عون في مؤتمر الليونز: التحدّي الأصعب للبنان هو أزمة النازحين
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن التحدّي الأصعب للبنان هو أزمة النازحين لأن المجتمع الدولي مصرّ على ربط عودتهم بالحل السياسي في سورية.
موقف عون جاء خلال افتتاحه مؤتمر البحر الأبيض المتوسط لاندية «الليونز»، في فندق «هيلتون حبتور» في سن الفيل، بحضور الرئيسة الدولية لأندية «الليونز» في العالم السيدة غودرون ينغفادوتير، النائب الأول للرئيس الدولي يونغ يول شوي، حاكم المنطقة 351 المهندس ايلي زينون ونحو 500 مشارك من 34 بلداً.
وألقى عون كلمة قال فيها: «بالتوقف عند عناوين لقائكم اليوم، من مشاغل التلوّث البيئي وازدياد حجم المشاكل الناجمة عن التصنيع والاستهلاك، الى معالجة المخلفات والضرر اللاحق بالطبيعة، الى التنمية المستدامة ومشاكل النزوح وانعكاساته الاجتماعية، نجدها كلها تحاكي تحديات تواجهنا ونسعى الى إيجاد الحلول لها. فالبيئة النظيفة حق لكل إنسان، وأي ضرر يلحق بالطبيعة يطاوله مباشرة، لأن الطبيعة عالم حيّ ومتوازن يقوم على 3 ركائز مترابطة ومتكاملة: إنسانية وحيوانية ونباتية، وأي خلل في أي من هذه الركائز سينعكس حتماً على بقاء ذلك العالم واستمراره، وقد سبق أن تعهدت حماية البيئة في خطاب القسم، وذلك لا يتحقق إلا بإجراء مصالحة بين الانسان والطبيعة وإقرار معاهدة سلم بينه وبين الشجرة وبينه وبين الحيوان».
وتابع: «أما التنمية المستدامة، فهي اليوم في صلب اهتماماتنا، لأنها الأساس في حل مشاكل الحاضر وتلبية حاجاته مع الاستعداد العملي لمتطلبات المستقبل لجعله أفضل. هذا بعض من التحدّيات التي تواجهنا ونحن مصمّمون على مجابهتها، ويبقى التحدي الأصعب الذي فرضته علينا حروب المنطقة وهو أزمة النازحين السوريين، فهذه المأساة التي تعاملنا معها منذ البدء من باب التضامن الإنساني تحوّلت الى مشكلة تتخطى قدرتنا وإمكاناتنا على تحمل الأعباء الناجمة عنها من جميع النواحي، اقتصادياً، أمنياً، اجتماعياً، بنى تحتية، مياه، كهرباء، استشفاء ومدارس.
اضاف: «تصوّروا فقط الضرر اللاحق بالبيئة لعدم توافر بنى تحتية لاستيعاب مليون ونصف مليون نازح على أرضٍ صار معدل السكان فيها 600 في الكيلومتر المربع الواحد. ويقلقنا أن المجتمع الدولي لا يزال مصراً على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سورية ما يعني أنه يؤجل العودة لأجل غير معلوم، هذا مع علمه اليقين بأن لبنان لم يعد قادراً على احتمال هذه الأعباء، ومع علمه أيضاً بالأوضاع المزرية التي يعيشها النازحون في المخيمات التي لا تقيهم برداً ولا حراً».
وقال: «نأمل منكم، وأنتم الجمعية التي تقدم الخدمة في معظم دول العالم، أن تنقلوا معاناتنا، وأيضا معاناة النازحين، واضغطوا حيث يمكنكم لحث العالم على مساعدتهم في العودة إلى بلادهم وأرضهم بأقرب وقت». وتوجه الى المؤتمرين: «إن اختياركم بيروت مركزاً لمؤتمركم الإقليمي فيما المنطقة تعيش حالة اللاستقرار يحمل دلالات مهمة للبنان ولعاصمته بيروت، مدينة الحوار والتلاقي والانفتاح ومدينة السلام. هكذا نرى وطننا، أرض لقاء وحوار وسط عالم يغلي بالتطرف ويرفض الآخر، فلبنان بمجتمعه التعدّدي هو نقيض الأحادية، وهو النموذج للتحدي الاساسي الذي يواجهه القرن الحادي والعشرون، وهو تحدي «العيش معاً» ومجابهة التطرف وديكتاتورية الإرهاب ورفض الآخر.
وتابع رئيس الجمهورية: «لهذا سبق ان تقدمت بمبادرة في الأمم المتحدة لترشيح لبنان ليكون مقراً رسمياً ودائماً لحوار الحضارات والاديان والاتنيات. وأطلقت مشروع «أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار» بهدف تثقيف الأجيال الناشئة من كل أنحاء العالم، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، لتقريبهم من بعضهم البعض وتعريفهم بالحضارات الأخرى لتسهيل اندماجهم الصحيح في مسيرة تقدم الحضارة الإنسانية وتحصينهم في مواجهة التطرّف. وهذا المشروع سلك اليوم الطريق العملية لتنفيذه ونسعى إلى أن يطرح على التصويت في الجلسة المقبلة للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وهنا أيضاً، نأمل دعمكم وأنتم الجمعية التي تؤمن بالسلام وبالتلاقي والحوار وتسعى الى الخدمة في كل الدول من دون تمييز».
وكان عون استقبل الوزيرالسابق ملحم الرياشي وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة ومواقف الأطراف من المواضيع المطروحة. كما تطرق البحث الى زيارة وزير الخارجية الأميركية السيد مايك بومبيو الى لبنان.
من جهة أخرى أقيم احتفال في قصر بعبدا، منح خلاله عون، وسام الأرز الوطني من رتبة فارس الى العالمة اللبنانية البروفيسورة نجاة عون صليبا، مديرة مركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت، تقديراً لجهودها وأبحاثها الرائدة في مجال الملوثات العلمية، وهي نالت جائزة «الأونيسكو – لوريال العالمية» واختيرت من بين خمس نساء من العالم تقديراً لأبحاثها العلمية المتقدمة.
وبعدما علق الرئيس عون الوسام على صدر البروفيسورة صليبا، ألقت كلمة شكرت فيها عون على هذه المبادرة الكريمة التي تؤكد اهتمامكم بالعلوم والجهود العلمية التي نعمل أنا والكثير من العلماء اللبنانيين بصمت لبناء وطن غنيّ بعلمه ومعلوماته». وردّ الرئيس عون مثمناً الجهود والإنجازات التي حققتها السيدة عون صليبا.