سيناريوات مضلّلة للعبث بالأفكار والثوابت
عصام عبد القادر غندور
يواجه المسلمون على اختلاف مذاهبهم وسياساتهم منذ بداية هذا القرن تحديات، تكاد تمسّ ثوابتهم الدينية. وتجمّعت أخطاء وتجاوزات وانتهاكات عدة داخل مجتمعاتهم، وتراكمت سلبيات لا حصر لها في ظرف عالمي توافقت فيه مصالح الدول الكبرى، تسلّمت على إثره الولايات المتحدة الاميركية دور القيادة، فأوكلت إليها مُهمة تقسيم الحصص في العالم ولا سيما في البلاد الإسلامية. ويكون المسلمون أعجز من مواجهة هذا المخطط وقد استثنوا من إعطاء أكثر من دور المتلقي، وفي أفضل الحالات أسند إلى البعض منهم دور مُساعد، وبعبارة أدق حُشروا في عربة في مؤخرة القطار، وهو ما أفسح المجال لمزيد من التدخلات في شؤونهم والهيمنة على بلدانهم وثرواتهم التي يعتبرها الغربيون جوائز منحها الرب لهم باعتبار الإنسان الغربي العنصر الأرقى والأقدر على اكتشاف قوانين الحياة.
ولكن، كما العداوة المتجدّدة والعدل المفقود هو الحال في جميع القضايا الهامة، كان لا بدّ للقيادة الغربية المتمثلة في الولايات المتحدة من إيجاد مبرّرات مُفَيْعَة، وبحجم أخطاء الأنظمة وبُعدها عن التناغم مع حاجات شعوبها، فكانت الذريعة محاربة الإرهاب وإجراء إصلاح ديني وسياسي باعتبارهما من الأسباب المهدّدة للسلم الدولي، وبالأخص بعد فبركة أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، حيث تمكّنت إدارة جورج دبليو بوش في رئاسته الأولى من زرع فكرة الإرهاب الإسلامي، غطّت من خلالها حروبها الاستباقية ووحشية قصفها المدن وترويع الآمنين، فأطيح بنظام طالبان في أفغانستان، ومن بعد بنظام صدام في العراق، اللذين سبق أن مدّت لهما أميركا يد العون، وحوصر الفلسطينيون واغتيل مقاوموهم، وقُتل وشُرّد واعتقل الآلاف منهم بوقاحة سياسية معلنة تحت نظر وسمع الدول والهيئات الدولية، واستخدمت أحدث الأساليب والضغوط السياسية لتسمية المقاومة الرافضة للهيمنة إرهاباً، والعمل على أساس الإسلام تطرّفاً…!
رئيس الهيئة الشرعية