بيروت قلقة من طلبات بومبيو… والناشف وبوغدانوف لأولوية التعاون في عودة النازحين مجلس وزراء هادئ بالتعيينات العسكرية… الكهرباء للجنة وزارية… ولا مصالحة في بعبدا
كتب المحرّر السياسيّ
جاء توقيت إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تأييد قرار تل أبيب بضمّ الجولان، خلال لقاء وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، رمزياً في توضيح معنى زيارة بومبيو للمنطقة، ليقول إن واشنطن تتبنى المطامع الإسرائيلية مهما كانت معاكسة للقانون الدولي وترتضي التفسيرات الإسرائيلية لتبرير العدوان تحت شعار الحاجات الأمنية والاستراتيجية، وبالرغم من أن واشنطن لن تستطيع كما كان الحال في الماضي، أن تحوّل قراراتها إلى قرارات أممية فتشكل مصدر خطر على الشرعية القانونية للسيادة، وبالرغم من إسرائيل لا تملك القوة العسكرية لفرض قرار الضمّ بالقوة وتهجير أهل الجولان، ولا القوة السياسية التي تمكنها من إيجاد شريك وازن من أهالي الجولان يقبل التطبيع والضم، فقد شغل القرار الأوساط الدولية، حيث سارع الأمين العام للأمم المتحدة إلى استنكار الموقف الأميركي ونفي أي مفاعيل له على مستوى شرعية السيادة السورية على الجولان، ومثله فعل الاتحاد الأوروبي، بينما كان الصمت العربي شبيهاً بالصمت على الإعلان الأميركي عن اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال، فيما سورية أشد تمسكاً بحقها في الجولان وعروبته، واثقة بشعبها هناك وبقدراتها التي تثبت كل يوم أنها طريق استعادة كل أرض تحت الاحتلال.
في بيروت، خيّم القلق مع الإعلان الأميركي عن دعم ضم الجولان، فالأسباب الإسرائيلية ذاتها تنطبق على مزارع شبعا والمياه الإقليمية والأجواء اللبنانية، وكلها عرضة للانتهاك من جانب كيان الاحتلال، وتتوقع الدبلوماسية اللبنانية أن يحمل بومبيو طلبات تفهم للانتهاكات الإسرائيلية، وبالمقابل طلبات تجاوب مع الدعوات لمواجهة حزب الله، دون أن يعرض شيئاً يمكن أن يعيد للبنان حقاً أو يحفظ له سيادة.
بالتوازي كان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف مع الوفد المرافق في زيارة موسكو، يعلن بعد اللقاء مع نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، أولوية العمل لعودة النازحين بالتعاون بين الحكومتين اللبنانية والسورية ضمن إطار ترجمة المبادرة الروسية، بينما أشاد بوغدانوف بدور القوميين وأهمية الوقوف على رأيهم في مقاربة الحلول السياسية.
داخلياً، بدت الحكومة في وضع قلق، بحيث لم يقارب اجتماعها إلا القضايا التي تمّ التفاهم حولها ليلة أول أمس في لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، ووفقاً لما تمّ الاتفاق عليه، أي إقرار التعيينات العسكرية، ونقل خطة الكهرباء إلى لجنة وزارية، وقد رأت مصادر معنية بالعمل الحكومي أن هذا الوضع غير مطمئن، لأن فعالية الحكومة تظهر بقدرتها على الابتعاد عن الترتيبات المسبقة، ومقاربة القضايا الخلافية بكل شجاعة وشفافية، وإلا فإن الحكومة أقرب لتصريف الأعمال، وستبقى أضعف من أن تتخذ قرارات كبرى تحتاج للحماية سياسياً وشعبياً كملفات مكافحة الفساد والإصلاح المالي. وقالت المصادر إن هشاشة التسوية السياسية الرئاسية ستظهر بعد زيارة موسكو، حيث يتوقع أن تكون موسكو كما بروكسل، فرصة لإظهار وجود سياستين خارجيتين، ومقاربتين مختلفتين لملف النازحين.
