كيدوا كيدكم…
عمر عبد القادر غندور
بلغت الغطرسة الأميركية ذروتها بتحريك أقوى حاملات طائراتها «ابراهيم لينكولن» مصحوبة بأربع طائرات استراتيجية قاذفة B.52، ووصول وزير خارجيتها بومبيو فجأة إلى بغداد ليمكث أربع ساعات على حساب زيارة كانت مقرّرة الى ألمانيا ويقابل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ويقول إنّ إيران تواصل تهديداتها للمصالح الأميركية ولحلفائها.
ترى من يهدّد الآخر؟ هل هي إيران التي تتعرّض لحصار دهري ومحاولة شطبها من لائحة الدول المصدّرة للنفط والغاز وفرض عقوبات اقتصادية وحصار مالي ومعاقبة الدول التي تتعامل معها، أم الولايات المتحدة المنسحبة من الاتفاق النووي والتي تهدّدها منذ أكثر من أربعين عاماً؟
منتهى الغطرسة والوقاحة!
الردّ الإيراني لم يتأخر عن زيارة وزير الخارجية الأميركي الخاطفة إلى بغداد، وجاء على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل ظهر أمس الأربعاء، أنّ إيران أوقفت جزءاً من الإجراءات التي اتخذتها في إطار الاتفاق النووي، إلى جانب وقف بيع اليورانيوم المخصّب والماء الثقيل، مؤكداً تمسك بلاده باستئناف تخصيب اليورانيوم الى مستوى مرتفع إذا لم تفِ القوى العالمية بتعهّداتها بمقتضى الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
هذا يعني أنّ التهويل الأميركي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس بجديد، وانّ الدولة الإسلامية التي رفضت الإغراءات الأميركية الغربية الضخمة مقابل التخلي عن سعيها للاستقلال ومعاداة «إسرائيل» والهيمنة الأجنبية، لا تخيفها استعراضات القوة والتهديد بأحدث الأسلحة الفتاكة، وهي ماضية في نهجها التحرري الإلهي تصديقاً لقوله تعالى في كتابه المبين «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ 173 آل عمران»
وبالتزامن مع التهويلات الأميركية أفادت الصحف الأميركية الصادرة أمس عن إحصائية جديدة انّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أدلى بأكثر من عشرة آلاف تصريح خلال 800 يوم من رئاسته أكثرها كاذبة ومضللة.
وربما الرئيس الأميركي ومن هو على نهجه ومن يسير على خطاه، انهم بمواجهة عبّاد لا يهابون إلا الله ولا يرون أكبر منه جلّ جلاله ويقولون لعدوهم «فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ 39 المرسلات»
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي