الخليفة عمر والصبيّ
يكتبها الياس عشي
نحن الذين سمحنا للطغاة أن يعبثوا بنا، وأن يتعالوا علينا، وأن يعموا بصائرنا، فتجاهلنا فسادهم الذي صار، في ما بعد، علامة فارقة في الحياة السياسية، وفي الإعلام، وحتى في حياتنا اليومية. بل كنّا دائماً على استعداد كي نفسح الطريق ليعبروا إلى نزوات السلطة التي، إن استشرت، لا ترحم أحداً وقد استشرت.
لم نقف في وجههم كما فعل صبيّ الثامنة مع الخليفة عمر:
يروى أنّ الخليفة عمرَ لقي في طريقه بعض الصبية يلعبون، فلما رأوه هربوا من أمامه باستثناء صبيّ في الثامنة.
سأله الخليفة: لماذا لم تهرب كما فعل رفقاؤك؟
فأجابه الصبي: لم أرتكب ذنباً فأخاف منك، وليست الطريق ضيقة فأفسح لك منها!