ترامب يصنف الحرس الثوري «إرهابياً» وبومبيو يعلن إدخال القرار حيّز التنفيذ بعد أسبوع
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن «الولايات المتحدة ستدرج الحرس الثوري الإيراني على قائمتها للمنظمات الإرهابية في سابقة هي الأولى لتصنيف واشنطن قوة حكومية أجنبية إرهابية».
وقال ترامب، في بيان صدر عنه أمس، ونشره البيت الأبيض: «أعلن اليوم رسمياً عن نية الإدارة الأميركية إدراج الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، بما في ذلك فيلق القدس للمهام الخاصة التابع له، على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وذلك بالتوافق مع المادة 219 لقانون الهجرة والمواطنة».
وأضاف ترامب أن «هذه الخطوة غير المسبوقة التي تم اتخاذها بقيادة وزارة الخارجية، تعترف بالحقيقة المتمثلة في أن إيران دولة ممولة للإرهاب»، واتهم في البيان الحرس الثوري بـ«المشاركة في الأنشطة الإرهابية وتمويلها وتمريرها بشكل نشط كأداة لسياسة السلطات الإيرانية».
وشدّد الرئيس الأميركي على أن «الحرس الثوري الإسلامي الإيراني يمثل الأداة الأساسية للحكومة الإيرانية لإدارة وتنفيذ حملة الإرهاب العالمية».
وأوضح ترامب أن «إدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب الأميركية سيكون السابقة الأولى لتصنيف الولايات المتحدة جزءاً من حكومة أخرى تنظيماً إرهابياً أجنبياً».
واعتبر ترامب أن «هذا الأمر يشدّد على الحقيقة التي تكمن في أن تصرفات إيران تختلف جذرياً عن تصرفات الحكومات الأخرى»، مبيناً أن «هذا الإجراء سيوسع بشكل ملموس حجم ونطاق الضغوط الأميركية على النظام الإيراني، مما يبرز بوضوح مخاطر العمل مع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني أو دعمه».
وقال الرئيس الأميركي: «من يقوم بأعمال مع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني فإنه يموّل الإرهاب».
وختم بالقول: «هذا الإجراء يوجه رسالة واضحة لطهران مفادها أن دعمها للإرهاب يحمل تداعيات وخيمة. إننا سنواصل زيادة الضغوط المالية وزيادة خسائر النظام الإيراني لدعمه الأنشطة الإرهابية حتى تخليه عن تصرفاته التخريبية والخارجة عن القانون».
وتتبع إدارة الرئيس الأميركي الحالي نهجاً شديداً تجاه السلطات الإيرانية بالمقارنة مع سلفه، باراك أوباما، واتخذت الإدارة مجموعة واسعة من الخطوات ضد طهران خاصة الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض حزم كبيرة من العقوبات عليها.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بأنها «أكبر داعم دولي للإرهاب في المنطقة وأبرز طرف مزعزع للاستقرار فيها»، معتبرة أنها «تتدخل بشكل مستمر في شؤون الدول الأخرى» لا سيما عبر أنشطة الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له.
وفي وقت سابق أدرجت السلطات الأميركية شخصيات وكيانات اعتبرتها مرتبطة بالحرس الثوري في قائمتها للإرهاب.
من جانبه، أوضح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن «تصنيف الحرس الثوري الإيراني تنظيماً إرهابياً سيدخل حيّز التنفيذ بعد أسبوع».
وشدد بومبيو على أن «اتخاذ هذه الخطوة سيزيد من مخاطر القيام بأعمال تجارية مع إيران»، فيما تعهد بأن الولايات المتحدة «ستواصل الحملة لممارسة أقصى الضغوط على النظام الإيراني».
يأتي ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الإثنين أن الولايات المتحدة صنّفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، لتكون تلك المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسمياً قوة عسكرية في بلد آخر جماعة إرهابية.
وقال ترامب إن أميركا ستواصل زيادة الضغط المالي على إيران لدعمها الأنشطة الإرهابية.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إنها على أتم الاستعداد لتنفيذ قرار ترامب، ووزير الخارجية مايك بومبيو إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية. وأوضحت أنها اتخذت إجراءات وقائية لضمان سلامة القوات الأميركية.
وقال بومبيو «إن تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية يسري خلال أسبوع»، مضيفاً أن «الحرس الثوري حصل على مليار دولار من مدينة طهران من عقود حصل عليها».
وأوضح بومبيو «تصنيفنا اليوم يوضح أن النظام الإيراني لا يدعم الإرهاب فقط بل ينخرط فيه»، مشيراً إلى أن «إيران تدعم الجماعات الإرهابية وهذا التصنيف يضع ضغوطاً غير مسبوقة على إيران وأشخاص مثل قاسم سليماني».
تابع بومبيو أن «الحرس الثوري سينضم إلى قائمة من منظمات إرهابية مماثلة مثل حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي».
وزعم أن الحرس الثوري «شارك في أعمال إرهابية ومنذ إنشائه هدف إلى نشر الثورة الإيرانية بكل الطرق».
وعن نيّة إيران اعتبار الجيش الأميركي إرهابياً قال بومبيو إن «أي هجوم على أميركا يجب التفكير ملياً به قبل الإقدام عليه».
واعتبر أن على إيران «أن تحقق الأهداف الـ12 التي أعلناها سابقاً، وأن على الشركات والمؤسسات في العالم مسؤولية بعدم الارتباط بإيران».
وشدد بومبيو «أوضحت للقيادة اللبنانية أن أميركا لن تتسامح مع الصعود المستمر لحزب الله».
من جهته، أكد منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية، ناثان سيلس، أن «تصنيف الحرس الثوري الإيراني إرهابياً لا يحظر اتصالات الدبلوماسيين معه».
وقال سيلس، رداً على سؤال مناسب: «هذه الإجراءات لن تشمل دبلوماسيتنا».
وعلى صعيد النفط الإيراني، تستند واشنطن في مساعيها إلى قدرة السوق العالمية على تلبية حاجاته من دون الاستعانة بالنفط الإيراني.
كما أنها ترد على أسئلة الدول المعترضة بأنها «ستسمح لطهران بشراء الغذاء مقابل النفط، لكنها لن تسمح لها بأن تبيع نفطها مقابل المال»، باعتبار أن المستهدف الحقيقي من هذه السياسة هو الدعم الإيراني لمن تصفهم واشنطن بـ«وكلاء إيران» في الشرق الأوسط، فضلاً عن الذراع القوية لإيران والمتمثلة في الحرس الثوري.
ولتمرير العقوبات وإدراج الحرس ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، تصاعدت حدة الدعاية في الداخل الأميركي بالإعلان أن الحرس الثوري الإيراني مسؤول عن مقتل 608 جنود أميركيين في العراق وحده ما بين العامين 2003 و2011 أي ما يشكّل نسبته 17 في المئة من مجمل القتلى الأميركيين في ذلك البلد.
وبحسب النشرة الاستخبارية لدورية «جاينس»، فإن «التحوّل الأميركي من تقليص صادرات النفط إلى تقليص الكتلة النقدية، من شأنه تحقيق تأثير اكبر في الداخل الإيراني»، خاصة أن النفط لا يزال العنوان الأبرز في مصادر الدخل الإيراني، على الرغم من الدعوات المتكررة للمرشد الأعلى في السنوات العشرين الأخيرة لتطوير مصادر بديلة وتطوير قطاعات إنتاجية أخرى.
لكن من غير الواضح ما إذا كانت الاستراتيجية الأميركية تلحظ قدرات إيران على تصدير نفطها عبر أساليب «غير منظورة».
كما أن الخطوة الأميركية لا توضح السياسة المتبّعة ازاء تركيا، الصين والهند الدول الأكثر استيراداً للنفط الإيراني. وهي دول لا تزال ضمن دائرة «الإعفاءات» الأميركية من العقوبات المفروضة على إيران.
وتأمل واشنطن أن يؤدي انخفاض واردات النفط إلى ازدياد الاحتجاجات الشعبية، على مستوى موظفي الدولة، انطلاقاً من فكرة أنه من الصعب ردع الاحتجاجات حين تصدر من داخل مؤسسات النظام.
وبالرغم من أن العقوبات والحصار الأميركي لإيران يبدو غير قابل للوقوف عند حد، فإن هناك أصواتاً أميركية تتعالى انطلاقاً من خلفيات أمنية وعسكرية تحذر من الدخول في مواجهة مباشرة مع الحرس الثوري عبر تصنيفه إرهابياً، وتعتبر أن من شأن هذه الخطوة تعريض القوات الأميركية في الشرق الأوسط للخطر.