دمشق: هدف الحرب على سورية ترسيخ احتلال الكيان الصهيوني ونطالب المفوض السامي لحقوق الإنسان بإصدار موقف بشأن ترامب
اعتبر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري أنّ الحرب على سورية تهدف إلى ترسيخ الاحتلال الصهيوني لأراضيها، مطالباً الأمم المتحدة بإلزام قوات واشنطن بالخروج من بلاده.
وقال الجعفري، في كلمة ألقاها أمس خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع الإنسانية في سورية، إنّ دمشق أكدت منذ البداية أنّ «الحرب الإرهابية» على سورية «هدفت لتكريس الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية وضمان استمراره وفقا لأجندة أميركية»، مشيراً إلى أنّ قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان تأكيد جديد لهذا الأمر.
وقال الجعفري إنّ إعلان ترامب بشأن الجولان السوري المحتل «كشف حقيقة المخطط الموجه ضد سورية بشكل خاص والمنطقة بأسرها بشكل عام، وهو مخطط إجرامي لم تترك فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها وأدواتها في المنطقة أي وسيلة لا أخلاقية ولا شرعية إلا واستخدمتها لخدمة أجنداتها الرامية لنشر الفوضى والدمار في المنطقة والعمل على تقسيمها على أسس دينية ومذهبية وعرقية لتكريس الواقع الجديد على غرار ذلك الذي فرضه المستعمرون في وثيقتي سايكس بيكو ووعد بلفور».
وأضاف الجعفري: «كلّ ذلك تحت ستار أفكار ونظريات شاذة روج لها بعض سياسييهم حول ما يسمى بالفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد».
وأشار الجعفري إلى أنّ حكومات الدول المعادية لسورية وظّفت «الوضع الإنساني والمعاناة الكبيرة التي تسببت بها ممارساتها العدائية لتشويه صورة الحكومة السورية وجهودها لدعم وتمكين السوريين من تجاوز الأزمة».
وقال إنّ «هذه الممارسة مستمرة وتتجلى بأحد أوجهها في استمرار احتجاز القوات الأميركية والتنظيمات الإرهابية التابعة لها آلاف المهجّرين منذ 1791 يوماً داخل مخيم الركبان في منطقة التنف المحتلة من دون أي اكتراث بمعاناة هؤلاء وأوضاعهم المعيشية الكارثية التي عاينتها الأمم المتحدة بنفسها وأجرت استطلاعاً داخل المخيم تبين بنتيجته أنّ 95 في المئة من قاطنيه يريدون مغادرة المخيم والعودة إلى قراهم ومدنهم فلماذا يستمر الأميركيون باحتجازهم في الركبان»؟
وأوضح الجعفري أنّ الحكومة السورية اتخذت الإجراءات اللازمة لإجلاء محتجزي مخيم الركبان وإنهاء معاناتهم وهي تطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضغط على الجانب الأميركي للسماح لقاطني المخيم بحرية الحركة وضمان أمن وسلامة الطواقم الإنسانية ووسائل النقل التي ستعمل على إنهاء معاناة المدنيين وتفكيك المخيم كما تطالبهما بإلزام القوات الأجنبية غير الشرعية بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي السورية.
كما اعتبر المندوب السوري أنّ رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم أكد شخصيا أنّ سورية ضحية لتلاعب استخباراتي بقيادة الولايات المتحدة.
وأوضح الجعفري في هذا السياق: «سورية ضحية لتلاعب مخابراتي تشرف عليه الولايات المتحدة الأميركية، وقال هذا الكلام رئيس وزراء قطر السابق، حمد بن جاسم. وقال في حينه نحن صرفنا 137 مليار دولار على تدمير سورية بتعليمات من واشنطن». وأضاف الجعفري: «هيك قال رئيس وزراء قطر السابق! وهذه القصة فضيحة، كفى!».
من جهته، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أنّ من السابق لأوانه الحديث عن انتهاء النزاع في سورية على الرغم من هزيمة الإرهابيين في معظم أراضي البلاد.
وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سورية، «بنتيجة التصدي للخطر الإرهابي تمّت استعادة سلطة الحكومة الشرعية على معظم أراضي البلاد»، مشيراً إلى تدنٍّ ملحوظ لمستوى العنف في سورية. وتابع: «بالطبع من السابق لأوانه الحديث عن انتهاء النزاع في سورية. ومن الضروري حل العديد من المهام الجدية أولاً».
