اختتام فعاليات «مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة» والإعلان عن ولادة وجوه سينمائية شابّة واعدة

دمشق – آمنة ملحم

اختتم «مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة» بدورته السادسة فعالياته في دار الأوبرا في دمشق، معلناً ولادة وجوه سينمائية شبابية جديدة واعدة لن يكون القادم من أيامها كما السابق، فالجوائز التي نالوها تشرّع الأبواب أمامهم للتقدّم خطوة على الأقل باتجاه تقديم أفلام سينمائية احترافية تحمل الشغف بفن الصورة والحياة والضوء.

بحضور رسمي وعربي وزّعت لجان تحكيم أفلام سينما الشباب والأفلام العربية القصيرة الجوائز على الفائزين، حيث وجّه مدير مؤسسة السينما مراد شاهين مباركاته خلال الحفل لكل الشباب بهذه الإبداعات. ونوّه بأن الخطأ التقني الذي حصل مع أول أيام المهرجان استوجب استنفاراً كاملاً من فريق العمل الذي واصل اليوم الأول والثاني لتفادي الخطأ، وهذا ما حصل بالفعل شاكراً وزارة الثقافة وكل من ساهم بنجاح المهرجان.

وفي بيان للجنة تحكيم أفلام سينما الشباب لفت المخرج ورئيس اللجنة نجدة أنزور إلى أن هذا المهرجان لامس أهم قضايا الوطن وهي قضية الشباب، لأنهم يمتلكون الطاقة الأعظم الشباب المبدع الخلاق حيث أطلق هذا المهرجان لهم العنان لإظهار مواهبهم الدفينة بالتنافس الإيجابي.

وتابع أنزور: إن المؤسسة حين طوّرت المهرجان استهدفت طاقة الشباب، واذا بنا أمام طاقتين هائلتين وهما قضية المرأة وقضية الشباب، فعندما تكون الصبايا في مقدّمة الشباب المبدع نكون قد لامسنا أهم قضيتين اجتماعيتين في آن معاً، لكون تفعيل هاتين الطاقتين يشكل الهمّ الأكبر ليس فقط لوطننا لأنهما أهم معايير التقدم الاجتماعي والمساهمة بالفعل الإنساني العالي، وفي ضوء قلّة الإمكانات وضغط الوقت تكون مجرد المشاركة قيمة كبرى بحدّ ذاتها فكيف اذا تمكّنت هذه الطاقات من خلال إمكانيات متواضعة إظهار مواهبها في القدرة على التكثيف والاختزال في نقل الفكرة بلغة سينمائية واعدة، يتمثل فيها إيقاع العمل بإدارة صحيحة للممثل وإظهار طاقاته، مع استخدام سلس لكلّ عناصر السينما من صوت وموسيقى وإضاءة وحركة كاميرا بديعة مع سيناريو منسجم ومبدع. وهذه هي المعايير التي اعتمدتها لجنة التحكيم في تقييم الأعمال.

وختم أنزور: إن عدم الفوز لا يعني الفشل، بل هو دافع لتكرار التجربة والإصرار على النجاح، كما يتوجّب على الفائز أن يثبت أحقيته بالجائزة وأنها ليست سوى البداية.

كما نوّه المخرج جود سعيد رئيس لجنة تحكيم الأفلام الاحترافية القصيرة بضرورة تواجد مخرجي الأفلام القصيرة المشاركين في المهرجان خلال السنوات المقبلة كي يتمكّنوا من مناقشة أفلامهم مع الجمهور. وهذه غاية المهرجان وكي يتسلموا جوائزهم بأنفسهم.

وضمن نتائج مسابقة أفلام الشباب كانت الجائزة الذهبية من نصيب «الوجه الأول، أمي» للمخرجة رباب مرهج، الجائزة الفضية فيلم «خرزة زرقاء» للمخرج عبد اللطيف كنعان، والجائزة البرونزية كانت لفيلم «الحرامي» إخراج فراس محمد. جائزة أفضل إخراج ذهبت لفيلم «هدوء» للمخرجة لبنى بدوي. وحظي فيلم «100 ليرة» بجائزتين وهما جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الجمهور للمخرجين أريج دوارة ونور خير الأنام، وجائزة أفضل سيناريو لفيلم «إعادة إقلاع» للمخرجة رشا ملحم. كما كان هنالك تنويهاً من لجنة التحكيم بفيلم «غياب» للمخرج حسام المغربي.

وتوزّعت جوائز مسابقة الفيلم العربي للفيلم التونسي «آية» جائزة أفضل فيلم للمخرجة مفيدة فضيلة، أما جائزة أفضل إخراج فكانت من نصيب الفيلم الجزائري «صفحة بيضا» إخراج محمد نجيب العمراوي، وجائزة أفضل سيناريو ذهبت لفيلم «المنحوس» للكاتب والمخرج درصاف الحسني من تونس. أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فذهبت مناصفة لفيلمي «ستارة» للمخرجة سارة مزهر من لبنان و»خلل» للمخرج السدير مسعود من سورية.

وعلى خلفيّة المهرجان أعربت رباب مرهج عن سعادتها الكبيرة التي تعجز عن وصفها بنيلها الجائزة الذهبية، منوّهة بأن الفيلم كان مغامرة لكونه يعكس تجربة ذاتية وحاولت من خلالها توجيه رسالة بأن سورية أمنا التي لم ولن تركع.

وعرجت مرهج على أهمية دبلوم العلوم السينمائية الذي صقل أدواتها لا سيما أنه بإشراف أساتذه محترفين، كاشفة عن التحضير لفيلم وثائقي عن الجيش العربي السوري كمشروع مقبل لها.

هذا وقدّم المهرجان على مدار ستة أيام متواصلة عروضاً لما يزيد عن السبعين فيلماً عربياً من ست دول هي: مصر، العراق، المغرب، تونس، الجزائر، لبنان وسورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى