العدالة والتنمية فوز يعادل الخسارة وأردوغان يعزو السبب إلى عدم التقدّم للشعب بشكل كافٍ
أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أمس، مرة أخرى فوزه في انتخابات رئاسة بلدية مدينة اسطنبول، وذلك بعد أقل من ساعة على تصريح مرشح الحزب بأنّ منافسه مرشح المعارضة يتقدّم في فرز الأصوات.
وقال بيرم شان أوجاق رئيس الحزب في منطقة اسطنبول إن حزبه الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان لديه «الكثير» من الأدلة التي تظهر أن «هناك مخالفات في الأصوات ومن الواضح أن هذه المخالفات كان لها تأثير على النتيجة».
وكان قد رجح حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تحول نتيجة الانتخابات المحلية في العاصمة أنقرة لصالحه بعد التقدم بطعون في نتائج الانتخابات التي فازت بها المعارضة برئاسة بلدية أنقرة.
وفي تصريحات للصحافيين في أنقرة قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية فاتح شاهين إن «الحزب سيطعن في نتائج الانتخابات في كل منطقة من مناطق العاصمة»، مؤكداً أن «الحزب سيحقق تقدماً كبيراً نتيجة لهذه الطعون».
وذكرت وكالة «الأناضول» للأنباء أن «مرشح المعارضة الرئيسية في اسطنبول يتقدم بفارق 0.28 نقطة مئوية على خصمه من حزب العدالة والتنمية»، بعد فرز 99.8 بالمئة من صناديق الاقتراع، وبعد أن أعلن الحزبان الانتصار في أكبر مدينة تركية.
ومُني حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتكاسات في الانتخابات المحلية مع خسارة حزبه العاصمة أنقرة للمرة الأولى منذ تأسيس الحزب عام 2001، ويتجه نحو الخسارة الأكبر على الإطلاق في مدينة اسطنبول.
فيما أعلنت الهيئة العليا للانتخابات التركية «تقدم مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض على مرشح حزب العدالة والتنمية باسطنبول»، بالتزامن مع تراجع مرشحي حزب العدالة في أنقرة وأنطاليا وإزمير.
وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية، «إن مرشح المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو في اسطنبول حصل على 4.16 مليون صوت مقابل 4.13 مليون لمرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم».
وقالت وسائل إعلام تركية إن «هنالك اعتراضات على فرز 84 صندوقاً في اسطنبول».
وكان حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، العدالة والتنمية تعرّض لخسارة كبيرة في العاصمة أنقرة عند 47.45 بالمئة مقابل تقدم حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، الذي يترأسه كمال كيليتشدار أوغلو والذي حصد 50.31 بالمئة.
وأدلى المواطنون الأتراك بأصواتهم أول أمس، في انتخابات الإدارة المحلية في 81 ولاية في عموم البلاد.
بدوره، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عما وصفه بـ»السبب الوحيد الذي حال دون حصول حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه على النتيجة المرجوة في الانتخابات المحلية التي جرت أول أمس».
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله أمام حشد من أنصاره في أنقرة إن «السبب الوحيد الذي حال دون حصولنا على النتيجة المرجوة من الانتخابات هو عدم تقديم أنفسنا للشعب بشكل كافٍ».
وأعلن الرئيس التركي في الوقت نفسه أن «الشعب التركي جعل حزب العدالة والتنمية اليوم في الصدارة للمرة الـ15 في الانتخابات».
وأكد أردوغان أن حزبه «لا يرى السياسة أداة لمعاندة الشعب أو استصغاره أو تحريضه، بل يراها أداة لتقديم أفضل الخدمات للبلد والشعب».
وتساءل قائلاً: «إلى أي مصير تنتهي بنا السياسة التي لا يوجد الشعب في داخلها؟ إلى الفاشية، والديكتاتورية، والظلم، ولهذا السبب كنا دوماً نبحث عن رضا الشعب ودعمه، وسنواصل طريقنا في ما بعد على النهج نفسه».
كما أعرب أردوغان عن امتنانه لجميع مواطنيه، «وخاصة إخوتي الأكراد، لحساسيتهم التي أظهروها تجاه قضية الوجود».
من جهة أخرى، ارتفعت الليرة التركية، أمس، لتعوض خسائرها السابقة بعد أن فقد حزب الرئيس رجب طيب أردوغان «العدالة والتنمية» سيطرته على العاصمة أنقرة في الانتخابات المحلية، وبدا متأخراً في إسطنبول، كبرى المدن التركية، مع استمرار فرز الأصوات.
وذكرت وكالة «رويترز» أنه في الساعة 11:37 بتوقيت غرينتش، كانت الليرة عند 5.5290 مقابل الدولار الأميركي، في سعر أقوى من إغلاق الجمعة البالغ 5.5550. كانت العملة ضعفت إلى 5.7001 في المعاملات المبكرة.
وهوت الليرة نحو 30 أمام الدولار في خضم أزمة للعملة العام الماضي. وفي تكرار لأزمة الثقة تلك، شهدت العملة التركية تقلبات حادة في جلسات التداول الست الأخيرة مع إطلاق الحكومة والبنك المركزي سلسلة إجراءات دعم مؤقتة.
وألقى الركود الاقتصادي التركي بظلاله على توجهات الناخبين.