قماطي: لتوحّد المقاومة في مواجهة الاحتلال
أحيت «الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين» ولجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف الذكرى 41 لاعتقاله، بمهرجان أقيم في قاعة جنة الغنى – المنية، في حضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، النائب مصطفى علي حسين، منفذ عام طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي فادي الشامي وأعضاء من هيئتي منفذيتي طرابلس وعكار، وممثلين لوزراء ونواب وللأحزاب اللبنانية الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية ورؤساء جمعيات ومخاتير وحشود شعبية من مناطق الشمال.
قدّم للمهرجان الشاعر شحادة الخطيب الذي ألقى قصيدة عن الأسير يحيى سكاف، ثم ألقى شقيق الأسير جمال سكاف كلمة العائلة واللجنة وقال فيها «نلتقي اليوم في ربوع بلدة المنية، مدينة عميد الأسرى في سجون العدو المناضل يحيى سكاف لنحيي الذكرى السنوية 41 لاعتقاله في السجون التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المحروم من أبسط حقوق الإنسان رغم امتلاكنا الدلائل والوثائق التي تؤكد وجوده حياً».
وأضاف «41 عاماً ونحن على العهد والوعد مع قضية فلسطين وشعبها الحر الأبي، ونتابع المسيرة التي بدأها الأسير يحيى سكاف الذي كان من أوائل المدافعين عن فلسطين إثر مشاركته بأضخم عملية بطولية داخل فلسطين المحتلة في 11 آذار 1978 بقيادة الشهيدة دلال المغربي والتي خطط لها الشهيد أبو جهاد خليل الوزير».
وأكد أننا «لن نتخلى عن هذه المسيرة والقضية مهما بلغت التضحيات والتحديات، لأننا نؤمن بأنّ الحياة وقفة عز فقط، وفي هذه المناسبة اليوم لن نطالب الهيئات الدولية والمنظمات التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان التي لم تحرك ساكناً لنصرة قضيتك، بل سنؤكد بأننا على ثقة تامة بالمقاومة وقائدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي قال بأنّ الأمة التي تترك أسراها هي أمة بلا شرف وبلا كرامة».
وألقى قماطي كلمة قال فيها «يفتح أمامنا يحيى صفحة تلو صفحة، فاذا ما فتحت الصفحة الفلسطينية نراه يناشد اخوته ورفاقه في فلسطين: عليكم بالوحدة ولا تدعوا الخلافات تفرّقكم يا فصائل المقاومة الفلسطينية. وها هو يحيى سكاف ودلال المغربي ورفاقهما، ها هم بدمائهم بتحمّل الألم والوجع والأسر، منهم من وقع في الأسر ومنهم من استشهد. منذ 41 عاماً انطلقت الرصاصات الأولى من مقاومين شرفاء في داخل الأراضي الفلسطينية بهدف تحريرها».
أضاف «يسألنا يحيى ويسألنا رفاقه: اين أنتم من دمائي الجريحة، وأين أنتم من دماء اخواني الشهداء، أين أنتم؟ نعم ما زلتم تقاومون، جيد، نعم ما زال الحفاظ على خط المقاومة قائماً ومستمراً وهذا أمر جيد، ولكن تنقصنا الوحدة. لا تدعوا الفرقة تمزقنا وتمزق مشروعنا المقاوم».
وشدّد على أنّ «فلسطين ليست مسؤولية فلسطينية فقط، هذه العملية وهذه الدماء وهذا اليحيى يقولون، مسؤولية تحرير فلسطين هي مسؤولية العرب كلّ العرب، من كلّ الجنسيات وكلّ الانتماءات».
وتابع «إذا فتحنا صفحة يحيى اللبنانية نجد أنه اللبناني الذي رفع رأس اللبنانيين في أنهم أول من خاض غمار المقاومة مع الفلسطينيين. يجب أن نرفع رأسنا نحن كلبنانيين، أنّ هذا الفتى كان يعرف البوصلة إلى أين يجب أن تتجه، بوصلة العداء والسلاح والمقاومة، كان يعرف تماماً إلى أين يوجه البوصلة. نحن كلبنانيين وكالمنية وبحنين والشمال اللبناني والجنوب والبقاع والجبل، يقول يحيى إنّ عدوك هو إسرائيل وواجبك الوطني اللبناني ان تكون الى جانب قضية فلسطين وتحريرها، ومساعدة الأخوة الفلسطينيين في كلّ أحوال حياتهم، هذا واجبك كلبناني».
وأكد أنه «لا يوجد لنا أعداء في الداخل اللبناني. يمكن أن نتنافس في السياسة، وأن نختلف في السياسة ولكن لا نعادي أحداً لأنّ العدو الخارجي معروف وواضح وهو العدو الإسرائيلي، ومن يهدّد لبنان من الخارج معروف، لذلك نحن دعونا وندعو في آخر خطوة سياسية في هذا البلد العزيز على قلوبنا جميعاً، هذا الوطن الذي يجب ان نفتديه بأرواحنا ودمائنا وكلّ ما نملك لنحافظ عليه، على وحدته وعلى شعبه وعلى أصالته، لنحافظ عليه كرسالة للعيش الواحد والمشترك، هذه الرسالة في الأنموذج كرسالة في الحضارة والتطوّر والتقدّم وليس العكس، ان نحافظ عليه يجب ان نكون عقلانيين، وان نغلب مصلحة الوطن على ايّ مصلحة أخرى، وألا ندع التدخلات الخارجية تخرجنا عن الإطار والتوجه الوطنيين»، مضيفاً «أما أن نجعل الشعب يدفع ثمن الاختلاف السياسي فلا تنجز الحكومة شيئاً ولا تقرّر الحكومة شيئاً بما يتعلق بألم الشعب ووجع الناس، لأنّ فرقاء الحكومة مختلفون في السياسة فهذا أمر مرفوض على الإطلاق. لذلك اتفقنا، وإنْ شاء يستمرّ هذا الاتفاق ويدوم ونتمسك به جميعاً، فندع الخلافات جانباً، ولنهتمّ بمطالب الشعب وشؤونه وشجونه».
واعتبر أنّ «أكبر سبب لانهيار الاقتصاد في لبنان هو الفساد، ولا يختبئ أحد خلف ثوبه المذهبي، والسياسي أو الحزبي، ولنوقف الفساد والنزف في الاقتصاد على الأقلّ في ما سيأتي، اما في ما مضى فليأخذ طريقه نحو الحساب في القضاء في كلّ شيء».
وختم قماطي «أهل المنية وبحنين جميعاً، وأهل الشمال ولبنان، نحييكم من قلوبنا، ونحييكم من سماحة السيد حسن نصرالله، ونقول لكم سنخدمكم بأشفار عيوننا».
وألقى رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير كلمة حيا فيها الأسير سكاف «الذي رفع رأس المنية والشمال وكلّ لبنان ببطولاته»، معتبراً أنّ «خياره في المقاومة ضدّ العدو الصهيوني هو الخيار الصحيح الذي يفهمه العدو». ورأى أنّ «المقاومة هي خيار كلّ الشرفاء والأحرار في أمتنا».
كلمة فلسطين ألقاها أمين سر حركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في الشمال محمد فياض الذي اعتبر أنّ «يحيى سكاف ورفاقه أبطال عملية كمال عدوان، أسّسوا أول جمهورية فلسطينية لساعات بقيادة الشهيدة دلال المغربي»، وشدّد على انّ «قضية فلسطين هي قضية كلّ الأحرار والشرفاء وتحريرها واجب شرعي علينا».
وألقى رئيس الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين أحمد طالب كلمة شكر فيها الحضور والمتضامنين مع قضية المناضل يحيى سكاف وكلّ الأسرى في السجون «الإسرائيلية»، داعياً إلى نصرتهم بكلّ الوسائل والإمكانات.
وفي الختام قدّم جمال سكاف لقماطي لوحة تكريمية.