لافروف: الأزمة الأوكرانية نتيجة لسياسة الغرب

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الأزمة الأوكرانية نتيجة لسياسة الغرب الخاصة بتعزيز أمنه على حساب الآخرين. وقال: «الأزمة الأوكرانية هي نتيجة للسياسة التي مارستها الدول الغربية خلال ربع القرن الأخير بهدف تعزيز أمنها على حساب أمن الآخرين وتوسيع الفضاء الجيوسياسي الخاضع لسيطرتها».

ودعا الوزير الروسي إلى إقامة اتصالات دائمة بين كييف وممثلي شرق أوكرانيا للتوصل إلى اتفاقات ترضي الطرفين كخطوة أولى في تسوية الأزمة الأوكرانية، مؤكداً أن على الغرب أن «يشجع هذه العملية وألا يسعى إلى دعم كل ما يفعله فريق الحرب في كييف»، متجاهلاً الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وجرائم حرب.

وقال وزير الخارجية الروسي إن محاولات تحميل موسكو المسؤولية عن الأزمة الأوكرانية لا آفاق لها، مشيراً إلى أن الحقيقة «بشأن ما يحدث تظهر حتى في وسائل الإعلام الغربية المنحازة»، مضيفاً أن العقوبات أحادية الجانب وغير الشرعية لا تساعد على الإطلاق في حل الأزمة الأوكرانية، بل تؤدي إلى تقويض الجهود الرامية إلى تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي».

وأكد لافروف أن روسيا ستصر على أن تبقى اتفاقات مينسك أساس التسوية في أوكرانيا، لافتاً إلى أن الجهات التي تشكك في اتفاقات مينسك تريد تغيير الوضع واستبعاد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك من المفاوضات، وأن تصريحات رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك بشأن إعادة المفاوضات إلى إطار جنيف تهدف، بحسب رأيه، إلى ذلك تحديداً.

واعتبر الوزير الروسي أن إطار جنيف كان مفيداً إلى حد ما في ظل عدم وجود اتصالات مباشرة بين كييف وممثلي شرق أوكرانيا، مضيفاً أن إطار جنيف الآن «مرحلة ماضية»، وأن تقويض الحوار الموجود بين كييف وشرق أوكرانيا الآن سيكون جريمة.

وأوضح أن اتفاقات مينسك لا تنفّذ في جزئها الأكبر، وأن تنفيذها يتطلب تعاون الجانبين، مشيرا إلى إجراء مفاوضات بشأن ترسيم خط الفصل الذي سيسمح ببدء سحب الأسلحة الثقيلة بين القوات الأوكرانية وقوات دونيتسك ولوغانسك ونشر مراقبين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وقال إن ذلك سيسمح بإقامة نظام دائم لوقف إطلاق النار، كما أكد أهمية اتفاقات مينسك التي تتضمن مجموعة من الإجراءات العاجلة ومتوسطة وطويلة المدى، بما في ذلك توفير الأمن وإطلاق حوار سياسي شامل.

من جهة أخرى، قال الوزير الروسي إن الخلافات بين بلاده والغرب تحمل طابعاً موضوعياً وتعكس تعارض المصالح، إلا أن روسيا مستعدة للبحث عن حلول وسط على أساس المساواة ودون ابتزاز.

وكان لافروف شدد خلال مؤتمر صحافي في وقت سابق مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، على ضرورة تطبيق اتفاقية مينسك من دون شروط لحل الأزمة الأوكرانية.

في السياق، أكد شتاينماير أن الاتفاقية ضرورية لبناء أي حوار سياسي بين أطراف النزاع، مؤكداً عزمه مواصلة العمل على تطبيق بنود اتفاقية مينسك، وموضحاً أنه لو كان راضياً عما هي عليه الأزمة الاوكرانية الآن لما قدم إلى موسكو.

وأكد الجانبان أولوية الأزمة الأوكرانية في الاجتماع، إذ طغت على أجندته بالفعل، وسط إجماع الطرفين على أن خروج الأوضاع عن السيطرة في هذا البلد المجاور بات يشكل مبعث قلق حقيقي للجميع.

وخلال مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع خلف الأبواب الموصدة، شدد الطرفان الروسي والألماني على أهمية التزام اتفاقيات مينسك، والتي كرر لافروف مجدداً تأكيده اعتبارها القاعدة الأساسية للخروج من الأزمة.

وفي السياق، أعلن دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية أن موسكو تحتاج إلى ما «يضمن مئة في المئة عدم تفكير أية دولة بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي».

وقال بيسكوف في حديث لمحطة «bbc» البريطانية إن نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي تدريجياً قرب الحدود مع روسيا جعل موسكو متوترة، مؤكداً أن خطوات «الناتو» هدفت إلى «محاولة إخلال… توازن القوى».

وقتل 10 مدنيين على الأقل وجرح 12 في دونيتسك أمس، بحسب ما أفادت مصادر في الجمهورية المعلنة من جانب واحد، وتحدثت المصادر عن وقوع 17 خرقاً لوقف إطلاق النار حيث عمدت القوات الأوكرانية إلى قصف ضواحي دونيتسك بالمدفعية من الجهة الشمالية الغربية.

وأضافت المصادر أن القوات الحكومية حاولت التوغل باتجاه مطار دونيتسك، إلا أنها لم تتمكن من التقدم وعادت أدراجها إلى مواقعها مشيرة إلى تكبدها خسائر في الأرواح.

وفي لوغانسك، أفادت مصادر بوقوع 5 حوادث خرق إطلاق النار إذ قصفت القوات الأوكرانية ضواحي بيرفومايسك وكيروفسك وحاولت قوات تابعة للجيش الأوكراني دخول سلافيانوسيربسكا واشتبكت مع القوات التابعة للجمهورية، مشيرة إلى وقوع 15 قتيلاً في صفوف الحرس الجمهوري الأوكراني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى