محاضرة بعنوان «أوغاريت ملتقى الشعوب» للدكتور علي القيّم بدعوة من مشروع «مدى»
فاطمة الموسى
تحت رعاية وزارة الثقافة ـ مديرية ثقافة دمشق وبدعوة من مشروع »مدى» الثقافي ألقى الدكتور علي القيم محاضرة بعنوان »أوغاريت ملتقى الشعوب» في مركز ثقافي أبو رمانة بدمشق في السادسة من مساء الإثنين وعُرض خلال المحاضرة فيلم وثائقي من إعداد الدكتور علي القيم وإنتاج المؤسسة العامة للسينما تحدّث فيها عن بداية مملكة أوغاريت وحتى تدمير هذه المملكة وكيفيّة اكتشافها وما تتميّز به.
بدأت الندوة بتعريف للدكتور علي القيم عن مملكة أوغاريت وأهمية الحضارة السورية وكم أهملنا في وقتنا الحاضر هذه الآثار وأهمية الكتاب في آنٍ واحد، وكيف يمكننا تسليط الضوء على الكتاب قائلاً: أحتاج وقتاً طويلاً للتحدث عن هذه المملكة »مملكة أوغاريت»، حتى الموسيقى في سورية كانت في المعابد يستقبلون بها الوفود ويودّعونها بها.
ويذكر أيضاً: إذاً كانت لها لهذه المملكة قدسيّتها وتمت دراسة نصّ أوغاريت وتبيّن أنه وثيقة أوغاريتية، وهي أقدم وثيقة تصف كسوف الشمس الكلّي وهذه أقولها لأول مرة وأنه وصفها بدقّة التفاصيل.
وأشار إلى أنه شارك في المؤتمر الدولي لذكرى اكتشاف أوغاريت في العام 2004 والآن أصبح ذكرى مرور تسعين عاماً على اكتشاف هذه المملكة العظيمة.
وبعد نهاية الفيلم تمّ النقاش حول أوغاريت وتطرّق القيم لجميع آثار سورية التاريخية والعظيمة، وأنها أرض مليئة بالمواقع الهامة والموثّقة لحضارتنا السورية، كما عرضت عليه بعض الأسئلة للإجابة عنها حول هذه المملكة كمملكة سورية حضارية عريقة، وأهمية حضارتنا السورية.
وفي سؤاله عن »أوغاريت ملتقى الشعوب» أجاب: أوغاريت مملكة عظيمة سورية مترامية الأطراف تركت أثراً كبيراً في الحضارة، والفنون والآداب. هي من أقدم المواقع الأثريّة التي بدأ العمل فيها منذ تسعين عاماً، باكتشافها من قبل فلّاح سوري عندما اصطدم محراثه بقطعة حجرية، كانت بداية للتعرّف على هذا الموقع الأثري، وعندما علمت السلطات الفرنسية في ظل الانتداب الفرنسي بدأ العمل على اكتشافها والبعثات التنقيبيّة في عام 1929. أوغاريت قدّمت للبشرية أقدم نوتة موسيقيّة مدوّنة وجدت فيها هي عبارة عن نشيد للإله ميكال إله القمر. في الجانب الثاني ثمة نوتة موسيقية تعود للـ1400 ق. م. ويذكر أنها ملتقى الحضارات والشعوب، أوغاريت تتكلم سبع لغات متعدّدة منها القبرصيّة، الأكاديّة، الهيروغليفيّة، الأبجديّة… . وكان هناك تطوّر معرفيّ كبير، وفيها المعابد المختلفة وصناعة النحاس والحديد والبيوت السكنيّة العديدة والخزف، والأدوات الفخاريّة المختلفة، والزراعات المختلفة كالكرمة والحمضيات، وتميّزت بالتبادل التجاريّ وكان لديها أسطول ضخم.
اذاً أوغاريت كان فيها أكثر من مئتين بلدة وقرية تابعة لها في ذلك الزمن، فالمكتشفات الأثريّة قدّمت لنا ما يزيد عن 19 طبقة أثريّة تعود أقدمها إلى الألف السادس قبل الميلاد…
ويختم الباحث أوغاريت كانت مدينة سلميّة أقامت علاقات تجاريّة مع الحيثيين ومع المصريين ومع الداخل السوري، وكانت لها علاقات متميزة.
وبذلك كانت ندوة ثقافية حضارية تاريخية شمل بها الباحث علي القيم ما تمثله حضارتنا السورية من أهمية وتاريخ كما أنها تعود إلى أقدم حضارة في التاريخ.