بري ينتظر اقتراح جدول أعمال «المستقبل» بخصوص الحوار مع حزب الله
هتاف دهام
يحتفل لبنان بعد غد السبت بعيد الاستقلال الـ 71 في غياب رئيس للجمهورية، الذي لن يحتفل اللبنانيون بانتخابه في الأمد القريب. الجلسة العامة التي كانت مخصصة لانتخابه أمس أُرجئت الى العاشر من كانون الأول المقبل، لعدم اكتمال النصاب الذي اقتصر على 55 نائباً من نواب 14 آذار، التحرير والتنمية، واللقاء الديمقراطي.
لم تحدث المؤشرات الايجابية التي تحدث عنها ولا يزال رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أي خرق في الملف الرئاسي، على رغم تأكيد بري في لقاء الاربعاء النيابي بحسب ما نقل عنه زواره لـ«البناء»، «أنه متفائل بامكانية للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، فالمؤشرات الايجابية بالنسبة إليه ملموسة وحقيقية وليست مجرد كلام، وتستند إلى حركة الاتصالات واللقاءات التي يجريها».
يعوّل الرئيس بري على وصول المفاوضات في الملف النووي الايراني بين الجمهورية الإسلامية الايرانية والدول الست إلى اتفاق، الذي من شأنه أن يترك آثاره الايجابية على الوضع اللبناني بما فيه الملف الرئاسي.
ويعول بري على انطلاق الحوار بين حزب الله وكتلة المستقبل الذي سيبحث في الملفات الداخلية وأبرزها الانتخابات الرئاسية، فهو وفق زواره يبذل مساعي لترتيبه، وأن هذا الأمر كان محور لقائه الرئيس فؤاد السنيورة والسيد نادر الحريري.
يتحدث الأستاذ نبيه عن دور لحليفه الجنبلاطي الذي يشجع الحوار بين الضاحية وبيت الوسط ويدفع بالأمور إلى هذا الاتجاه»، ويشير إلى «أنه سيبقى ورئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط يلاحقان هذا الموضوع بهدف وضعه على السكة الصحيحة». وإذ أكد لزواره «أن هناك معطيات أخرى لن يفصح عنها إلا عندما تحين ساعتها»، أشار بري إلى «أنه ينتظر اقتراح جدول أعمال من تيار المستقبل بخصوص الحوار مع حزب الله».
وفي رد على أسئلة النواب عن كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أثار قلقهم «أن الأخطار المقبلة أكثر وأكبر على المنطقة ولبنان، وأن ما هو آتٍ أعظم بالنسبة إليه»، أكد بري «ان هناك 3 مظلات لحماية لبنان هي الوحدة الداخلية التي يجب المحافظة عليها ودور الجيش وما يقوم به لحماية حدود المجتمع، ودور المقاومة في حماية حدود الوطن، ما يعني وفق زواره التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة.
وبينما كانت عين التينة تضخ الايجابيات، كانت ساحة النجمة على موعد جديد مع حملات نواب 14 آذار على رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد عون، لا سيما بعد طلبه من الرئيس بري عقد جلسة نيابية لتفسير المادة 24 من الدستور والتي تنص على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في مجلس النواب. وفيما تؤكد الكتل المنضوية في فريق 8 آذار استعدادها لحضور الجلسة متى دعا الرئيس بري لها، سارع نواب «القوات» إلى «اعتبار ما يقوم به جنرال الرابية لا يتعدى تضييع الوقت، فكان الأولى به حضوره الى المجلس لانتخاب رئيس بدل الاستمرار في سياسة المراوغة، والعمل على إقرار قانون انتخاب». وغمزت المصادر «من المادة 74 من الدستور التي تنص لانتخاب الرئيس فوراً عند شغور موقع الرئاسة»، وسألت أليس عدم الحضور جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ضرباً لموقع الرئاسة الأولى؟
لا يعجب «القوات»، التيار الوطني الحر ولا حزب الكتائب حليفها في 14 آذار. ما إن صعد النائب ايلي ماروني الى المنبر لعقد مؤتمر صحافي والنائبان طوني أبو خاطر وعاصم عراجي، حتى بدأ نائب رئيس حزب القوات بالتهكم على زميله الـ «ماروني»، الذي تحدث عن «التفاتة كتائبية تجاه حزب الله، لنبحث معاً موضوع الطعن المقدم من العماد ميشال عون وهل يبقى مرشحاً للرئاسة من هذا المجلس، وعن لقاءات ستعقد بين نواب حزب الكتائب ونواب كتلة الوفاء للمقاومة، تمهيداً للقاء الرئيس أمين الجميّل بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله». لم يهتم النائب القواتي لا لكلام ماروني ولا للقاءات الكتائبية مع حزب الله، وقال بلغة ساخرة: «عظيم حزب الكتائب».
لم يتطرق النائب عن كتلة زحلة إلى المادة 24 الا ان زميله في حزب الكتائب وزير العمل سجعان قزي أكد لـ«البناء» «ان عقد جلسة نيابية لتفسير المادة 24 من الدستور التي تنص على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين فكرة جيدة وقابلة للنقاش، فهي تنهي حالة الضبابية التي تحيط بالموضوع»، الا أنه أشار الى «أن حزب الكتائب لم يتخذ قراراً بشأن المشاركة في أي جلسة لتفسير هذه المادة قبل انتخاب رئيس للجمهورية».
في غضون ذلك، تحدث وزير الاتصالات بطرس حرب عن أن اليوم أمس يصادف اليوم العالمي للصحة العقلية، فأبدى أسفه «لتعطيل نصاب الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان». لم يأتِ حرب على ذكر رئيس التيار الوطني الحر في كلامه، إلا أن سهامه كانت موجهة الى الرابية، فدعا الله ان يلهم الناس والمسؤولين عقلهم وحسّهم بالمسؤولية لكي نتمكن من انتخاب رئيس لتعود الجمهورية تسير بعقل، بدل السير على «الهوارة» وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي نخدم بها الشعب اللبناني».