هل تدفع إدارة ترامب المنطقة نحو المزيد من التصعيد؟
سعيد معلاوي
بعد نصف قرن من احتلال العدو الصهيوني للشطر الجنوبي من مرتفعات الجولان السوري، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه آن الأوان للإعتراف بسيادة كيان العدو الصهيوني على مرتفعات للعدو، ضارباً الحق والقرارات والمواثيق الدولية بعرض الحائط. وقد أتى إعلان ترامب بعد مواقف مماثلة صدرت عن مسؤولين أميركيين بينهم وزير الخارجية بومبيو، زاروا فلسطين المحتلة وجال وبعضهم مع رئيس وزراء العدو بينيامين نتنياهو في مرتفعات الجولان.
إعلان ترامب يأتي قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في كيان الاحتلال، في التاسع من نيسان المقبل، ما يؤكد أنّ إدارة ترامب تعمل على تعزيز وضع نتنياهو في هذه الانتخابات، كما يأتي الإعلان قبل سنتين من الانتخابات الرئاسية الأميركية حيث يسعى ترامب لتعزيز وضعه الانتخابي والحصول على دعم اللوبيات اليهودية للفوز بولاية ثانية.
واضح، أنّ إعلان ترامب يرمي إلى تحقيق غايات انتخابية تخصّه ونتنياهو، ولكن في الوقت ذاته، فإنّ هذا الإعلان يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين بحسب بيان وزارة الخارجية السورية، خصوصاً أنّ سورية متمسكة بحقها في بسط سيادتها على كامل أرضها، وخصوصاً مرتفعات الجولان.
كما أنّ الصهاينة يدركون حقيقة الموقف السوري، ويدركون أيضاً ومعهم الأميركيين أنه في العام 1973 وصلت طلائع الجيش السوري المدرّعة الى ضفاف بحيرة طبريا، ما استدعى تدخل أميركا عسكرياً وبكلّ قوتها لصالح العدو.
القادة والخبراء العسكريون يجمعون بأنّ الجيش السوري حقق منفرداً نصراً كبيراً على جيش العدو في العام 1973، أمّا اليوم، فإنّ دول وقوى عديدة ووازنة تقف وتدعم الجيش السوري في معاركه، ضدّ الارهاب وضدّ الاحتلال، ولعلّ اجتماع رؤساء أركان الجيوش السورية والعراقية والإيرانية في دمشق وزيارة وزير الدفاع الروسي قبل أيام الى الشام ولقاءه الرئيس الدكتور بشار الأسد، لم تقتصر على تنسيق الخطوات في مواجهة الإرهاب، بل ربما تعدّت ذلك، إلى بحث خطوات مواجهة مشاريع الهيمنة الأميركية على المنطقة التي يشكل كيان العدو الصهيوني جزءاً منها.
ولأنّ الإعلان الترامبي بشأن مرتفعات الجولان لا قيمة له على الإطلاق، فإنّ السؤال على ماذا ينطوي الموقف الأميركي، وهل تدفع إدارة ترامب المنطقة نحو المزيد من التصعيد!