موسكو: دفعُ واشنطن قادة «قسد» تنظيم ملتقى للعشائر السورية يهدف لتقويض منصة أستانة
اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالسعي لضمان وجودها في سورية عبر الاستفادة من التشكيلات الكردية الانفصالية، معتبرة أن محاولتها تنظيم ملتقى للعشائر السورية تهدف لتقويض منصة أستانة.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان أصدرته أمس: «تتبع الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفائها أسلوباً ممنهجاً نحو تحقيق حل للأزمة السورية، يهدف استثنائياً إلى ضمان وجود طويل الأمد لها في سورية، ويجري من أجل ذلك إشراك جزء من التشكيلات المسلحة الكردية المتميزة بميولها الانفصالية، والتي لعبت في وقت ما دوراً معيناً في محاربة داعش والآن تسعى بدعم الولايات المتحدة إلى إقامة كيان على غرار دولة بالجانب الشرقي من نهر الفرات».
وأضافت الوزارة: «حاول بعض القادة الأكراد المعينين، يوم 3 مايو، في ناحية عين عيسى، وبدعم من المشرفين الغربيين، تنظيم مؤتمر العشائر السورية، وبعد الفشل في تحقيق تمثيل عربي واسع، اضطر منظمو المؤتمر الزائف إلى خفض صفته لدرجة ملتقى».
وشدّدت الخارجية الروسية على أن «واشنطن خصصت مبالغ مالية كبيرة لرشو النواب، علماً يرفض معظم زعماء العشائر العربية شرقي الفرات فكرة إجراء هذا المؤتمر»، مبينة أنه «من المعروف أن المنظمين لم يترددوا في تجنيد المشاركين من مخيمات النازحين، بينها مخيم الهول المعروف بأوضاعه المحزنة، حيث يقيم فيه أسرى معذبون بالمجاعة ومستعدون لكل شيء من أجل إنقاذ حياتهم. كما تم اللجوء أيضاً إلى الابتزاز وحتى أساليب تشمل استخدام القوة».
وأشارت الوزارة إلى أن «من الواضح أن هذه الفعالية تهدف إلى تقسيم البلاد وتنتهك بشكل سافر المبادئ التي تؤكدها الأمم المتحدة والخاصة بالحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسيادة دولتها، بما في ذلك تلك التي ينص عليها القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي».
وعدت الوزارة أن هذا الملتقى «يؤدي إلى دورة جديدة من توتر الأوضاع، ويدمر الأساس الهش الذي يتيح تحقيق توافق وطني في الدولة السورية متعدّدة القوميات»، مشددة على أن «هذه العملية وبلا شك، تهدف إلى تقويض جهود المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الضامنة لمنصة أستانة والخاصة بحل الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن».
وكانت ما يسمّى بـ «قوات سورية الديمقراطية» أعربت عن رفضها أسلوب «المصالحات» الذي تتبعه الحكومة السورية لتسوية الأوضاع في المناطق المحررة من قبضة المسلحين، مؤكدة استعدادها للحوار مع دمشق.
وقال مسؤول لـ «قوات سورية الديمقراطية»، مظلوم عبيدي، أمس خلال ملتقى العشائر السورية الذي نظمه «مجلس سورية الديمقراطية» في ناحية عين عيسى: «قواتنا تؤمن بوحدة الأراضي السورية وتكافح في سبيل وحدتها، ونؤمن بالحوار السوري – السوري لحل مشاكل كل المنطقة، ولكن نؤكد أيضاً أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال العودة إلى فترة ما قبل 2011».
وأضاف عبيدي: «ونؤكد أنه لا يمكن حل المشاكل الموجودة في المنطقة عن طريق المصالحات أو بأساليب أخرى. نحن مستعدون للحوار مع الحكومة السورية والحكومة المركزية من أجل الوصول إلى حل للأزمة».
وفي السياق، دعا زعيم قبيلة البوجابر في سورية الشيخ فايق عايد الضيف شيوخ ووجهاء وأبناء الرقة والجزيرة السورية للالتفاف حول الجيش السوري والرئيس بشار الأسد لدحر الاحتلال وإحباط المؤامرات الهادفة لفصل مناطق شرق الفرات عن سورية.
وطالب الشيخ الضيف شيوخ ووجهاء وأبناء الرقة والجزيرة السورية بعدم حضور أي اجتماعات تدعو إليها «الميليشيات الكردية» ومن ورائها قوات التحالف الأميركي محذراً من مؤامرات خبيثة تهدف لفصل الجزيرة عن سورية.
وقال الشيخ الضيف في «بيان باسم قبيلة البوجابر في الجمهورية العربية السورية ممثلة بي أنا الشيخ فايق عايد الضيف وباسم أسود المقاومة الشعبية في الرقة» محذراً السوريين في الجزيرة السورية وفي الرقة وشيوخ العشائر، من أن «ما يحضَّر ويحاك ويدبر لبلادنا ولجزيرتنا السورية ولوادي الفرات لهو أمر جلل، وما يدعونا إليه الغرب والأميركان وأذنابهم بالمنطقة، الأحزاب الكردية وقسد وغيرهم، لعقد مؤتمرات ولقاءات وتجمعات هي مؤامرات العار والذل، فهم يريدون جعلكم شهود زور على أمر باطل، ويريدون فصل القلب عن الجسد وتقسيم الوطن».
وختم الشيخ الضيف بيانه بالتأكيد على أن «النصر قادم وتحرير كل شبر من سورية هو الهدف القريب والقريب جداً بعزيمة الجيش السوري وأسود المقاومة الشعبية الرديفة».
كما أكد ملتقى العشائر العربية في جرمز في محافظة الحسكة وقوفه صفاً واحداً خلف الجيش السوري في حربه على الإرهاب ورفضه كل المخططات المشبوهة للنيل من سورية ووحدة أراضيها.
وأشار الملتقى في بيان إلى أن العشائر العربية في جرمز تقف في خندق واحد مع الجيش في حربه على الإرهاب وداعميه.
وجاء في بيان العشائر المجتمعة بالملتقى: «نرفض رفضاً قاطعاً مخططات الانفصال والتقسيم التي يروّج لها أعوان المحتل الأميركي حيث كنا وما زلنا مع وحدة سورية أرضاً وشعباً ونقف صفاً واحداً خلف الجيش السوري الذي يسطر أروع الملاحم ويدحر الإرهاب وداعميه»، مضيفة: «أننا نفدي الوطن بأرواحنا ونقدّم كل شيء من أجل عزته ورفعته كي تبقى رايته عالية خفاقة».
ودعا البيان «أبناء العشائر الذين انخرطوا في الصف الآخر ويقودهم المحتل الأميركي الى العودة لحضن الوطن والالتحاق بصفوف الجيش السوري والانخراط مع أبناء العشائر العربية في المقاومة الشعبية لطرد أي غازٍ أو محتل لأرضنا الطاهرة وعلى رأسهم الأميركي والتركي وكل معتدٍ وتحرير الجولان المحتل ولواء اسكندرون وكل شبر من أرضنا الطاهرة».
وختم البيان بتأكيد عشائر الملتقى على أن «كل من يشارك في أي ملتقى أو منتدى تحت أي راية أخرى غير علم الجمهورية السورية هو خائن وعميل».
إلى ذلك، حذّر الاتحاد الأوروبي من مغبة التصعيد في محافظة إدلب السورية وريف حماة الشمالي جراء تكثيف الغارات الجوية هناك، داعياً روسيا وتركيا لتنفيذ التزاماتها بشأن منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وجاء في بيان صدر، أمس، عن المتحدث الرسمي باسم الهيئة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، أن «الأطراف الضامنة لأستانا تعهّدت، بموجب اتفاق سوتشي في سبتمبر الماضي، بالإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب». وتابع البيان: «هذا الاتفاق يجب احترامه، لأن التصعيد العسكري في إدلب يعرّض حياة أكثر من ثلاثة ملايين مدني في المنطقة للخطر، وهو سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وسيزيد من خطورة مواصلة زعزعة الاستقرار في سورية وفي المنطقة».
ميدانياً، يستمر الطيران الحربي السوري – الروسي المشترك بتدمير «بنك أهداف» أعدّ مسبقاً يتضمن مراكز ثقل التنظيمات الإرهابية في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
ونقل عن مصدر ميداني قوله: إن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك نفذ خلال 48 ساعة ماضية عشرات الغارات على مواقع الفصائل الإرهابية المسلحة المنتشرة في المنطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي وصولاً إلى ريف إدلب. وأضاف المصدر أن هذه الغارات المكثفة والمركزة تمكنت من تدمير مقار ومستودعات ذخيرة وأسلحة عدة تابعة للمجموعات الإرهابية المسلحة المنتشرة في ريفي حماة وإدلب.
وأوضح المصدر: «نحن نتعامل مع بنك أهداف أعدّ مسبقاً بعد استطلاع واسع للمنطقة تم من خلاله تحديد أهم مراكز ثقل المجموعات المسلحة الإرهابية، حيث تركّزت هذه الغارات على قرى وبلدات اللطامنة وكفرزيتا وكفرنبودة ومحيط قلعة المضيق وصولاً إلى محاور الحويز والحويجة وجسر بيت الراس في سهل الغاب».
وأكد المصدر أنّه تم استهداف خطوط إمداد المسلحين الخلفية المقبلة من ريف إدلب الجنوبي والغربي لمنع وصول أية تعزيزات للمسلحين الذين يتحصنون بريف حماة.
وكان الجيش العربي السوري، بدأ منذ الاثنين الماضي، بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهات القتال في ريف حماة الشمالي، ونقل عن مصدر عسكري سوري تأكيده أن الجيش السوري لن يبقى في موضع الردّ على استفزازات المسلحين واعتداءاتهم وأن عملية تطهير المنطقة منزوعة السلاح كمرحلة أولى باتت ضرورة لا يمكن تأجيلها.
وكان قائد ميداني في الجيش السوري أكد مطلع الشهر الحالي أن قوات الجيش تستعدّ لإطلاق عملية عسكرية خلال أيام قليلة، من شأنها تحرير ريف حماة الشمالي من الفصائل الإرهابية المسلحة كمرحلة أولى، بعد أن استكملت القوات انتشارها على طول الجبهة.