هو الربيع قد جاء
بصريح العبارة وبدون تحريف جاء الربيع هذا العام مختلفاً عن أي ربيع سبقه بالقدوم منذ سنين.
بالخضرة بالزهر وشقائق النعمان غطى كل مساحات التضاريس في السهول والمرتفعات ولونها بأبهج ألوان الحياة فأعاد لأعيننا بسمتها.
نعم، فالابتسام ليس حكراً على الشفاه عندما يكون مقدراً من السماء ليعيد للنفس إحساسها بالجمال بالكمال بقدرة خالق الأكوان في زرع الفرح في كل مكان وبأوان محسوب باقتدار.
الربيع حولنا رغم منغّصات الحياة بصخبها وعسرها إذ لم نعد نلتقي بيسرها من سنوات.
ربيع حقيقي بعيد عن الاستعارة والكناية وأصول قواعد لغة الضاد والمفروض أنها تجمع أكثر من أربعمئة مليون نسمة دون استثناء.
«ما علينا» هذا والله استطراد.
أخذني إليه عمل الربيع إذ يقرب المسافة بين الأرض والسماء ويجعل العطر عابقاً في جميع الأجواء فيه تعود الطيور المهاجرة إلى أعشاشها وأوطانها بعد المعاناة في الغربة وطول الفراق وتنشر الشمس أشعتها على استحياء مطلة من بين غيوم السماء وما بين السحب الحنونة البيضاء بصفاء ترسل رذاذها الناعم ليزيد الجو بهجة وألفة.
آه لو كان للأشجار لسان لنطقت شاكرة فصلاً تتبدل فيه الأغصان اليابسة بالبراعم الخضراء وأزرار الورد الصغيرة يغطيها الندى لتغفو في أحضانه بأمان وتتفتح بعدها ناشرة عطرها في كل مكان.
ليتنا نعيش هذا الربيع كما شاء الرحمن متناسين منغصات الحضارة وكيد الأعداء وطمع الحساد موقنين أنه فصل الجمال فصل الفراشات الملونة فصل الحب وبداية الأشياء الجميلة رغم تعثرنا بالمطبات.
رشا المارديني