جبق: للكشف المبكر عبر المعرفة والمراقبة وتعزيز ثقافة الوعي لدى المواطنين
شارك وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق في ندوة علمية بعنوان «التشخيص والتدخل المبكر لاضطراب طيف التوحد»، وذلك لمناسبة «اليوم العالمي للتوعية على اضطراب طيف التوحد»، وعُقِدت الندوة بالشراكة مع «مؤسسة الهادي» للإعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل، واللجنة التنسيقية للتوحد، وحضرها مدير «مؤسسة الهادي» اسماعيل الزين، مدير دائرة العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزف الحلو، مدير مكتب وزير الصحة العامة حسن عمار، ومستشاره الإعلامي محمد المهدي عياد، ومستشاره القانوني حسين محيدلي، وممثلون عن نقابات الأطباء ودور الحضانة والاتحادات والمؤسسات المعنية بشؤون ذوي التوحد والمهن المعنية بالشأن الصحي والاجتماعي والتربوي.
وعلى هامش الندوة جال جبق على معرض رسومات تلاميذ «مؤسسة الهادي» الذين يعانون التوحد.
ولفت جبق في كلمته إلى «أهمية تعزيز المعرفة حول التوحد وما يتعلق به لجهة الإصابة والكشف المبكر»، وقال: «يمكن اختصار تعريف المرض بأنه مرض الاضطراب النفسي الذي يؤثر على قدرة الاتصال والتواصل للطفل مع المحيط.
وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإنّ طفلاً واحداً مصاباً من بين كلّ 160 طفلاً، أما آخر الإحصاءات عام 2017 فيشير إلى ارتفاع النسبة إلى واحد على ستين طفلاً، وهي جدّ مرتفعة. وبحسب الأمم المتحدة فإنّ نحو 70 مليون شخص من مختلف الفئات العمرية مصابون بالتوحد في العالم، ومعدّل انتشار اضطرابات طيف التوحد يزداد باضطراد. ومن أبرز صعوبات المرض عدم اكتشافه مبكراً لغياب الملامح والعوارض. لذلك تقع المسؤولية على الأهل لمراقبة العوارض مبكراً والقيام بالكشف المبكر».
وشدّد على جملة أمور أساسية تهدف إلى تعزيز الوقاية وتخفيف حدة الإصابة، وهي:
ـ الدور الأساسي للأهل في مراقبة الطفل وما يظهره من عوارض بما يؤدّي إلى الكشف المبكر، إضافة إلى الفحص السريري الذي يقوم به طبيب الطفل حيث من المفترض أن يحدّد الطبيب عوارض التوحد بسهولة مع تجاوز الطفل أشهره الأولى.
ـ دور طبيب الأطفال ثم الطبيب المختص لتقدير حجم ودرجة خطورة الاضطرابات في المهارات الاجتماعية واللغوية والسلوك.
دور ومسؤولية وزارة الصحة التي تقوم عبر دوائرها بتعزيز الوقاية والتوعية والعلاج، وتتلخص مهمّتها بتقديم خدمات استشفائية لهؤلاء الأطفال 100 بشكل مباشر أو بالتعاون المؤسسات المتعاقدة معها.
مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية في التصدّي وتبني معالجة الحالات وتأهيلها ودمجها بالمجتمع.
مسؤولية وزارة التربية التي يقع على عاتقها دور أساسي لا بد من القيام به».
أضاف: «أنّ هذه الأدوار لن تؤدّي المطلوب منها إلا بتحقيق التالي:
أولاً: تعزيز ثقافة الوعي لدى المواطنين.
ثانياً: المراقبة والمواجهة المبكرة للحدّ من تأثيره على الأطفال وتفاقمه».
وتابع: «أصبح في مقدورنا التصدّي لهذا المرض عبر العديد من المراكز المتخصّصة في لبنان والتي يتعاقد معظمها مع كلّ من وزارة الصحة العامة ووزارة الشؤون الاجتماعية التي ساهمت في دعم الأطفال الذين يعانون من هذا المرض. وهناك العديد من العلاجات يمكن اختصارها:
العلاج السلوكي Behavioral Therapy وعلاج أمراض النطق واللغة.
العلاج التربوي التعليمي العلاج الدوائي».
«الأطفال المصابون بقصور الكلى…»
هذا وكان جبق قد استقبل في وقت سابق وفداً من جمعية الطفل المصاب بقصور الكلى برئاسة البروفسور شبل موراني، وضمّ الوفد عدداً من الأطفال المصابين بقصور الكلى والذين يمثلون حالات خاصة نظراً لحاجتهم إلى زرع قلب أو كبد مع الكلية، فضلاً عن ضرورة حصولهم على أدوية غالية الثمن تؤهّلهم للخضوع لعمليات زرع ناجحة.
وعرضت الجمعية «للمشاكل التي تعترض علاج الأطفال المصابين بقصور الكلى بشكل عام، لا سيما الذين يحتاجون إلى مواكبة حثيثة وعمليات معقدة.
ووعد الوزير جبق بمساعدة هؤلاء الأطفال في فحوصات ما قبل الزرع ودعم فحوصات ما بعد الزرع، ونوّه بشكل خاص بما قام به العدد الأكبر من الأهالي لجهة التبرّع بأعضائهم لأولادهم، مشدّداً «على أهمية تعزيز ثقافة التبرّع بالأعضاء في مجتمعنا».
من جهة ثانية، دعت الجمعية وزير الصحة إلى حضور المؤتمر التثقيفي العالمي لأمراض الكلى الذي تنظمه في شهر حزيران المقبل.