الدفاع الروسية: واشنطن تتعمّد تأجيل حل كارثة مخيم الركبان
انتقدت وزارة الدفاع الروسية استمرار الولايات المتحدة في تأجيل حل كارثة مخيم الركبان الذي يوجد فيه آلاف المدنيين المحتجزين من قبل المجموعات الإرهابية وقوات الاحتلال الأمريكي.
وأوضح مدير مقرّ الهيئة التنسيقية الروسية حول عودة المهجرين السوريين العقيد ميخائيل ميزنتسيف أن «الولايات المتحدة تتعمّد تأجيل حل مشكلة مخيم الركبان ولا تسمح بدخول منطقة التنف التي تحتلها وتصمت عما يدور في المخيم».
وشدد المسؤول العسكري الروسي على أن جميع الحجج الأميركية حول عدم استعداد الحكومة السورية لاستقبال محتجزي مخيم الركبان «واهية ولا أساس لها من الصحة».
ولفت ميزنتسيف إلى أن «ممثلي واشنطن رفضوا مرة أخرى الدعوة للمشاركة في الاجتماع التنسيقي الثالث لوضع خطوات مشتركة ملموسة لإغلاق مخيم الركبان في 9 الشهر الحالي».
ورفضت الولايات المتحدة حضور الاجتماع التنسيقي الذي عقد في الـ26 من الشهر الفائت في ممر جليغم شرق منطقة ظاظا في ريف حمص الشرقي بمشاركة ممثلين عن الجهات الحكومية ومركز المصالحة الروسي ووجهاء القبائل في المخيم لإيجاد حل نهائي لمعاناة آلاف المهجرين السوريين الذين تحتجزهم قوات الاحتلال الأميركية ومرتزقتها في مخيم الركبان.
وفي هذا الإطار أشار بيان صادر عن مقر الهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين اليوم إلى أن جميع حجج الجانب الأميركي حول عدم استعداد الحكومة السورية لاستقبال سكان مخيم الركبان «مختلقة ولا أساس لها من الصحة ويدل على ذلك استمرار عودة المهجرين السوريين من الأردن ولبنان حيث عاد في الأشهر الثمانية الماضية أكثر من 170 ألفاً إلى مناطقهم المطهرة من الإرهاب. وهو ما يمثل أربعة أضعاف عدد قاطني المخيم الحاليين».
وأكد البيان أن الحكومة السورية «منفتحة تماماً على العمل مع ممثلي الأمم المتحدة وتتطلع إلى مزيد من المساعدة الفعالة في تنفيذ خطوات عملية لإعادة إسكان مهجري مخيم الركبان».
وتحتجز واشنطن عبر مجموعات إرهابية تابعة لها تنتشر في مخيم الركبان في منطقة التنف التي تحتلها قوات أميركية عشرات آلاف اللاجئين السوريين منذ أكثر من خمس سنوات في ظروف مأساوية تنذر بحدوث كارثة إنسانية في ظل النقص الشديد في متطلبات البقاء على قيد الحياة من مياه وأدوية وطبابة وغيرها.
إلى ذلك، بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وسفير سورية في روسيا الدكتور رياض حداد تطوّر الوضع في سورية.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس أن «الجانب الروسي أكد خلال الاجتماع دعمه الثابت للجهود المبذولة لتسريع إيجاد تسوية عاجلة للأزمة في سورية على أساس قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وبنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وأشار البيان إلى أن الجانبين نوّها بأهمية إعادة إعمار البنى الاقتصادية والاجتماعية في سورية وتوفير الظروف لعودة المهجّرين السوريين إلى بلادهم، لافتاً إلى أنه جرى التطرّق أيضاً لبعض المسائل المهمة في العلاقات الروسية السورية متعددة الجوانب.