سياسياً، أيضاً ظهر الإرباك في تحضيرات قداس دير القمر المقرر غداً تحت شعار التوبة والمغفرة، بتوضيح وزير المهجرين غسان عطالله لما نقل عنه حول لقاء مصالحة في بعبدا بين النائب السابق وليد جنبلاط والنائب طلال إرسلان، وجاء التوضيح بغرض نفي المصالحة دون أن يكون نفياً لما نسب للوزير، وهو ما أعادته مصادر سياسية معنية بالمصالحة السياسية في الجبل إلى وجود تسرّع في التحضيرات والالتزامات أدى إلى الارتباك، وربما ينعكس على مستوى الحضور في قداس السبت.
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أنّ الحرب الإرهابية الكونية على سورية جاءت في سياقات مشاريع وخطط الهيمنة الأميركية ـ الغربية على المنطقة والعالم.
مواقف الناشف جاءت خلال زيارة قام بها إلى موسكو على رأس وفد من الحزب تلبية لدعوة روسية ولقاء عدد من المسؤولين الروس.
وقد التقى الناشف والوفد القومي المبعوث الشخصي للرئيس الروسي، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما أندريه سلوتسكي، حيث جرى على مدى أكثر من ساعتين تبادل الآراء ووجهات النظر حول العديد من القضايا والملفات.
وشدّد أعضاء الوفد القومي، على أهمية المبادرة الروسية لعودة النازحين، لكونها تلتقي بأهدافها مع مبادرة الحزب السوري القومي الاجتماعي.
وثمّن بوغدانوف مواقف «القومي» وأشاد بدوره البنّاء، وحضوره الوازن والمتجذّر، لافتاً إلى أنّ بلاده مهتمّة بالوقوف على رأي الحزب القومي بخصوص العملية السياسية.
وأكد بوغدانوف وسلوتسكي على الموقف الروسي الحاسم لجهة دعم الدولة السورية من أجل تثبيت سيادتها على كامل الأرض السورية، وبأنّ هذا الدعم يضع في سلّم الأولويات استعادة محافظة إدلب إلى كنف الدولة السورية.
كما ولفت الناشف إلى أنّ الدول التي ترعى الإرهاب، وفي مقدّمها الولايات المتحدة الأميركية، تمارس أقصى الضغوط وعلى المستويات كافة، ضدّ دول المنطقة وقواها الحيّة، وتسعى لفرض النفوذ والهيمنة، من خلال الحصار والعقوبات وعرقلة كلّ الخطوات المؤدية للحلول، لا سيما عودة النازحين السوريين إلى بيوتهم وقراهم.
وقال: «انخرطنا كحزب إلى جانب الجيش السوري والقوى الحليفة في معركة مواجهة الإرهاب على الأرض السورية، وكان للدعم الروسي دور كبير في تحقيق الإنجازات العسكرية». موضحاً أنّ «دورنا لا يقتصر على مواجهة الإرهاب بل يتعداه إلى العمل من أجل تحصين وحدة المجتمع، ونحن حزب علماني ونؤدّي دوراً أساسياً في هذا المجال».
وأكد الناشف والوفد القومي، على موقف دول وقوى المقاومة الحاسم بشأن مكافحة الإرهاب ووأده، والتصدّي لمشاريع التفتيت والتقسيم، والتهديدات الغربية و»ال»إسرائيل»ية». كما شدّد على أهمية الدعم الذي تقدّمه روسيا وإيران والدول الصديقة لسورية في معركتها ضدّ الإرهاب، وكذلك أهمية تأطير الدعم السياسي، ليشمل كلّ الجبهات التي فتحتها أميركا ضدّ المنطقة والعالم العربي.
رسائل بومبيو تسبقه إلى بيروت
لم ينتظر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وصوله إلى بيروت ليُبلغ تهديداته للبنان وشروط إدارته للحكومة اللبنانية مباشرة، بل سبقته رسائله العاجلة من فلسطين المحتلة وحمل على حزب الله بشدة في لقائه مع رئيس كيان العدو، مشيراً إلى أن الحزب يهدّد الاستقرار في المنطقة وأمن «إسرائيل»، وأسف في حديث مع قناة العربية على تساهل إداراته السابقة في كبح جماح حزب الله.
وإذ لم يصدر أيّ موقف عن حزب الله حتى الآن من مواقف بومبيو، أشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أن «زيارة وزير الخارجية الأميركي تأتي في إطار محاولة إنعاش خطة نائبه دايفيد ساترفيلد الذي زار لبنان منذ فترة، حيث فشل في إقناع حلفائه بفتح معركة سياسية وإعلامية مع حزب الله حتى لو اهتزّ الاستقرار السياسي والحكومي». وتلقى بومبيو بحسب المصادر رسائل لبنانية رسمية على تهديداته مفادها بأنه إذا كان الاستقرار الداخلي ليس مهماً لدى الأميركي فإنه على رأس الأولويات لدى لبنان وبالتالي فإن لبنان لن يحرق نفسه من أجل المصالح الأميركية ومن خلفها الإسرائيلية. وأوضحت المصادر أن «حزب الله ليس متهيّباً من مفاعيل الزيارة ولا يحتاج إلى مواجهة مواقف وتهديدات بومبيو، لأنه مطمئن إلى أن الأطراف المعنية في الداخل لن ترضخ إلى الضغوط والشروط الأميركية ولن تنجرّ إلى مكان يتهدد فيه الاستقرار كما سيتولى رئيس الجمهورية مجابهة بومبيو وإبلاغه موقف لبنان من مختلف الملفات، كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيكون حاسماً بمسألة تمسّك لبنان بحقه في ثروته النفطية».
وعلمت «البناء» أن بومبيو يحمل عرضاً للبنان في ما خصّ النزاع النفطي مع «إسرائيل» في المياه الإقليمية يعتبره الأميركيون العرض الأخير مع تهديد بسحب يد أميركا والامم المتحدة من هذا الملف وترك الحرية للحركة الإسرائيلية إن رفض لبنان العرض»، ويتضمّن العرض بحسب المعلومات منح لبنان 600 كلم مربع من المساحة المتنازع عليها 880 كلم و280 كلم لـ »إسرائيل»، إلا أن مصادر «البناء» أكدت «رفض لبنان لهذا العرض ولغيره من العروض التي تمس بحقوق لبنان السيادية الكاملة والمشروعة وهو بالتالي لن يخضع للتهديد والابتزاز ومستعدّ للمواجهة على كافة الصعد حتى العسكرية منها ويملك الكثير من الأوراق للمواجهة».
ووسط هذا المناخ الأميركي التصعيدي، برز موقف بريطاني تراجعي عبرت عنه المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليسون كينغ، حيث أكدت أن «وضع حزب الله على لائحة الإرهاب لن يؤثر على العلاقة مع الحكومة اللبنانية»، لكنها من جهة ثانية اعتبرت أن «دور حزب الله مزعزع للاستقرار وهناك أدلة على ذلك». وفي حديث تلفزيوني أكدت كينغ أن «بريطانيا ترحّب بالعودة الآمنة للنازحين السوريين، بحسب المعايير الدولية ونرحّب بكل مبادرة تخلق الظروف المناسبة للعودة».
الى ذلك ينفذ الحزب الشيوعي اللبناني والتنظيم الشعبي الناصري وبعض القوى الفلسطينية تظاهرة على طريق السفارة الأميركية في منطقة عوكر رفضاً لمواقف بومبيو والإملاءات التي يحملها وانحيازه الكامل إلى مصلحة «إسرائيل». وطلبت السفارة الأميركية من موظفيها ترك عملهم الساعة 12 ظهر اليوم خوفاً من تطور الأمور وبسبب إقفال الطرقات المؤدية إلى السفارة.
مجلس الوزراء ينأى بنفسه…
وعلى وقع التهديدات الأميركية وعشية زيارة رئيس الدبلوماسية الأميركية إلى بيروت خاتماً زيارته إلى المنطقة، نأى مجلس الوزراء بنفسه عن الملفات الخلافية وتمكن من إبعاد فتيل التوتر الذي كان متوقعاً خلال الجلسة التي عقدت في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، إلا أن التفاهم المسبق بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل تمكّن من توفير مظلة سياسية للجلسة بعيداً عن الخلافات، وكشفت قناة الـ»أو تي في»، أنّ «لقاءً جمع مساء أمس الحريري وباسيل في بيت الوسط نسّق المواقف قبل جلسة مجلس الوزراء وتمّ خلاله التحضير للعمل على ملفات عدّة».
وباشر المجلس بدرس الخطة التي وضعتها وزيرة الطاقة ندى البستاني، قبل أن يتفق على تشكيل لجنة وزارية تضم الوزراء غسان حاصباني، علي حسن خليل، أكرم شهيب وكميل أبو سليمان، مهمّتها دراسة خطة الكهرباء تفصيلياً وإبداء الملاحظات بشأنها، والعودة، خلال أسبوع، إلى مجلس الوزراء لإقرارها والبدء بتنفيذها، في حين طمأن وزير الإعلام جمال الجراح بعد الجلسة إلى ان «ليست هناك أمور مهمة قد تكون محور خلاف في هذه الخطة».
وأقرّ المجلس بند التعيين في المجلس العسكري من دون تعديلات او اعتراضات، وأتت على الشكل الآتي: العميد أمين العرم رئيساً لأركان الجيش، العميد ميلاد اسحق مفتشاً عاماً، العميد الياس شامية عضواً متفرغاً في المجلس العسكري والعميد محمود الأسمر لمركز الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع. ووضع اللواء الركن جورج شريم بتصرّف وزير الدفاع حتى انتهاء خدمته العسكرية. وأعلن الجراح رداً على سؤال عن تعيينات تلفزيون لبنان «أن آلية التعيينات إما تُطبّق على الجميع أو لا تُطبّق على أحد، ويجب الاتفاق على هذا الأمر في مجلس الوزراء».
وأشار الوزير محمد فنيش لـ«البناء» إلى أن «مصلحة لبنان تقتضي إبعاد الخلافات السياسية عن مجلس الوزراء والتعاون البنّاء لمعالجة أوليات المواطنين الحياتية والاقتصادية»، لافتاً إلى أنه «مهما بلغ التباين السياسي حول ملفات عدّة يجب ألا ينعكس سلباً على عمل المؤسسات لا سيما مجلس الوزراء، وأن يكون الجميع محكوماً بسقف سياسي عنوانه ترسيخ التفاهم والاستقرار وتفعيل إنتاجية الحكومة».
وأشار فنيش إلى «أننا مع استمرار الحكومة كضامن للاستقرار وأن تعطى فرصة للعمل والإنتاجية وتقديم حلول للمشكلات. وهذا يتطلّب من مكوّناتها وعلى رأسهم رئيس الحكومة احتواء الإشكالات والدفع قدماً باتجاه إيجاد الحلول للأزمات وتأمين مظلة حماية للحكومة من الخلافات السياسية القائمة»، لكن فنيش أوضح أن «سقف الاستقرار لا يعني أن تتعطل الحكومة في معالجة الأزمات لا سيما النازحين ومكافة الفساد».
وفي ملف الكهرباء لفت فنيش إلى أن «خطة الكهرباء تحتاج إلى وقت لدرسها بكل تفاصيلها وسنحدّد موقفنا في اللجنة الوزارية فور درسها لا سيما لجهة جدواها وكلفتها المالية وفعاليتها ومدى مراعاتها للشفافية والأصول القانونية».
