خمسة شهداء و15 جريحاً بينهم أطباء بقصف صاروخي على مشفى شمال حماة.. ووحدات الجيش تقضي على عدد من الإرهابيين بريفي إدلب وحماة
ردّت الحكومة السورية على التهديدات النابعة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حول استخدام الأسلحة الكيميائية متهمة هذه الدول بالسعي للتغطية على جرائمها المقبلة في سورية.
وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان صدر عن مصدر مسؤول فيها، السبت، حسبما نقلته وكالة «سانا» الرسمية: «لم يعد يُخفى على أحد أن هذه الدول هي التي شجعت التنظيمات الإرهابية على استخدام المواد الكيميائية السامة في خان شيخون ودوما وحلب وأخيراً في قرية الرصيف شمال مدينة حماة ومما لا شك فيه هو أن هذه البيانات تأتي الآن للتغطية على جرائم استخدام الأسلحة الكيميائية المقبلة التي تخطط لها هذه الدوائر الإجرامية».
ولفت المصدر إلى أن الحكومة السورية «قامت طيلة الأشهر والسنوات السابقة بتقديم معلومات لمجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول المؤامرات التي تقوم بها استخبارات هذه الدول وعملاؤها في المنطقة لإدخال الأسلحة الكيميائية إلى أدواتها الإرهابية في سورية لاستخدامها ضد المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ والادعاء لاحقاً بأن الدولة السورية هي التي تستخدمها».
وشدد المصدر على أن سورية انضمت إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتنفذ «جميع التزاماتها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية»، معتبراً أن هذا الأمر «أكبر دليل على مصداقية التوجهات السورية التي ترفض بلا قيد أو شرط استخدام الأسلحة الكيميائية في أي مكان وأي زمان وتحت أي ظرف كان».
وختم المصدر تصريحه بالقول: «تكرر سورية إدانتها للاعتداءات والتهديدات الأميركية والفرنسية والبريطانية وسياساتها الساعية للنيل من الأهداف التي أنشئت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحقيقها وتسخيرها لمصالحها الدنيئة من خلال مزاعم باطلة أثبتت التجربة أنها تهدد الأمن والسلم الدوليين وتنذر بالقضاء على النظام الدولي الذي أنشأته الدول بعد الحرب العالمية الثانية لإنقاذ الأجيال من جحيم الحروب وتدمير منجزات الشعوب».
وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الجمعة، استعدادها لاتخاذ إجراءات «حازمة وعاجلة» في حال عودة السلطات السورية إلى استخدام الأسلحة الكيميائية في البلاد.
وسبق أن تعرّضت مواقع سورية 3 مرات لهجمات عدوانية من قبل الولايات المتحدة كان آخرها بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا بذريعة استخدام دمشق أسلحة كيميائية.
إلى ذلك، جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيد رفض بلاده قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الجولان السوري المحتل والذي ينتهك بشكل سافر ميثاق الأمم المتحدة.
وشدّد لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان أمس، على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وفق القرار الأممي 2254 وأهمية تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب دون معايير مزدوجة.
وبخصوص مخيم الركبان بين لافروف أن الولايات المتحدة تحتل منطقة التنف وتدعم الإرهابيين الموجودين فيها وتواصل بالتعاون معهم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم الذي يعاني محتجزوه أوضاعاً كارثية، مشيراً إلى أن التصريحات الأميركية حول حل مشكلة المخيم غير صادقة حيث تسعى واشنطن لأن يكون مبرراً لوجودها غير الشرعي في المنطقة.
وشدّد لافروف على ضرورة إنهاء الولايات المتحدة احتلالها للمنطقة والسماح للمهجرين السوريين الذين تحتجزهم في مخيم الركبان بالخروج منه، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تؤكد أن أغلب قاطنيه يودون العودة إلى بيوتهم.
ودعا لافروف المجتمع الدولي إلى تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم بعد أن هيّأت الحكومة السورية الظروف الملائمة لذلك، مشيراً إلى استمرار بلاده في تقديم الدعم في هذا الإطار.
من جهته جدّد وزير الخارجية الأردني تأكيد موقف بلاده الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة، وفقاً لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة مشيراً إلى أن إعلان ترامب بشأن الجولان المحتل خرق للقانون الدولي.
ولفت الصفدي إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية يحفظ وحدتها واستقلالها ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها المهم في المنطقة.
وأشار الصفدي إلى الأوضاع الصعبة في مخيم الركبان، موضحاً أن معظم قاطنيه يريدون العودة إلى منازلهم وفق استطلاعات الأمم المتحدة والحل الوحيد لمعاناتهم هو بتأمين عودتهم الآمنة.
ميدانياً، استشهد 5 مدنيين وأصيب 15 آخرون بينهم خمسة من أطباء وكوادر مشفى مصياف الوطني بقصف صاروخي عنيف شنته المجموعات الإرهابية المسلحة المنتشرة في قطاع حماة من المنطقة منزوعة السلاح على المشفى والأحياء المجاورة له.
وشنّت المجموعات الإرهابية المسلحة المنتشرة في المنطقة منزوعة السلاح قطاع ريف حماة الشمالي شنت صباح أمس قصفاً صاروخياً عنيفاً استهدف مشفى مصياف الوطني والأحياء المجاورة له.
بدوره قال مدير مشفى مصياف الوطني الدكتور ماهر يونس: إن 5 صواريخ سقطت على مشفى مصياف الوطني أدت لارتقاء 5 مدنيين بينهم أحد موظفي منظومة الإسعاف في المشفى، وأصيب 15 آخرون بينهم طبيبان اثنان وعدد من الأطفال، بالإضافة إلى أضرار مادية كبير لحقت بمبنى المشفى.
وأضاف اليونس ان الإصابات متفاوتة الخطورة تم نقل عدد منها إلى غرف العمليات فيما يتلقى بقية المصابين العلاج بأقسام المشفى الأخرى.
وأكد اليونس أن هذا الاستهداف لمشفى مصياف الوطني لن يثني الكادر الطبي عن إكمال عمله، حيث بدأت الورش الفنية بإزالة مخلفات القذائف الصاروخية وعاد المشفى ليقدّم خدماته للمراجعين بشكل طبيعي.
من جهته، ذكر مصدر عسكري سوري أن قوات الجيش السوري بدأت بالرد على مصادر الإطلاق مستهدفة، عبر سلاحي المدفعية والصواريخ، مواقع وتحركات المجموعات المسلحة في قرى وبلدات اللطامنة وكفرزيتا وجبل شحشبو على كامل المحور الشمالي والشمالي الغربي لمدينة حماة من المنطقة منزوعة السلاح.
وإلى جانب هيئة تحرير الشام جبهة النصرة ، تنتشر في ريف حماة الشمالي فصائل عدة مبايعة للهيئة، أبرزها «جيش العزة» الذي يسيطر على قرى وبلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين والزكاة والأربعين، والذي يضم في صفوفه مقاتلين من الصين والشيشان وأوزبكستان ينتشرون شمال غربي سورية، وخاصة في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب والمناطق المحيطة به.
وإلى جانب هؤلاء، تشارك بالسيطرة على المنطقة تنظيمات أخرى كـ «حراس الدين» ذي الغالبية الأردنية في قيادته، والحزب الإسلامي التركستاني الصيني ، و»أنصار التوحيد» المبايع لـ داعش، وفصائل أخرى من جنسيات عدة.
وفي السياق، قضت وحدات من الجيش السوري على أكثر من 8 إرهابيين ودمرت لهم آلية ونقاطاً محصنة في عمليات مركزة على تجمعاتهم في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي وذلك رداً على خرقهم المتكرر لاتفاق منطقة خفض التصعيد.
وذكر مصدر أن وحدات من الجيش نفذت رمايات بسلاح المدفعية وصليات صاروخية مكثفة طالت مجموعات إرهابية من تنظيمي جبهة النصرة و»الحزب التركستاني» في محيط معرت حرمة وحرش عابدين والقصابية والهبيط وكفروما ومدينة كفرنبل في منطقة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.
وبين المصدر أن المجموعات الإرهابية كانت تحاول الوصول إلى نقاط محصنة متقدمة لها باتجاه ريف حماة الشمالي لتستهدف منها المناطق الآمنة ونقاط الجيش التي تحميها، لافتاً إلى أن الرمايات النارية أدت إلى القضاء على أكثر من 5 إرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أوكار وأسلحة ومرابض إطلاق قذائف صاروخية.