زاخاروفا: إرهابيو «النصرة» مستمرّون باعتداءاتهم على المدنيين والمواقع العسكرية
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة يواصلون استفزازاتهم واعتداءاتهم على المدنيين ومواقع الجيش السوري في محافظتي ادلب وحماة.
ونقل عن زاخاروفا قولها في إحاطة إعلامية أمس، «هذه الهجمات التي تتم في منطقة خفض التصعيد في إدلب أسفرت عن العديد من الضحايا بين المدنيين والعسكريين».
وتنتشر في ريفي حماة وإدلب المتجاورين مجموعات إرهابية تتبع في معظمها لتنظيم جبهة النصرة أبرزها ما يُسمّى «جيش العزة» و»الحزب التركستاني» تضمّ في صفوفها أعداداً كبيرة من المرتزقة الأجانب وتعتدي بشكل متكرّر على المناطق الآمنة والمواقع العسكرية بريف حماة الشمالي.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد وجود خلافات مع الإدارة الأميركية بشأن التعامل مع العديد من القضايا والأزمات ولا سيما الأزمة في سورية، مشيراً في الوقت ذاته إلى إمكانية العمل معاً في بعض المسائل.
وقال بوتين خلال مشاركته في أعمال المنتدى الدولي «أركتيكا.. منطقة للحوار» أول أمس في بطرسبورغ «بغض النظر على سبيل المثال عن الطريقة التي نتعامل بها بشكل مختلف مع حل الأزمة في سورية إلا أنه لا يزال لدينا تعاون هناك كما لدينا قضايا مشتركة في القطب الشمالي حيث للولايات المتحدة مصالح كثيرة هناك ولدينا العديد من المشكلات المرتبطة بتغيّر المناخ».
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن مخيم الهول للنازحين السوريين الواقع في منطقة خاضعة للأميركيين في سورية يمر بأوضاع إنسانية كارثية حيث يموت فيه يومياً من 10 إلى 20 شخصاً.
وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سورية والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء فيكتور كوبتشيشين، في بيان صحافي صدر عنه مساء الأربعاء: «يشهد مخيم الهول الواقع في منطقة تسيطر عليها الولايات المتحدة، حسب معلومات من نازحة تمكنت من الخروج منه، أوضاعاً إنسانية كارثية. ويلقى حتفهم في المخيم يومياً من 10 إلى 20 شخصاً، بينهم أطفال».
وأضاف كوبتشيشين: «وخلال الأسبوع الماضي توفي هناك بسبب نقص الأدوية والأغذية وسوء الظروف المعيشية غير الإنسانية 7 أطفال».
وشدّد مدير مركز حميميم على أن العدد العام للأطفال الذين لقوا مصرعهم في مخيم الهول، الواقع في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، بسبب الكارثة الإنسانية هناك ارتفع إلى 235 شخصاً.
ودعا كوبتشيشين المنظمات الدولية إلى اتخاذ إجراءات لمساعدة الناس في المخيم، الذي أصبح واحداً من أكبر المخيمات في شرق الفرات بل في سورية كلها، والتخفيف من معاناتهم.
إلـــى ذلــك، دعـــا رئيــس الوزراء السوري، عمــاد خميس، إلى الإسراع بفتــح منفـــذ القائم البوكــمال البري مع العراق، واصــفاً العلاقــات بين البلديــن بأنــها «أخوية وتاريخــية».
وجاء ذلك خلال لقاء خميس، مع وزير التجارة العراقي محمد هاشم العاني، على هامش اجتماعات الدورة التاسعة للجنة العراقية السورية المشتركة التي عقدت في العاصمة السورية دمشق.
ونقل بيان لوزارة التجارة العراقية عن خميس قوله إن «العلاقات بين العراق وسورية أخوية وتاريخية تملؤها المحبة والتواصل على جميع المستويات، وأنهما خرجا منتصرين في الحرب على الإرهاب وقدّما تضحيات كبيرة من الدماء في سبيل التصدّي للإرهاب وهزيمته».
وأكد «أهمية تفعيل العلاقات مع العراق في جميع المجالات، بالإضافة إلى تفعيل الاتفاقيات الثنائية التي تمخّضت عن اجتماعات اللجنة العراقية السورية المشتركة»، مشيراً إلى «ضرورة العمل على الإسراع بفتح منفذ القائم البوكمال، لما للعراق من دور محوري على مستوى المنطقة والعالم لما يمتلكه من اقتصاد وموارد تجعل منه لاعباً اقتصادياً مهماً».
من جانبه أكد وزير التجارة العراقي، على أن «سياسة العراق الجديدة مبنية على الانفتاح على الجميع ودون تمايز، وأن ما حصل من اتفاقيات ومذكرات تفاهــم مع كل من الســعودية والأردن وإيــران وقطر يأتي في إطار البرنامج الحكومي الذي أعلنه السيد رئيس الوزراء».
وكان وزير التجارة العراقي محمد هاشم العاني قد ترأس في وقت ســابق، اليوم، الجانب العراقي في اجتماعات الدورة التاسعة للجنة العراقية السورية في العاصمة دمشق.
واتفقت اللجنة العراقية السورية على توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية والتجارية وفتح معبر القائم البوكمال الحدودي بين البلدين.
ميدانياً، أعلنت مبعوثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، نجاة رشدي، في مؤتمر صحافي، أمس، أن الأمم المتحدة دعت الأطراف في سورية إلى الامتناع عن العمليات العسكرية في إدلب، والتي يمكن أن تهدّد حياة الآلاف.
وقالت: «نشعر بقلق عميق إزاء العديد من التقارير التي تلقيناها في الأيام الأخيرة حول استئناف الأعمال العسكرية، والتي أدت إلى هجرة أو انتقال السكان في إدلب».
ووفقاً لها، تعتقد الأمم المتحدة أنه بسبب استئناف القتال في منطقة إدلب، اضطر 1600 شخص إلى مغادرة منازلهم في شباط/ فبراير الماضي، بينما قتل 190 شخصاً.
وأشارت رشدي إلى أن «أي هجوم عسكري واسع النطاق في شمال غرب سورية سيهدد حياة الآلاف من الناس وسيؤثر على عدد كبير من السكان، مما سيعقد عمل المنظمات الإنسانية».
يذكر أنه في أعقاب المحادثات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في سوتشي في 17 أيلول/سبتمبر الماضي، وقَع وزيرا الدفاع في البلدين مذكرة حول استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب. واتفق البلدان على إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول خط الفصل بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بعمق 15 إلى 20 كيلومترًا مع انسحاب المسلحين المتطرفين، ثم يتم سحب الأسلحة الثقيلة من هذه المنطقة، وبشكل خاص جميع الدبابات، وأنظمة إطلاق الصواريخ، والمدفعية من جميع فصائل المعارضة.
وفي السياق، وفي إطار ردّها على خروق التنظيمات الإرهابية المتكرّرة لاتفاق منطقة خفض التصعيد نفذت وحدات من الجيش السوري رمايات نارية طالت محاور تسلل ونقاط تحصُّن مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة بريف حماة الشمالي وكبّدتهم خسائر بالأفراد والعتاد.
وذكر مصدر أن وحدات من الجيش نفّذت بعد ظهر أمس رمايات مركزة بالأسلحة المناسبة طالت تجمّعات ومحاور تحرك مجموعات إرهابية من «جبهة النصرة» على أطراف بلدة مورك بريف حماة الشمالي. وبين أن الرمايات قضت على عدد من الإرهابيين ودمّرت أوكاراً وأسلحة لهم.