على صعيد آخر، استمرت تداعيات إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول اعتبار الجولان السوري المحتل تابعاً لكيان الاحتلال الصهيوني. وفي هذا السياق، أدان خبراء ومحللون روس هذا الإعلان مؤكدين أنه يهدّد الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأكد النائب السابق في مجلس الدوما سيرغي ماركوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو لأن إعلان الرئيس الأميركي «هو انعكاس لعمق الأزمة التي تعانيها السياسة الخارجية الأميركية»، مشيراً إلى أن ترامب قام بذلك كي يحصل على دعم اللوبي الموالي للكيان الصهيوني في أميركا في المجالين المالي والإعلامي لحملته الانتخابية المقبلة، الأمر الذي يضع الولايات المتحدة موضع السخرية أمام الجميع.
وفي مقابلة مماثلة اعتبر كبير الباحثين العلميين في قسم القضايا الدولية في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فكتور ناديين رايفسكي أن روسيا لا يمكنها إطلاقاً أن تعترف بأن الجولان السوري المحتل تابع للكيان الصهيوني، مشدداً على أن موقف روسيا ثابت تجاه سورية ولن يتغير.
وأضاف رايفسكي أن روسيا أكدت مراراً دعمها لسورية ووحدة أراضيها وهي تصرّ على أنه من المستحيل اعتبار اغتصاب أراضي الغير بالقوة سياسة ناجحة.
بدوره أكد الباحث العلمي في قسم تركيا في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية آمور غادجييف أن ترامب ومن خلال إعلانه حول الجولان المحتل انتهك من جانب واحد قواعد القانون الدولي وعمل بقراره المشؤوم على خرق كل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بخصوص هذه المسألة.
وشدّد غادجييف على أن هذا الإعلان يعتبر تهديداً للأمن الإقليمي ولذلك فإنه غير مقبول بأي شكل من الأشكال ولن يلقى أي تأييد من المجتمع الدولي.
وكان أهلنا في الجولان السوري المحتل جددوا رفضهم لإعلان ترامب الذي يتناقض مع القرارات الدولية التي تؤكد أن الجولان أرض عربية سورية محتلة، مشددين على انتمائهم لوطنهم الأم سورية وتمسكهم بهويتهم واستعدادهم للتضحية بأرواحهم في سبيل الحفاظ على أراضيهم.
ودعا المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التي نظموها مساء أمس في ساحة الشهداء في بلدة مجدل شمس المحتلة الى احترام القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلسي الأمن وحقوق الإنسان والتي تؤكد أن الجولان أرض عربية سورية محتلة وأن جميع إجراءات الاحتلال بحقه لاغية وغير قانونية وتشدد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية .
ميدانياً، ورداً على تكرار خرقها لاتفاق منطقة خفض التصعيد وجهت وحدات من الجيش السوري ضربات مكثفة على مواقع انتشار المجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والمنتشرة في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي.
وأفاد مصدر مطلع في حماة بأن وحدات من الجيش نفّذت عمليات موسّعة على أوكار وتحصينات إرهابيي «الحزب التركستاني» في أطراف بلدتي العنكاوي وشورلين بالريف الشمالي.
وأشار إلى أن العمليات أسفرت عن تكبيد إرهابيي «الحزب التركستاني» خسائر بالأفراد والعتاد وتدمير أوكار ومواقع محصّنة وكمية من الأسلحة والذخيرة لهم.
ويُعدّ «الحزب التركستاني» الذي يضم إرهابيين مرتزقة أجانب تسللوا عبر الحدود التركية من أكبر المجموعات الإرهابية المنتشرة في ريفي حماة الشمالي وإدلب ويتخذ من المدنيين دروعاً بشرية فضلاً عن استهدافه القرى الآمنة بالقذائف الصاروخية.
واعتدت المجموعات الإرهابية في وقت سابق بالقذائف على منطقة المشاريع شرق بلدة جورين بريف حماة الشمالي ما أسفر عن وقوع أضرار مادية في منازل الأهالي وممتلكاتهم.
ودمّرت وحدات الجيش أول أمس، أوكاراً للمجموعات الإرهابية وقضت على العديد من أفرادها من بينهم المتزعم الإرهابي «محمد عبد الرحمن الراعي» في بلدتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي.