17 نيسان يوم الجلاء.. جلجلة سوريّة سرمديّة أبهى مجداً لا تتوقف

أعراس الغوطة جمالاً وغلالاً في ربيعها الأول بعد التحرير: استرجاع الخيرات وأيادي البركة

مع حلول الذكرى السنوية الأولى لتحرير الغوطة الشرقية جالت «سانا» بين قراها، تسأل وتستطلع وتقبس من ضوء وجوه أهلها الدفء والرضا وتصوّر ما يدهش العين والروح..

زبدين

بين مروج القمح اليانعة الشديدة الاخضرار يتنقل المزارع أحمد قويدر 52 عاماً حاملاً بمجرفته ليفتح مسارب للمياه تتدفق من ساقية تمتدّ بخط مستقيم على محاذاة أرضه والطريق المعبدة في بلدة زبدين في الغوطة الشرقية.

لا يستطيع أحمد أن يجزم بكمية القمح الذي سيجنيها من أرضه الممتدة على مساحة 30 دونماً في حقول زبدين وهو محق بقوله «علينا أن ننتظر موسم الحصاد»، لكنه لم يستطع أن يداري سعادته بعد أن تمكن من زراعة قطعة يملكها في مزارع زبدين لأول مرة منذ سبع سنوات، ويقول: «بعد أن تحرّرت الغوطة من الإرهاب بفضل الجيش السوري رجعنا وزرعنا الأرض قمحاً والسنة الموسم يبشر بالخير».

ويضيف «في سنوات ما قبل الحرب كنا نزرع خضاراً من بندورة وباذنجان وفليفلة، لكن في السنة القادمة عزمنا أن نشجرها بالمشمش». يتابع ضاحكاً «نحن أبو المشمش وقمر الدين».

يقطع أحمد 11 كم من بلدته عربين شمال الغوطة الشرقية حيث يقيم مع أسرته إلى أرض تملكها العائلة في زبدين جنوب الغوطة الشرقية يقول: «الأراضي في عربين مساحتها صغيرة أما في زبدين فحقول واسعة». ويضيف «آتي من عربين إلى زبدين أفلح وأزرع وأعود يومياً».

ويرى قويدر أن الغوطة مع استباب الأمن رجعت لأهل الشام وسورية كلها، داعياً كل من ترك الغوطة للعودة «لنزرعها ونعمرها من جديد».

وبخجل وطيبة طافحة على وجهه يعتذر المزارع قويدر الأب لستة أولاد قائلا «لا تؤاخذوني كنت أود تقديم ضيافة حالياً لا يوجد شيء يؤكل بالأرض المشوار الثاني أهلاً وسهلاً».

بالا

يعتلي الحداد حمدي عبيد سلماً حديدياً مواصلاً طرقات مطرقته كاسراً هدوء قرية بالا لتثبيت باب خارجي «غلق» لمحل تجاري يقول إنه سيكون مركز أدوية ومبيدات زراعية للعناية بالأشجار يديره مهندس زراعي. يتوقف حمدي عن العمل ويتحدث قائلاً: »الطلبات على عمل الحدادة تتزايد تدريجياً، تصنيع أغلاق محال وأبواب وشبابيك وشرفات وتركيب أسقف حديد مستعارة وقرميد، كل البلدات تشهد أعمالاً وأشغالاً». ويضيف معلقا «عندما يمر بالصدفة شخص ويراني أصلح أو أركب باباً يتشجّع ويطلب إذا كان بإمكاني إصلاح بيته أو محله».

دير العصافير

يملأ أبو مازن صندوقاً معدنياً كبيراً يرتفع على قوائم حديديّة بأنواع طازجة من الفواكه والخضار يضعها أمام مدخل محله في بلدة دير العصافير معيداً عمله السابق عندما كان «خضرجي» قبل سبع سنوات.

خلال الأزمة ترك أبو مازن منزله وقريته دير العصافير ما بين القنيطرة ودمشق أمضى وأسرته سنوات التهجير وما أن أنهى الجيش عملياته ضد الإرهابيين حتى سارع إلى سلوك طريق العودة. يقول «قريتنا تنعم ببساتينها ومياهها الحلوة وأرضها الغنية وناسها الطيبين». ويضيف وهو يرتب حبات البرتقال «رجعنا لمصلحتنا، نعتز بجيشنا حامينا وبهمة الجميع ستعود قريتنا كما كانت بلد الخير».

بيت نايم

على إحدى العبارات في قرية بيت نايم يقف سامي يوسف ممسكاً بيد طفله الصغير متأملاً تدفق المياه التي تحولت نهراً جارفاً. ويوضح سامي الذي يعمل في معمل لتصنيع البلوك أن هذه المياه قادمة من نهر بردى تشكل نهراً ينتهي في بحيرة العتيبة على أطراف الغوطة على بعد 45 كيلو متراً من القرية.

ويعلق سامي الذي يعمل بالفلاحة أيضاً ككل أبناء القرية «المياه وفيرة هذه السنة لا نعرف أين نذهب بها يوجد أراضٍ نمشي فيها على الماء».

ويشرح لنا أنهم إضافة إلى بساتين الأشجار المثمرة من مشمش ودراق وإجاص وخوخ وجنارك وغيرها يزرعون كل أصناف الخضراوات». وبكرم إبن القرية يقول بجدية «عندما يطلع الباذنجان أنتم مدعوون على أكلة مقالي ومؤونة المكدوسة من أرضنا».

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى