دينز، والثاني في مسجد آخر بشارع لينوود».
وأشار بوش، إلى أن «هناك أربعة أشخاص رهن الاعتقال، هم ثلاثة رجال وامرأة وأن هناك العديد من القتلى جراء إطلاق النار».
وتابع بوش أن الشرطة فككت عبوات ناسفة عثر عليها في مركبات المتهمين، ودعا السكان في وسط كرايست تشيرش إلى التزام منازلهم، والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة لأي شخص.
وأعلنت الشرطة قبل ذلك عن توقيف شخص واحد على ذمة التحقيق، مرجحة وجود متورطين آخرين في الهجوم.
وأفادت وسائل إعلام بأن «أحد منفذي الجريمة أسترالي في الـ28 من عمره يؤمن بأفكار عنصرية متطرفة، وصوّر بنفسه فيديو وهو يطلق النار على المصلين في المسجد».
وحسب صحيفة «نيوزيلاند هيرالد»، فإن المتهم بالهجوم نشر «بياناً» من 37 صفحة، أبلغ فيه عن نياته .
وكانت رئيسة حكومة نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، قد دانت الحادث واعتبرته «واحداً من أحلك الأيام» في تاريخ بلادها.
وقالت: «هجوم كرايست تشيرش عمل غير عادي وغير مسبوق في وحشيته، ولا مكان لمثل هذه الظاهرة ومنفذي الهجوم في بلادنا. العديد من الضحايا من المهاجرين ونيوزيلندا هي بيتهم، وهم نحن».