نصرالله: الألوية «الإسرائيلية» التي تدخل لبنان ستُدمّر أمام العالم خطر «داعش» على لبنان لم ينته وأميركا والسعودية مسؤولتان
أوضح الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله أنّ هدف التهويل الدائم بالحرب «الإسرائيلية» على لبنان هو الضغط على الدولة اللبنانية للخضوع وتقديم التنازلات لأميركا، مؤكداً أنّ الفرق والألوية «الإسرائيلية» التي ستفكّر في الدخول إلى جنوب لبنان ستُدمّر أمام شاشات التلفزة العالمية.
ونبّه إلى أنّ خطر تنظيم «داعش» الإرهابي على لبنان لم ينته ويجب أن يُعالج مشيراً إلى أنّ أميركا والسعودية مسؤولتان بالدرجة الأولى.
كلام السيد نصرالله جاء في كلمته خلال إحياء الذكرى السنوية الثالثة للشهيد مصطفى بدر الدين ذوالفقار ، في «ثانوية الإمام المهدي» بالضاحية الجنوبية لبيروت. واستهل السيّد نصرالله كلمته بالقول «إنّ الكثير من الشهداء لم يتمّ تقديمهم إلى الناس إلاّ بعد استشهادهم لأسباب لها علاقة بحياتهم وبعمل المقاومة وعند تقديمهم يجب الاستفادة من الدروس والعبر في حياتهم».
وأشار إلى أنّ بدر الدين «كان من المجاهدين الأوائل في المقاومة، ومن صفاته التديّن والذكاء وحمل همّ شعبه وبلده وأمّته وروح المسؤولية من البداية». وقال «كان ذو الفقار من الشباب الذين يحملون همّ فلسطين المحتلة وكيف أنّ ثروات أمّتنا تُنهب من الأميركيين وكيف أنّ شعوبنا ومن بينها الشعب اللبناني تحمّل الإهمال والفقر».
كما لفت إلى «أنّ هؤلاء الشباب من أمثال السيد ذوالفقار كانوا يرون الهيمنة الأميركية والاسرائيلية ويتربّون على تحمّل مسؤولية العمل والنشاط»، مشيراً إلى أنّ «في لبنان اليوم يُعتبر حمل همّ أمتك أو وطنك أو مقدسات الأمة أمراً مستغرباً أو مداناً لدى البعض أو يرقى إلى الخيانة الوطنية».
وأضاف «البعض في لبنان يريدك أن تحمل فقط همّ حزبك أو منطقتك أو طائفتك دون غيرك رغم أننا مشتركون في الحرمان والبطالة، ويعيّبون عليك التدخل في شؤون الطوائف الأخرى، وميزة المقاومة والسيد ذوالفقار واخوانه انهم يرفضون هذه الثقافة «.
تهويل على لبنان
ولفت السيد نصر الله إلى أنه «يوجد جو تهويل دائم بالحرب الإسرائيلية على لبنان، وهذا ليس مجرد كلام إعلامي أو سياسي أو مجرد حرب نفسية بالهواء، وإنما له هدف يتمثل بالضغط على الدولة اللبنانية للخضوع وتقديم التنازلات».
واشار إلى «أنّ أميركا تسعى إلى الحصول على تنازلات لبنانية بموضوع الحدود البرية والبحرية ومزارع شبعا لصالح العدو الإسرائيلي، وأيضاً الحصول على تنازلات بنقاط قوة لبنان وبينها المقاومة وصواريخها».
وقال «أيها اللبنانيون لا تسمحوا لأحد أن يهوّل عليكم ولا يمارس حرباً نفسية، أنتم لستم ضعفاء ولبنان قوي بجيشه وشعبه ومقاومته، لبنان يملك قوة كبيرة جداً وهي قوة حقيقية وجادة».
وقال السيد نصر الله «الخبراء في كيان العدو يتحدثون عن نقاط الضعف الكثيرة في جيش العدو وكذلك في لبنان هناك الكثير من نقاط القوة ولا يمكن للعدو أن يمسّ بقدرة وجهوزية المقاومة في لبنان».
وإذ لفت إلى أنّ المقاومة لديها القدرة على الدخول إلى الجليل، سأل «إسرائيل هذه العاجزة عن الدخول إلى غزة هل هي قادرة على الدخول إلى الجنوب؟» مجدّداً «باسم المقاومة الإسلامية، أنّ الفرق والألوية الإسرائيلية التي ستفكّر في الدخول إلى جنوب لبنان ستُدمّر وتُحطّم وأمام شاشات التلفزة العالمية».
مسؤولية المقاومة تحرير المزارع
وعن مزارع شبعا قال السيد نصر الله «منذ العام 2000 قلنا عن موضوع الأرض اللبنانية في شبعا أو غيرها، أنّ الدولة هي التي تحدّد إذا كانت لبنانية أو غيرها، والمقاومة تلتزم بذلك وتعتبر أنّ من مسؤوليتها تحريرها»، أضاف «القرى السبع لم تقل الدولة إنها لبنانية وكذلك في ما يتعلق بالعديد من النقاط في القرى الأمامية عند ترسيم الحدود، على الرغم من قناعاتنا بلبنانيتها إلاّ أن الأمر متروك لما تقرره الدولة اللبنانية».
وتابع «إن مزارع شبعا ومنذ العام 2000 يتم تأكيد لبنانيتها في كل البيانات الوزارية وحتى اليوم ونحن نلتزم بذلك، أمّا من يغيّر برأيه حول هذا الأمر فهذا لن يقدّم ولن يؤخّر شيئاً وإنما هذا كلام بالهواء».
واعتبر أنه «يوماً بعد يوم تتأكد صوابية قرارنا بالذهاب إلى سورية حيث استشهد السيد ذوالفقار، وكلما سقطت الأقنعة وظهرت الوثائق والاعترافات، نحن نزداد ثقة أنّ ما قمنا به كان في زمانه ومكانه الصحيح».
تهديد «داعش» للمنطقة مستمرّ
وتطرق السيد نصرالله إلى تنظيم «داعش» ودوره فقال «لا يجوز لشعوب المنطقة أن تنسى من هو داعش وما هو فكره وما صنعه ومن دعمه وكيف يصدر هذا الفكر من السعودية إلى العالم بطلب أميركي». وأضاف «البعض لا يفعل أيّ شيء ضدّ إسرائيل بينما يسأل سورية عن المقاومة في الجولان، يكفي سورية أنها لم تستسلم ودعمت المقاومين».
ولفت إلى أنّ «داعش» حقّق إنجازات لأميركا و»إسرائيل» وأوجد شلاّلات من الدم بين شعوب المنطقة وبنى جدراناً من الحقد والبغضاء، وما زال يمثّل تهديداً لشعوب المنطقة، خلافة داعش المزعومة انتهت والجيش العسكري انتهى لكن داعش الفكر والقيادة والخلايا الانتحارية لا تزال موجودة وسيتمّ تفعليها في سورية والعراق»، مشيراً إلى «أنّ ما يجري من تعاون عسكري عراقي سوري على الحدود هو واجب وضروري وأكيد».
ولفت إلى «أنّ الخطر لم ينته عن لبنان، حققنا انتصارات كبيرة على داعش وأخواته لكن يجب نتعامل انّ التهديد قائم ويجب أن يُعالج» مشيراً «إننا يجب ألا ننسى من المسؤول… أميركا والسعودية بالدرجة الأولى مسؤولتان».
وعن السياسة الأميركية والسعودية قال «إنّ الإصرار الأميركي السعودي على استمرار الحرب على اليمن لا يجوز السكوت عنه، وكذلك الإعدامات التي حصلت في السعودية بينما المحاكمات صورية وسريّة، الجميع يسكت عن كلّ هذه الجرائم فقط لأنّ المال يحكم المصالح بدون وجود لقيم وقانون ومؤسسات دولية».
وأشار إلى أنّ «كلّ ما يجري في المنطقة هو في خدمة إسرائيل واميركا»، واعتبر «أنّ على أهل السودان والجزائر التنبّه لكلّ ما يجري ولما يخطط لهم».
إذلال أميركي للسعودية
وتطرق إلى «الإذلال الذي تمارسه الإدارة الأميركية و الرئيس الأميركي دونالد ترامب للنظام السعودي»، فأكد أنه «رغم كلّ ما يفعلونه لخدمة أميركا، يخرج ترامب ويهينهم ويشتمهم، متسائلاً ألهذه الدرجة الإذلال والانسحاق؟» وإذ أشار إلى ما قاله ترامب عن الحصول على 450 مليار دولار من السعوديين سأل «هل الأموال التي تدفع لترامب هي ملك لآل سعود؟ هذا ملك عام للشعب السعودي وللأمة والمسلمين، بأيّ حق تدفع هذه الأموال لترامب؟».
المطلوب تقشّف وإصلاح
وتناول السيد نصر الله الموضوع المالي اللبناني فقال « في ما يتعلق بالموازنة نفضّل أن لا نعبّر عن آرائنا بوسائل الإعلام ويمكن النقاش في مجلس الوزراء، إذا قمنا بتسجيل النقاط على بعضنا في الإعلام لن نحقق المطلوب بالإصلاح ومنع الانهيار».
أضاف «الكثير مما نشر في وسائل الإعلام غير موجود في مشروع الموازنة على طاولة مجلس الوزراء وهذا يجب أن يخفّف بعض المخاوف»، مؤكداً «أنّ المطلوب تقشّف وإصلاح اقتصادي وأيضاً يجب على المصارف أن تتحمّل مسؤولية، لكن السؤال للمصارف، إذا أنتم لم تتعاونوا في الوضع القائم ماذا ستحصّلون إذا حصل الانهيار؟
وشدّد على «أنّ على المصارف المبادرة للمشاركة بالحلّ بخصوص خدمة الدين وتخفيض الفائدة وهذا أقلّ الواجب الوطني والأخلاقي والمصلحي وإذا لم تبادر المصارف فعلى الحكومة ومجلس النواب أن يتحملّوا مسؤولية في هذا الإطار».