كما خصّص مجلس الوزراء الاعتمادات اللازمة لإجراء الانتخابات الفرعيّة في طرابلس على أن يتمّ اعتماد الورقة المطبوعة سلفاً، وأقرّ مسودة وزارة البيئة لسياسة الإدارة المتكاملة لقطاع المحافر والكسارات.
وعلمت «البناء» أن الجلسة كانت هادئة ولم تتخللها سجالات بل نقاش للخيارات المطروحة لحل أزمة الكهرباء وغيرها من المشاكل، ولم يطرح ملف التهديدات الأميركية وزيارة بومبيو، لكن ملف النازحين طرح من خارج جدول الأعمال في نقاشات ثنائية لتصويب موقف رئيس الحكومة من مؤتمر بروكسيل لا سيما أن موقف الحريري أمس الاول ترك ارتياحاً لدى رئيس الجمهورية وفريقه، إلا أن مصادر «البناء» أوضحت أن «الرئيس عون فضل إرجاء البحث بملف النازحين في مجلس الوزراء إلى ما بعد عودته من روسيا الذي يعول عليها لحل أزمة النازحين وتفعيل التعاون مع روسيا».
عون: سنتصرّف وفق مصلحتنا
وعشية زيارته إلى موسكو ولقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أكد رئيس الجمهورية أن «علاقة لبنان بروسيا تاريخية وتعود للقرن التاسع عشر»، لافتاً إلى أنه سيبحث خلال الزيارة في سبل تطوير هذه العلاقات على مختلف الأصعدة، بالإضافة إلى مواضيع البحث الأخرى، ومن بينها قضيتا النازحين في ضوء المبادرة الروسية ومسيحيي الشرق، مشدداً على أهمية دور روسيا في المساعدة على إنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار عبر المساهمة فيها.
وفي حوار مع مراسلي وسائل الإعلام الروسية، أشار عون «أن لبنان يأخذ علماً بالشروط الدولية، لكنه سيتصرّف وفق ما تمليه عليه مصلحته العليا. فالمجتمع الدولي لا يساعده فيما هو يساعد السوريين على العودة بحيث بلغ عدد العائدين من لبنان 172 ألف نازح لغاية اليوم»، لافتاً إلى ان المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الذي جال أخيراً في سورية واتصل شخصياً وبكل حرية ومن دون مراقبة مع العائدين، «أبلغنا أن وضع هؤلاء جيد وهم يعيشون هناك بارتياح».
وعن العلاقات مع سورية، أكد رئيس الجمهورية أنها «مطبّعة» وكشف عن رغبة لبنان بالمشاركة في إعادة الإعمار فيها، لافتاً إلى ان الضغوط تمارس على الجميع لعدم المشاركة في هذه العملية في ظل ربط المجتمع الدولي الإعمار وعودة النازحين بالحل السياسي، وقال: «إن المجتمع الدولي يسعى لأخذ النازح رهينة كي يقبض ثمنه في الحل السياسي».
واعتبر أن الحصار على حزب الله يصيب كل اللبنانيين، مشدداً في المقابل، على أن «لبنان بلد محايد وليس بإمكان أحد حجبنا عن اي بلد في العالم. صحيح أننا لا نتدخل بمشاكل الآخرين ولكننا نريد المحافظة على شخصيتنا».
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قال أمام المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون خلال استقباله في عين التينة أن «هناك مصلحة للبنان وسورية في عودة النازحين في أسرع وقت، وكل الذين عادوا بشكل طوعيّ تبيّن ان التعاطي معهم هو تعاطي المواطن مع وطنه».
في مجال آخر نفى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الخبر عن مصالحة مرتقبة مع النائب طلال إرسلان برعاية الرئيس ميشال عون.