مسلخ الكرنتينا!
وكأنه كتب على الكرنتينا أن تكون منطقة المسالخ. جملة استوقفتنا في تعليق على «فايسبوك» لا يمكن أيّ شخصٍ تجاهلها أو المضيّ من دون التعليق عليها أو إثارة ما يتعلّق بها. فالكرنتينا كانت قبلاً منطقة للحجر الصحّي يدخل إليها المصابون بأمراض مستعصية ويُعزلون عن البشر هناك. وفي ما بعد، كانت منطقة المجلس الحربي لحزب «القوات اللبنانية»، وهناك ارتُكبت فيها أبشع المجازر وأكثرها إجراماً. ففي 18 كانون الثاني عام 1976 وقعت في منطقة الكرنتينا مجزرة راح ضحيتها حوالى 1000 فلسطيني ولبناني، على إثر هجوم قامت به ميليشيات الكتائب «نمور الأحرار» و«حرّاس الأرز» على منطقة الكرنتينا ـ المسلخ.
فضيحة المسلخ اليوم أعادت إلى ذهن اللبنانيّ ما حصل في تلك الفترة من مجازر ومن أمور منفّرة لا يمكن لها أن تغيب عن أذهان مَن عاصرها. وهنا بعض الردود على هذا التعليق.
من قتل بالأمس!
لا تزال عملية القدس تأخذ صداها حتى اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي. فما زال البعض يرفضون مبدأ القتل، خصوصاً داخل معبد دينيّ. في حين أنّ آخرين لا يرون مبرّراً إنسانياً للدفاع عن القَتَلة. ومنهم من شرح فعلياً هوية القتلة في المعبد الدينيّ أو الكنيس اليهودي، مبرّراً أن قتل هؤلاء واجب. فالذين قتلوا هم من حركة «شاس» المتطرّفة، ومن لا يعرف من هي حركة «شاس» نقدّم له قليلاً من المعلومات عنها. فهي حركة جديدة ظهرت في السبعينات، وهي حركة دينية سياسية استطاعت إيجاد مكان هام لها على الساحة الحزبية والسياسية في «إسرائيل»، وذلك لا يعود إلى جمعها بين الدين والدولة فحسب، بل لأنها طرحت نفسها كممثل لليهود الشرقيين، وبهذا تكون الحركة قد أعطت نفسها حق الاقتراب من مركز صنع القرار في «إسرائيل». ولطالما دعا منظّمو هذه الحركة طرد الفلسطينيين من القدس الشرقية وتشريدهم وعائلاتهم، ولطالما شجّعت على اغتصاب الأرض وقتل الأطفال وتشريد النساء. لذا، لا تعتبر هذه الحركة دينية فحسب، إنما هي حركة سياسية تدخل في صميم الحياة السياسية «الإسرائيلية»، ومن هنا تسقط عن هؤلاء صفة المدنيين. لذا، وجب توقّف الدفاع عن هؤلاء بصفة الإنسانية.