وأشار المندوب الروسي إلى أنّ الأوضاع في محافظة إدلب السورية «تتطور باتجاه خطير». وأوضح أنّ «ما يثير قلقاً بالغاً هو الأنباء الواردة حول أنّ مسلحي «هيئة تحرير الشام» بالتعاون مع «الخوذ البيضاء» السيئة السمعة يستعدون لتمثيليات جديدة باستخدام مواد سامة».
ونوه بأنّ تنظيم «هيئة تحرير الشام» الإرهابي يسيطر على 90 في المئة تقريبا من محافظة إدلب، وأنّ الإرهابيين يواصلون هجماتهم على القوات الحكومية السورية، حيث تمّ تسجيل 460 حادثاً من هذا القبيل منذ بداية العام، وقتل فيها 30 شخصاً وأصيب 100 آخرون بجروح.
وبشأن مخيم الركبان للنازحين الواقع بالقرب من الحدود الأردنية، أكد نيبينزيا أنّ روسيا مستعدة للحوار حوله مع كافة الأطراف المعنية، بما في ذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة والأردن من دون شروط مسبقة ومن دون تسييس الجوانب الإنسانية في هذا العمل.
وأعاد المندوب الروسي إلى الأذهان أنّ موسكو تدعو إلى إجلاء النازحين من مخيم الركبان بأسرع ما يمكن.
وفي السياق، وجّهت الحكومة السورية رسالة إلى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه بشأن قرار ترامب المتعلق بالجولان السوري المحتل.
وذكرت وكالة «سانا» أنّ وزارة الخارجية والمغتربين السورية وجهت رسالة إلى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه بشأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلق بالجولان السوري المحتل.
وأعربت الخارجية السورية عن تأكيدها على أنّ «إعلان الرئيس الأميركي اعتبار الجولان السوري المحتل تابعاً لكيان الاحتلال الصهيوني هو اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية السورية وانتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة بخصوص الجولان».
وأضافت الخارجية: «على المفوض السامي إصدار موقف علني واضح يحذر من مخاطر الإعلان الأميركي المرفوض على المنظومة القانونية الدولية التي تكفل للسوريين من أبناء الجولان المحتل حقوقهم ويؤكد من جديد مسؤولية السلطة القائمة بالاحتلال تجاه الوضع القانوني للجولان باعتباره أرضاً سورية محتلة».
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قال الإثنين الماضي إنّ اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الصهيونية على هضبة الجولان المحتل، لن يؤثر إلا على عزلة أميركا.
وتصريح المعلم، نقله التلفزيون السوري، قائلاً: «مهما مرت السنوات لن يغير ذلك شيئا من حقيقة أن الجولان أرض سورية محتلة».
ووقع ترامب الاثنين 25 آذار، مرسوماً يعترف بسيادة الكيان الصهيوني على هضبة الجولان المحتل، المحتلة منذ عام 1967.
إلى ذلك، دعت الخارجية الروسية الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الإيفاء بوعد إخراج قوات الولايات المتحدة من سورية قبل أن يوجه أي مطالب لروسيا بالانسحاب من فنزويلا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في حديث للقناة الأولى الروسية، مساء أمس: «إنه صرح بأنّ الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سورية، وقد مر شهر كامل على هذا الوعد. فهل هي خرجت أم لا؟».
وأضافت زاخاروفا: «أود أن أنصح ترامب بالوفاء بوعوده التي قدمها للمجتمع الدولي بمثل هذه الحرية قبل أن يحاول تقرير مصير الدول الأخرى».
وفي السياق، علق رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قنسطنطين كوساتشيف، على تصريحات الرئيس الأميركي، بأنه يجب على روسيا أن تغادر فنزويلا، وعرض على الولايات المتحدة أن تضرب مثالاً على كيفية القيام بذلك والخروج من الدول التي ليس لديها شيئ تفعله هناك».
وكتب كوساتشيف عبر صفحته على «الفيسبوك» قائلا «لذلك، فإن الإجابة المنطقية على دعوة واشنطن لروسيا» بالخروج «من مكان ما هي تقديم مثال جيد على كيفية القيام بذلك. وأن قائمة الدول الواقعة خارج نصف الكرة الغربي، كبيرة جداً، حيث ليس لدى أميركا أي شيئ تفعله هناك».
وتابع « إنّ روسيا مدعوة للخروج من الدولة التي بنفسها تتواجد بشكل غير قانوني على الإطلاق، وليس لسنة واحدة، على أراضي سورية دون موافقة السلطات».