الكرملين يكشف عن رسالة بوتين للأسد: تطرّقت للعلاقات الثنائية والتسوية السياسية.. وباريس تكشف عدم حصولها على ردود من واشنطن حول خططها في سورية
شهدت دمشق حراكاً مكثفاً في الفترة الأخيرة، فبعد اجتماع ثلاثي جمع قادة أركان جيشي العراق وإيران مع وزير الدفاع السوري، حمل سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين إلى نظيره السوري بشار الأسد.
هذا الحراك دفع العديد من المراقبين إلى طرح الكثير من الأسئلة حول الهدف من هذه الزيارات، وعن إمكانية القيام بعمل عسكري جديد من قبل دمشق وحلفائها، تجاه المناطق التي يتجمّع فيها الارهابيون أو الاحتلالان الأميركي والتركي.
إلى ذلك، أكد الكرملين، أمس، أن رسالة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لنظيره السوري، بشار الأسد، تطرّقت للعلاقات الثنائية والتسوية السياسية في سورية.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي، رداً على سؤال حول ما إذا تناولت الرسالة قضية محافظة إدلب: «أنها تطرقت إلى العلاقات الثنائية الروسية السورية، وكذلك عملية التسوية السياسية الدبلوماسية للوضع في سورية. وهذا كل ما يمكن قوله لكم».
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قام يوم 19 مارس الحالي بزيارة غير معلن عنها مسبقاً إلى دمشق حيث أجرى محادثات مع الرئيس السوري بتكليف من بوتين.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان حول الزيارة أن شويغو نقل للأسد رسالة من بوتين، دون التعليق على فحواها، مشيرة إلى أن الطرفين بحثا قضايا محاربة الإرهاب الدولي في سورية والجوانب المختلفة لضمان الأمن في منطقة الشرق الأوسط ومسألة التسوية في فترة ما بعد الحرب.
من جانبها، أفادت الرئاسة السورية بأن اللقاء تناول أيضاً «الأوضاع في منطقتي إدلب وشرق الفرات»، مشدّدة على أنه «كان هناك توافق في الآراء حول ضرورة مواصلة العمل المشترك لوضع الحلول المناسبة لاستعادة الأمن والأمان في المنطقتين واتخاذ ما يمكن من إجراءات لعدم السماح للدول المعادية للشعب السوري بأن تحقق من خلال سياساتها وممارساتها في هاتين المنطقتين ما عجزت عن تحقيقه خلال سنوات الحرب».
وفي سياق متصل، حثت روسيا وسورية المجتمع الدولي على دعم فكرة إزالة مخيم الركبان، ودعتا الأردن للانضمام إلى عملية عودة اللاجئين السوريين.
وجاء في بيان مشترك صدر عن رئيسي مقرّي التنسيق الروسي والسوري، أمس، أنه تمّ بفضل السلطات الأردنية فتح معبر نصيب الذي يعمل ليلاً ونهاراً على الحدود الأردنية السورية ويمر عبره عدد كبير من السوريين العائدين إلى وطنهم. وأكد البيان أن أكثر من 100 ألف سوري قد عادوا إلى وطنهم خلال فترة عمل هذا المعبر.
وأشار الجانبان أيضاً إلى أن السلطات الأردنية استقبلت في أراضيها أكثر من مليون سوري منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية ووفرت الظروف المعيشية الضرورية لهم.
وأضاف البيان: «نحثّ كل المجتمع الدولي على دعم فكرة إزالة مخيم الركبان، وهو مركز العنف والجرائم وانتشار الأوبئة الخطيرة، على الحدود السورية الأردنية».
كما عبرت روسيا وسورية في البيان عن أملهما بأن تساعد إزالة المخيم في تشجيع اللاجئين السوريين المقيمين في أراضي المملكة الأردنية على العودة إلى وطنهم، الأمر الذي سيضعف العبء الاقتصادي على الأردن.
وتابع: «ندعو القيادة الأردنية إلى الانضمام لهذه العملية وتعمل كل ما بوسعها لإنقاذ الناس من مخيم الركبان بأسرع ما يمكن».
على صعيد آخر، صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بأن فرنسا لم تحصل على أي ردود بشأن خطط الولايات المتحدة في سورية، على الرغم من إجراء مباحثات مع واشنطن.
وذكر لودريان أن وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي زارت الولايات المتحدة «لبدء المباحثات مع الأميركيين وسعياً للحصول على الأجوبة عن مختلف الأسئلة: في حال الحفاظ على الحضور العسكري الأميركي كيف ستكون ملامحه؟ ما ستكون المهمة؟ وأي قدرات ستكون هناك»؟
وأضاف لودريان: «ليست لدينا الأجوبة عن هذه الأسئلة حتى الآن»، مؤكداً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحدّد مستقبل دور فرنسا في سورية بناء على تلك الأجوبة.
جدير بالذكر أن وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي زارت واشنطن الاثنين الماضي للاطلاع على تفاصيل الخطط الأميركية لإقامة منطقة آمنة شمال شرقي سورية، وسحب معظم القوات الأميركية من البلاد.
صرّح سفير مملكة البحرين لدى روسيا، أحمد عبد الرحمن الساعاتي، بأن المملكة لم تغلق سفارتها في دمشق وقامت فقط بإعادة تأهيلها وكذلك السفارة السورية في المنامة.
وشدّد السفير على أن المسألة الأهم للبحرين ولدول الخليج العربية عموماً في الملف السوري هي التخلص من التدخلات الأجنبية في سورية ودور إيران، بحسب تصريحاته، لأنها السبب في استمرار الحرب وعدم التوصل لحلول للأزمة السورية.
وقال الساعاتي في حوار خاص مع وكالة «سبوتنيك» حول العلاقات مع سورية والأزمة السورية: «نحن في الحقيقة لم نغلق سفارتنا في دمشق، بل قمنا بإعادة تأهيلها من جديد بعد الأحداث المؤسفة، والحرب التي حدثت في سورية. كما أن السفارة السورية موجودة في البحرين لم تغلق وهناك القائم بالأعمال، وأيضاً سفارة البحرين موجود فيها قائم بالأعمال، العلاقة موجودة لخدمة الشعبين الشقيقين».
وأضاف سفير مملكة البحرين في موسكو: «إن الأزمة السورية أصبحت الآن أزمة دولية معروضة على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وهناك جهود من قبل الأمين العام، ونحن ندعم كل الجهود لإنهاء هذه الحرب.
لكن الموضوع الأهم سواء للبحرين أو لدول الخليج العربية، نريد أن نبعد التدخلات الأجنبية على الأرض السورية، وعلى رأسها طبعا التدخل الإيراني، والميليشيات التي تدعمها».
وعلّل الساعاتي رغبة دول الخليج بخروج إيران من سورية: «لأنها هي من أسباب استمرار الحرب في سورية حتى الآن، ومن أسباب تفاقم الأزمة وعدم التوصل لحلول، لأن إيران لديها أجندات كبيرة لا تعني الشعب السوري».
ولخّص السفير موقف البحرين من الأزمة السورية، قائلاً: «نحن نطالب بإخراج الميليشيات الإيرانية ونستمر في دعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة استناداً لمحادثات جنيف 1 والقرارات الأممية في هذا الشأن، وضرورة تجنيب الأبرياء والنازحين واللاجئين من أهوال الحرب ومساعدتهم قدر الإمكان، هذا الآن هو ملخص سياستنا تجاه الأزمة في سورية».