آفة الإدمان.. لنستفد من درهم الوقاية لأن قناطير العلاج لن تجدي نفعاً
فاطمة ملحم
العقل هو الذي يجعل الإنسان متفوّقاً وقادراً على مواكبة التطوّر والتمييز بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، ولكن ثمة أموراً تحدث في حياة الأفراد، خلافاً للعقل الذي يفترض أن يشكل شرعاً أعلى للإنسان.
ولعلّ أخطر ما يواجه المجتمع، هو الإدمان على أمور سيئة حياتهم، ما يجعل المدمنين بنظر المجتمع أناساً سيّئين.
كثيرون يخلطون بين الإدمان والعادة، وهذا خطأ كبير، وربما هو محاولة لتبرير الإدمان على أمور ينظر اليها المجتمع على أنها أفعال سيئة، في حين أنّ العادة أو التعود على أمر ما، هو القيام بعمل ما أو ممارسة هواية معينة، في وقت وطريقة محددتين، وفي هذه الحال تصبح العادات جزءاً من شخصية الفرد من دون أن يكون لها اثر سلبي وضار.
الإدمان صفة تلتصق بكل من يدمن على أمور بالغة السؤ، والمدمن هو الشخص الذي ينأى بسلوكه عن شرعة العقل، متوهماً أنه يستطيع الهروب من الواقع، خصوصاً من يدمن على تعاطي المخدرات.
وللإدمان أسباب كثيرة، منها ما هو متصل بالظروف الاجتماعية والحياتية، ومنها ما له علاقة بالحروب التي تعصف بالدول والمجتمعات. ففي الدول التي شهدت حروباً زادت نسبة المدمنين على المخدرات والمهدئات، الأمر الذي ضاعف المخاطر على المجتمعات التي تعرضت للحروب.
باختصار الإدمان آفة تنتشر كما النار في الهشيم، والقضاء على هذه الآفة يصبح بعد تفشيها أصعب بكثير من معالجة الأسباب التي أدت اليها، ولذلك، فإننا حين لا نستفيد في حياتنا من درهم الوقاية، فإن كل قناطير العلاج لن تجدي نفعاً.