«عشق الصباح»
«جمر العشق يحرق حرق- آه يا أمي فطوم…»
«ليتني كنت أستطيع فداكم.. مع أننا نحن الذين خذلناكم…. كما خُذل الحسين»؟؟؟.
استبد بي الشوق يا أيها الحنين المسكون في دمي كم يوجعني أنينك؟؟؟..
أمي: يا ضحى الأيام كلما سمعت «عنين نواعير العاصي» يأخذني الشوق إلى ديارنا.. إلى بيادرنا.. إلى ملاعب طفولتنا إلى حيث بيوتنا «المقتولة بسواطير الإرهابيين الظلاميين».
بيوتنا التي هجرتها الحياة بعد رحيل أهلها أهلنا الشهداء !!!
«أمي» يا حبق الدنيا.. أيتها البهية الندية وجهك أنقى من حبات المطر التي كنت ألملمها عن ورق الجوري في حاكورتنا… كنت كلما التقيك كأن أيامي بدأت بضحكاتك الطالعة من وهج الشمس أشعر أني نسيت فيها همومي الصغيرة… برحيلك أنت ووالدي «الشهيد: إبراهيم موسى الناصر» وشقيقتي الشهيدة: وصال إبراهيم الناصر» لأرواحكم ولأرواح شهيدات وشهداء سورية وشهداء قريتي «معان « مني السلام أبداً.
لرحيلكم من دون وداعنا أحسست بأن الدنيا أقفرت من سكانها وأن الأرض تصحّرت وجفت ينابيعها وتيبس اخضرارها وقد غادر الفرح حياتنا وصارت الكلمات التي أكتبها عنكم تكوي أصابعي كأني أقبض على جمر «يا لجمرات شوقي إليكم»… من الصعب يا أمي: أن يأتي عيد الأمهات النديات كالحبق إلا وتكوني أنتِ عطر المكان والذكريات ووحي الذاكرة… منك يا أمي ومن أختي وصال «أنتن المسكونات بالحب والتفاني والعمل والعطاء» تعلّمت كيف يرهن الإنسان عمره لأجل الآخرين حتى آخر «ثمالات العمر»؟… في ليالي الحنين والذكريات تتلألأ وجوه الأمهات كأنجم السماء السابحات في فضاء نقي..؟
من شرفات بحر المحبة والأبجديّة والسنديان والشهداء صباحات ومساءات الحبق والياسمين الندي بماء السماء… لأمهات سورية «السوريات» وللأمهات العربيات على اتساع الوطن الكبير.. وللأمهات في العالم.
صباحات الحبق والياسمين الندي بماء السماء.. كل عام وأنتن بخير.. وتستمر الحياة ويستمر العطاء.
حسن ابراهيم الناصر