يهود أوروبا حذروا نتنياهو: «احذر رمزية القدس»
يوسف المصري
يصف تقرير دبلوماسي وصل إلى مراجع سياسية لبنانية ما يحدث في القدس بأنه نتيجة مباشرة لسياسات رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو. ويضيف أن الأخير كان تلقى في بدايات هذا الشهر تحذيرات من شخصيات في اللوبي اليهودي في أميركا وأيضاً من شخصيات يهودية بريطانية، تنصحه بضرورة تخفيف ضغوط المستوطنين على المقدسيين الفلسطينيين في شكل خاص وأن يبادر ولو من باب المناورة لإظهار أن أفق التسوية على المسار الفلسطيني «الإسرائيلي» لا يزال مفتوحاً وأنه لم يغلق.
وتعدد هذه الجهات اليهودية المنتمية لاتحادات في اللوبي الصهيوني في الغرب، عدة أسباب رئيسة دعتها لتوجيه نصيحتها الآنفة لنتنياهو، أبرزها التالي: أولاً – لأن المجتمع الأوروبي وأيضاً الأميركي وبخاصة نخبه، أصبحت تنظر في شكل معادٍ لحركة الاستيطان «الإسرائيلي» في «المناطق العربية المحتلة» وبخاصة في القدس وأن إجراءات الدول الأوروبية لمقاطعة الصادرات «الإسرائيلية» المرسلة من مستوطناتها كانت استجابة لضغوطات نخب رأي العام في بلدانها. ويركز التقرير على بريطانيا بوصفها البلد الذي شهد خلال الأعوام الأخيرة ما يشبه انتفاضة لدى نخبها ضد الاستيطان «الإسرائيلي». يختم التقرير هذه الجزئية بالقول «مفهوم الاستيطان الإسرائيلي أصبح في عيون المجتمع الأوروبي صنواً للعنصرية». وينصح التقرير نتنياهو بضرورة فعل شيء لإظهار أن «إسرائيل» ليست دولة استيطانية.
ثانياً – يرى التقرير أن حرب غزة والتغطية الإعلامية الواسعة لمقتل الأطفال الفلسطينيين بواسطة قنابل الطائرات «الإسرائيلية»، خلق انقلابات في المجتمع الغربي ضد «إسرائيل» «وسياساتها المفرطة بالقوة» ضد الشعب الفلسطيني. ويقول التقرير إنه لم يعد ينفع وسم الفلسطيني بالإرهابي حتى نربح معركة الرأي العام الغربي. فسياسة نتنياهو أضرت بهوامشنا الإعلامية كيهود أوروبيين.
ثالثاً – هناك حملة قوية ولها تأثير كبير، تقودها كنائس كاثوليكية كثيرة في أوروبا وأميركا، تحت عنوان تخلي دول الغرب عن الحضور المسيحي في الشرق، وتتهم هذه الحملة «إسرائيل» بأنها تقف سراً وفي شكل غير مباشر، وراء جعل هذه الدول تخرج عن تقليد التبرع عند الحاجة للدفاع عن الوجود المسيحي في الشرق. ويقول التقرير إنه في حال تمادت «إسرائيل» بصفتها دولة يهودية، بضرب وجود الديانات الأخرى في القدس، فإن ذلك لن يترك فقط رد فعل إسلامياً عالمياً ضدها، بل بالأساس سيترك رد فعل عالمياً مسيحياً. يختم التقرير محذراً نتنياهو: لا تجعل القدس في نظر مسيحيي العالم بمثابة مدينة «عين عرب» مسيحيي ومسلمي فلسطين.