مقبل: لاتخاذ خطوات عملية داعمة بعيداً من المزايدات قهوجي للعسكريين: بدمائكم أحبطتم حلم إقامة إمارة ظلامية
اعتبر وزير الدفاع سمير مقبل «أنّ ما نشهده من وقفة وموقف موحّد للبنانيين للتصدي للإرهابيين والتكفيريين، ينبغي أن يشكل جامعاً مشتركاً يدفع الفرقاء إلى الجلوس معاً إلى طاولة حوار، لاتخاذ خطوات عملية داعمة للجيش»، لافتاً إلى «أنّ الجيش بمحاربته الإرهاب لا يدافع عن لبنان فحسب، إنما يدافع أيضاً عن الدول التي وعت مدى خطورة هذا الإرهاب».
وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، من جهته، أنّ الحرب ضدّ الإرهاب مستمرة، لافتاً إلى أنّ القيادة ستواصل بذل أقصى الجهود ولن تدخر وسيلة، في سبيل تحرير العسكريين المخطوفين لدى هذا الإرهاب. ورأى قهوجي أنّ وحدة العسكريين وإيمانهم برسالتهم والتفاف اللبنانيين حولهم، أثبتت ألا مستحيل أمام الجيش.
وزار مقبل أمس، قائد الجيش في مكتبه في اليرزة. وتناول البحث الأوضاع الأمنية في البلاد، ومهمّات المؤسسة العسكرية واحتياجاتها المختلفة. ونوّه، في بيان، «بحماة الاستقلال المدافعين عن أرض الوطن». وقال: «شهد العالم بكفاءة وجدارة وعزم هذا الجيش الذي حقق، رغم افتقاره إلى العدة والعتاد اللازم، انتصارات باهرة حمت البلاد وحفظت السلم الأهلي، فجاءت ثمرة نجاحاته تأييداً عارماً من كافة الفرقاء لما حققه ولما ينتظر أن يحققه، وبات الجميع على قناعة راسخة بأنّ الجيش هو خشبة الخلاص».
وأضاف مقبل: «إنّ ما نشهده من وقفة وموقف موحّد للبنانيين في التصدي للإرهابيين والتكفيريين ينبغي أن يشكل جامعاً مشتركاً يدفع الفرقاء إلى الجلوس معاً إلى طاولة حوار، لاتخاذ خطوات عملية داعمة للجيش بعيداً من المزايدات الكلامية أو التشكيك في إنجازاته ليتمكن من المجابهة والصمود، كما عليهم إيجاد الحلول الملائمة لتأمين الاستحقاقات الانتخابية سواء الرئاسية أو النيابية لتأمين حسن سير عمل الإدارات الرسمية وتأمين الخدمات المطلوبة للمواطنين».
وفي مجال محاربة الإرهاب، توجه مقبل بالشكر «إلى جميع الدول التي ساهمت وتساهم بمساعدات عسكرية للجيش اللبناني وباقي الأجهزة الأمنية من عدة وعتاد وتدريب، كما نحيي قوات الأمم المتحدة التي تتعاون مع الجيش في الجنوب والدور الذي تقوم به»، معتبراً «أنّ الجيش بمحاربته الإرهاب لا يدافع عن لبنان وحسب، إنما يدافع أيضاً عن الدول التي وعت مدى خطورة هذا الإرهاب».
وختم مقبل: «في هذه الذكرى وفي ظلّ الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا، لنا ملء الثقة بوطنية اللبنانيين وإدراكهم لمعنى الاستقلال الحقيقي، وامتثالهم برجالات الاستقلال الأوائل. إنّ لبنان بفضل جيشه وشعبه الواعي سيتخطى المحن والصعوبات وسينتصر وسيسلم».
أمر اليوم
ووجه قائد الجيش أمر اليوم إلى العسكريين، فقال:»أيها العسكريون، للمرة الثانية على التوالي، يفرض علينا الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، إلغاء احتفال وطني عزيز على قلوب أبناء الوطن جميعاً، ففي الأول من آب اعتذرنا للبنانيين عن عدم إجراء احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرجين، واليوم ألغينا إقامة العرض المركزي لمناسبة عيد الاستقلال، آملين أن تشهد البلاد انتخاباً لرئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن، ما يسهم بكل تأكيد، في انتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة الوطنية إلى مسارها الطبيعي». وأضاف: «تطلّ ذكرى الاستقلال، ولبنان مهدّد بكيانه في أخطر مخطط إرهابي تشهده المنطقة جمعاء. فبالأمس القريب، أنتم من أفشل هذا المخطط بدماء رفاقكم الشهداء والجرحى الأبطال، وأنتم من أحبط حلم إقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر، والتي لو حصلت، لأدت إلى أحداث مذهبية مدمّرة تشمل لبنان بأسره، ولدخلنا في دوامة حرب أهلية أخطر ممّا يتصوره البعض، فكان تصدّيكم للتنظيمات الإرهابية وعزلكم لها في منطقة عرسال، ثم إنهاء وجودها الشاذ في مدينة طرابلس ومحيطها بسرعة قياسية، محط تقدير اللبنانيين وإعجاب دول العالم».
وأكد قهوجي «أنّ الحرب ضدّ هذه التنظيمات مستمرة، فلا هوادة ولا استكانة في قتال الإرهابيين، حتى اقتلاع جذورهم من لبنان»، لافتاً إلى «أنّ القيادة ستواصل بذل أقصى الجهود ولن تدخر وسيلة، في سبيل تحرير رفاقكم المخطوفين لدى هذا الإرهاب، وعودتهم إلى مؤسستهم وعائلاتهم».
وتابع قهوجي: «أيها العسكريون، في موازاة مواجهتكم البطولية للإرهاب، كونوا على أتمّ الاستعداد لمواجهة العدو الإسرائيلي الذي يعمل على استغلال الظروف الإقليمية للإمعان في خروقاته واعتداءاته، واحرصوا على التزام القرار 1701 ومندرجاته بالتنسيق والتعاون مع القوات الدولية، وحماية المياه الإقليمية من محاولة هذا العدو استحداث منطقة بحرية عازلة، وواظبوا على حماية مسيرة السلم الأهلي في البلاد».
وأشار إلى «أنّ الأخطار التي تحدق بالوطن ترتب عليكم أعباء جساماً، يواكبها سهر القيادة على تطوير قدراتكم وتوفير احتياجاتكم من السلاح والعتاد، لا سيما من خلال الهبات العسكرية التي قدمتها دول شقيقة وصديقة. وهذه الأخطار والتحديات تتطلب منكم المزيد من اليقظة والجهوزية والتمسك بالثوابت الوطنية».
وختم قهوجي: «بوحدتكم وإيمانكم برسالتكم والتفاف اللبنانيين حولكم، أثبتّم ألا مستحيل أمام الجيش. وفي الذكرى الحادية والسبعين للاستقلال، يتطلع الشعب إليكم، سياجاً للوطن ورمزاً لسيادته واستقلاله، وحماة لعيشه المشترك، الذي يمثل جوهر وثيقة الوفاق الوطني. فلبوا نداء شعبكم في كلّ حين، وكونوا له كما عهدكم دائما، نبض أمله، وجسر عبوره إلى رحاب الأمان والاستقرار».
أكاليل باسم الجمهورية اللبنانية
وفي مناسبة عيد الاستقلال، وضع عدد من الوزراء والنواب أكاليل الزهر على أضرحة رجالات الاستقلال، وقد استبدل برنامج وضع الأكاليل هذا العام بممثّل واحد وإكليل واحد باسم «الجمهورية اللبنانية»، بدلاً من ثلاثة ممثلين عن الرؤساء الثلاثة وثلاثة أكاليل، بسبب الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية.
وقام قائد الجيش العماد جان قهوجي، يرافقه رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان وعدد من كبار ضباط أجهزة القيادة، بوضع إكليل من الزهر على نصب شهداء الجيش في وزارة الدفاع الوطني، تقديراً لتضحياتهم الكبيرة في الحفاظ على وحدة الوطن واستقلاله.