إشادات بمواقف عون في القمّة العربية وانتقادات للمقرّرات

لاقت كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمة العربية في تونس، أصداء لبنانية إيجابية انتقدت في المقابل مقرّرات القمة التي لم ترتق إلى التحديّات التي تواجهها الأمة.

وفي هذا الإطار، ثمّن وزير الشباب والرياضة محمد فنيش موقف عون لافتاً إلى أنه «كان موقفاً مميّزاً لجهة الصراحة وعمق الالتزام اللبناني القضايا العربية، والحرص على وحدة الصف العربي والتنبّه لمخاطر ما يُحاك لبلداننا. وهو الموقف الرسمي الذي عبّر عنه الرئيس عون هو موقف كلّ لبناني يلتزم بهذا الموقف الرافض لكلّ أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي».

بدوره، رأى وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود عبر «تويتر» أنّ خطاب عون في القمة العربية «يعبّر عن قلق اللبنانيين بعد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان».

وإتصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بعون، مهنئاً إياه بعودته سالماً من تونس، ومثمّناً كلمته التي ألقاها في القمة العربية.

من جهة أخرى، اعتبر حزب الله في بيان، أنّ «قرارات القمة العربية جاءت أقلّ بكثير من خطورة المرحلة التي تمرّ بها الأمة، ولم ترق إلى مستوى التعامل مع القرارات الأميركية التي تهوّد القدس والجولان. وقد أظهرت المواقف الصادرة عنها تناقضاً كبيراً، ففيما أكد قادة الدول العربية الحق العربي في استعادة القدس والجولان المحتلين، نرى الكثير من هؤلاء يجدّون السير حثيثاً لمزيد من خطوات التطبيع مع العدو، حتى أنّ بعضهم يلوم نفسه لأنه لم يفتح ذراعيه للكيان الإسرائيلي منذ أمد بعيد».

وأعرب الحزب عن اعتزازه بالمواقف الوطنية والقومية التي عبّر عنها الرئيس عون في ما خصّ لبنان وفلسطين والجولان، وتأكيده على عودة النازحين السوريين إلى ديارهم بما يحفظ مصالح لبنان وسورية، مشيداً «بالحركة الوطنية والقومية في تونس التي عبّرت عن ضمير الأمة بتأكيدها على دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، وضرورة عودة سورية إلى الجامعة العربية، وبتضامنها مع الشعب اليمني المظلوم وضرورة وقف حرب الإبادة التي تشنّ ضدّه».

كما أشاد بـ «شعبنا الفلسطيني المقاوم وحضوره الحاشد في مسيرات يوم الأرض رغم كلّ ما يواجهه من مؤامرات وحروب وحصار»، ورأى أنّ «هذا الحضور هو أبلغ ردّ على محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر ما سمّي بصفقة القرن، وهو الأمل الحقيقي لاستنهاض الأمة وتحرير كامل التراب المحتلّ».

وأعلن «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان، تأييده الكامل لكلّ ما ورد في خطاب رئيس الجمهورية، معتبراً أنه «يعبّر بوضوح عن موقف الشعب اللبناني سواء على صعيد القضايا المحلية أو لجهة القضايا القومية، وعلى رأسها قضية فلسطين».

وأشار إلى أنّ موقفه المعبّر عنه بلسان رئيس الجمهورية بخصوص الجولان هو موقف كلّ الأمة معتبراً أنه «يجب أن يكون هناك سعي في اتجاهين: الأول انتزاع قرار من الأمم المتحدة بإدانة هذا القرار، والثاني إعلان لبنان أنّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي أراض لبنانية محتلة ويتعهّد لبنان باسترجاعها بكافة الوسائل المتاحة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة»، داعياً إلى «إطلاق مقاومة عسكرية من أهالي الجولان والإعلان عن بدء تدريبهم لممارسة المقاومة كونها الطريق الوحيد للتحرير».

ورأى أنّ «قرارات القمة العربية لم تصل إلى مستوى طموحات الشعوب العربية إذ أنها استمرت في لغة أدان واستنكر، ولم تتضمّن خطوات عملية كانت تنتظرها الشعوب العربية، من سحب المبادرة العربية للسلام، إلى قطع العلاقات مع العدو الصهيوني بأشكالها كافة، إلى الإعلان عن عودة سورية إلى الجامعة العربية وإطلاق خطة لإعادة البناء، إلى المساهمة في العودة السريعة للنازحين السوريين إلى بلادهم ورفض توطينهم في أماكن اللجوء، إلى إعلان فكّ الحصار عن قطاع غزة وتقديم المساعدات المالية والدوائية والغذائية للشعب المحاصر هناك، إلى إطلاق المصالحات على الصعيد الوطني في كل بلد عربي يعاني من أزمة داخلية، والحوار بين الدول لإطلاق مصالحات تعيد التضامن العربي».

كذلك، أشار «المؤتمر الشعبي اللبناني» ، إلى أنه «كان مأمولاً، وبعد قرارت ترامب العدوانية على القدس الشريف والجولان السوري، أن تتخذ القمة العربية إجراءات مضادة تستجيب لغضب الشارع العربي من هذا الاستهتار الأميركي بردّة الفعل الرسمية العربية، وفي مقدّم هذه الإجراءات وقف التطبيع مع العدو الصهيوني، وإعادة سورية إلى الحضن العربي فوراً، وإحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك، وإنشاء القوة العربية المشتركة، والتعامل مع الإدارة الأميركية وفق مقولة «نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا» على الأقلّ في الجانب الإقتصادي، حتى يرتدع ترامب وكلّ من يفكر من دول العالم باللحاق به في موضوعي القدس والجولان. لكن للأسف الشديد كلّ هذا وغيره لم يحدث، وكأنّ العجز بات مستفحلاً في النظام الرسمي العربي إلى حدود الغيبوبة».

ودعا الملوك والرؤساء العرب إلى وقفة مع النفس تضع حداً لهذا العجز، وتستجيب للمصلحة القومية فوق كلّ المصالح القطرية أو الرهانات الخاسرة.

بدورها، أشادت «هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا» في بيان، بمواقف عون في القمة العربية، حول قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر.

ولفتت إلى أنّ «هذه المواقف الإيجابية من قضية وطنية مركزية، تتطلب من الحكومة اللبنانية الارتقاء إلى مستواها ومواكبتها بتحرك عاجل وفاعل، تقوده وزارة الخارجية والمغتربين في المحافل العربية والدولية لتثبيت هذا الحق والمطالبة باستكمال تطبيق القرار 425 لتحرير كلّ الأراضي اللبنانية المحتلة بما فيها المزارع والتلال، خصوصاً بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب العدواني على الجولان السوري المحتلّ، والضغط في سبيل انتزاعه من براثن العدو الصهيوني، ورفع الشكاوى ضدّ هذا العدو للمطالبة بالتعويضات عن الخسائر الاقتصادية التي تكبّدها أصحاب الحقوق في خلال عشرات السنين من الاحتلال».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى