عروس الجنوب
سعيد معلاوي
منذ 34 عاماً، صبيةٌ في السّادسة عشرة من عمرها، اسمها سناء، أخذت قرارها بأن تقدّم أغلى ما عندها من أجل قضية تساوي وجودنا جميعاً.
بسيارة ممتلئة بأكثر من 500 كلغ من المواد شديدة الإنفجار، قادتها بنفسها، اتجهت سناء إلى معبر باتر ما بين منطقتي الشوف وجزين، حيث كانت هناك قوة من الاحتلال اليهودي، وكان الاستهداف لرتل من آليات الاحتلال وجنوده، رصد انطلاقته من تومات نيحا بإتجاه جنوب لبنان عبر معبر باتر.
قطع جنود الاحتلال الطريق ليمرّ الرتل، ركنت سناء السيارة إلى جانب الطريق، تقدّمت من الضابط اليهودي اعتراضاً على قطع الطريق، لتشتّت أنظار القوة المعادية عن السيارة وحمولتها، ونجحت، وما أن وصل الرتل المؤلف من عشرات الآليات سارعت سناء إلى السيارة وفجّرتها مما أدى إلى تدمير واحتراق العديد من المدّرعات والعربات الأخرى ومصرع عشرات الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح.
وأعلن الحزب السّوري القومي الإجتماعي مسؤوليته عن هذه العملية الإستشهادية التي نفذتها عروس الجنوب سناء محيدلي، وعمّم تسجيلاً بالصّوت والصّورة تعلن فيه سناء عن تنفيذ العملية. ما شكل صدمة إضافية لقيادة العدو اليهودي.
بعمليتها البطولية التي أعقبت عملية الاستشهادي وجدي الصايغ، بدأ عهد الإستشهاديين، وتصاعدت عمليات المقاومة على امتداد المنطقة الجنوبية المحتلة من هضاب جبل الشيخ شرقاً حتى شاطئ البحر الأبيض المتوسط غرباً مروراً بحاصبيّا ومرجعيون ويحمر وبنت جبيل وغيرها من القرى والبلدات التي صمدت وواجهت العدو الصهيوني وقدّمت أغلى ما عندها حتى وصلنا إلى التحرير في عام 2000.
عشرات السّاحات والشّوارع والمؤسّسات في كيانات الأمّة السّورية تحمل اسم الاستشهاديّة سناء محيدلي، لأنّ سناء وكلّ الشهداء غيّروا وجه التّاريخ.