«القوات» ووزير الدفاع
ـ قد يبدو الأمر للبعض مألوفاً لأنه صار عادة أن تخرج القوات اللبنانية للردّ على كلّ تصريح يدلي به مسؤول لبناني يقول لـ «إسرائيل» أنّ لبنان ليس مكسر عصاها، وأنّ في لبنان من سيلقنها دروساً لن تنساها، وأنّ زمن اللعب والعبث في لبنان ذكريات عليها أن تنساها، وأنّ من كانت تراهن عليهم قد ولى زمانهم.
ـ كأنّ القوات تشعر أنها مطالبة بالدفاع عن حال الذعر من «إسرائيل» وتعويض عجز «إسرائيل» عن العدوان بحرب نفسية على من يحاول تجسيد معادلات الردع التي تمنح لبنان قوة وتجعله موضع ألف حساب.
ـ لماذا تتطوّع القوات لمحاولة ترهيب كلّ مسؤول رسمي يواجه العنجهية «الإسرائيلية»؟
ـ إذا أخذنا الأمور بعيداً عن لغة الإتهام بأنّ القوات تلبّي ما يريده حلفاؤها فتحقق رغبات أميركية وسعودية تريد للبنان أن يبقى تحت حال الذعر من «إسرائيل»، فيصير موقف القوات التطوّعي تعبيراً عن عقدة ذنب تتصل بالماضي تريد القول إنّ التملص من الأنياب «الإسرائيلية» ليس بالبساطة التي تصوّرونها، وعندما وقعنا بين هذه الأنياب كنا نفعل ما يجب فعله فهل يستوجب دفاع القوات عن الماضي تحويل الحاضر والمستقبل إلى رهائن؟
ـ كلام وزير الدفاع الياس بو صعب سهل جداً، وهو يقول كلاماً تعترف به قيادة العدو وخبراؤه لجهة قوة لبنان بتكامل شعبه وجيشه ومقاومته، والبيان الوزاري شرّع حق لبنان بمقاومة الإحتلال، فلماذا تغضب القوات وتتطوّع للردّ بينما «إسرائيل» لا تملك القدرة على الردّ؟
التعليق السياسي