البعريني: احتمال التفجير قائم في أي لحظة
حاوره محمد حمية
على رغم خروجه من الندوة البرلمانية عام 2005 لا يزال رئيس التجمع العكاري وعضو اللقاء الوطني النائب السابق وجيه البعريني يشكل حالة سياسية وشعبية في عكار، فهو رجل المواقف والمصالحات والسياسي والمقاوم.
دارته في بلدته فنيدق، تجمع المتخاصمين ليخرجوا متصالحين، وآخرها المصالحة التي رعاها بين عائلتي العكاري والدريعي في السابع من الشهر الجاري في وادي الريحان بعكار.
لم يدفعه الانقسام الطائفي والمذهبي إلى تغيير مواقفه السياسية ولا نقل البندقية، بل بقي صامداً في وجه الفتنة، ولعب دوراً مهماً في الحفاظ على الاستقرار في عكار ومحيطها، لم يرضخ للضغوطات ولا للإغراءات منذ عهد الرئيس رفيق الحريري حتى يومنا هذا كما يقول.
البعريني كشف في حوار مشترك مع قناة «توب نيوز» وجريدة «البناء»، وجود خلايا نائمة في طرابلس، مؤكداً أن الجيش يقوم بكل واجباته ولكن عند خلق جو سياسي ودفع أموال فاإن التفجير قائم بأي لحظة.
وإذ تمنى على المسؤولين في الدولة إعادة النظر في سياسة النأي بالنفس على المستويات كافة والتنسيق مع سورية، أكد أنه إذا لم يحصل التعاون بين الجيشين، فالأزمة مستمرة في عرسال وأن لبنان وسورية سيدفعان الثمن. وشدد على ان النظام في سورية افشل كل محاولت اسقاط «سورية العروبة ومحاولات التقسيم».
واعتبر أن حزب الله هو الذي يرى السياسة المناسبة التي تخدم لبنان والمقاومة وحماية ظهرها، متسائلاًً: «في حال انسحب حزب الله من سورية هل ستحل الأزمات في لبنان؟».
استهل البعريني الحوار مؤكداً أن «طرابلس لم تكن في تاريخها إلا رأس المقاومة وهي التي أنجبت عبدالحميد كرامي والكثير من المناضلين والعلماء، ولكن هناك من استغل موجة الفوضى التي حصلت لتشويه سمعتها». وحيا «الحركة الاستباقية التي قام بها الجيش اللبناني الذي صد الإرهابيين مُوقفاً استغلال بعض السياسيين الذين يستنكرون الإرهاب من جهة، ويغطونه من جهة أخرى، في حين أن المواطنين في طرابلس هم الذين دفعوا الثمن الكبير خلال موجات الأحداث التي حصلت، إن كان في جبل محسن أو في طرابلس وكلاهما شعب مناضل ومقاوم».
وعن احتمال تفجير جديد في المدينة والموقف الملتبس لتيار المستقبل خلال الأحداث الأخيرة قال البعريني: «لا يمكن لبعض الأطراف أن تقول عن نفسها إنها معتدلة وهي التي حرضت الناس على الإقتتال، لأن الإعتدال هو من عمل ومنذ عام 2005 على تهدئة الوضع وإبعاد الساحة عن الاقتتال الداخلي، وتيار المستقبل لديه مشروع مرتبط بالخارج وبمن طلب وضع حزب الله على قائمة المنظمات الارهابية».
وقال: «في الأحداث الاخيرة إضطر تيار المستقبل رغماً عنه، ان يرفع الغطاء عن المسلحين ويغطي الجيش لأنه لم يعد له المونة الكاملة على هذه المجموعات، ولا مصلحة لأحد بسيطرة التطرف والإرهاب على المدينة».
ودعا البعريني «كل الطوائف والمذاهب إلى دعم مؤسسات الدولة خصوصاً الجيش في وجه الهجمة التكفيرية والعمل على التهدئة لأن كل اللبنانيين مستهدفون».
ولفت إلى وجود خلايا نائمة في المدينة والجيش يقوم بكل واجباته، ولكن عندما يخلق جو سياسي معين وتدفع الأموال، يبقى قائماً احتمال التفجير في أي لحظة.
ورأى أن تحذير وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من الخطر المقبل على لبنان «يستند إلى معطيات وتقارير أمنية، ونحن الآن في وسط المعركة ولم تتوضح الصورة بعد وما زلنا مرتبطين بما يجري في المحيط، خصوصاً أن الوضع السوري لم يأخذ المنحى السياسي بعد، ولم يتوقف الدعم المالي وإرسال المسلحين من أنحاء العالم إلى سورية، وهذا ما ينعكس على الداخل اللبناني نظراً الى اربتاط معظم الأطراف اللبنانية بالخارج، والفريق السياسي المقاوم يمر بأكثر المراحل خطورة، والوضع في لبنان ينتظر ماذا سيجري في المؤتمر النووي في فيينا وإلى أين ستذهب العلاقات الإيرانية – السعودية. فإذا توصلت هذه القوى الاقليمية والدولية إلى حلول في ما بينها سيكون هناك حلول في لبنان».
وعن ملف العسكريين المخطوفين أوضح البعريني أن «الإرهابيين يستثمرون هذا الملف للضط على الدولة والجيش لتحقيق مكتسبات على حساب العسكريين وأهاليهم، وعلى الدولة أن تفاوض بكرامة وليس التنازل وتحقيق طلبات الإرهابيين، لذلك يجب تحرير العسكريين بأقل خسائر ممكنة على الدولة اللبنانية».
وفي ما يتعلق باحتمال تسلل الإرهابيين إلى قرى شبعا العرقوب عبر البوابة «الاسرائيلية»، شدد على ان «الجيش اللبناني تصدى وسيتصدى لهذه المحاولات والمواطنون في شبعا والعرقوب، المتضامنة، في ما بينهم حول هذا الموضوع، لن يسمحوا بأن تكون هذه المناطق أرضاً صالحة لاستقبال الإرهابيين، وأي خرق يحصل يكون مدعوماً من «اسرائيل» ما يعتبر عدواناً على لبنان واللبنانيين وعلى المقاومة، ويجب التصدي وإقفال كل المنافذ التي يمكن أن يدخل عبرها الإرهابيون إلى تلك المناطق».
وفي سياق متصل رأى البعريني أنه «إذا حصل تنسيق أمني بين الجيشين اللبناني والسوري على أساس المعاهدات بين البلدين فالعديد من المشاكل الأمنية ستحل»، مطالباً المسؤولين في الدولة «بإعادة النظر بسياسة النأي بالنفس على المستويات كافة والتنسيق مع سورية لا سيما أن النظام في سورية صامد منذ أربع سنوات ولا يزال، وأفشل كل محاولت إسقاط سورية العروبة ومحاولات التقسيم وهذا أمر واقع وعلينا التعامل معه ونحيي الجيش العربي السوري الذي صمد ولو انهار الجيش لكنا في أزمة كبيرة في لبنان».
وتعليقاً على كلام وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إن الحكومة اللبنانية مستعدة للتعاون إذا ما كان لدى الحكومة السورية برنامج لإعادة النازحين، دعا البعريني «إلى تشكيل لجنة لبنانية للتواصل مع سورية. وإذا كانوا يرفضون التنسيق مع النظام في سورية ومع الرئيس بشار الأسد فيمكنهم التواصل مع المؤسسات السورية لحل المشاكل الأمنية والاقتصادية وأزمة النازحين». وحذّر من أنه «إذا لم يحصل التعاون بين الجيشين فالأزمة مستمرة في عرسال، ولبنان وسورية سيدفعان الثمن».
وعما إذا كان بقاء حزب الله في سورية يشكل حاجة أمنية دفاعية للبنان، قال: «حزب الله هو الذي يرى السياسة المناسبة التي تخدم لبنان والمقاومة وحماية ظهرها والسيد حسن نصر الله يعرف ذلك، متسائلاًً: «في حال انسحب حزب الله من سورية هل ستحل الأزمات في لبنان؟».
وتابع: «إذا كانوا يطالبون بانسحاب حزب الله وتسليم الجيش اللبناني الحدود اللبنانية – السورية، نسألهم أين أصبح تسليح الجيش؟»، مشيراً إلى أن «الفريق نفسه الذي يطلب من حزب الله الانسحاب من سورية يطلب المفاوضات مع «اسرائيل» لكن المقاومة صامدة ومستمرة».
وطالب البعريني فريق 14 آذار بقبول الهبة الإيرانية، «لاننا لم نر هبة سعودية ولم نعرف كيف ستصرف، وما إذا كانت ستصل أصلاًًً والعمولات التي ستحصل».
وحول الشأن الرئاسي ومبادرة رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون في هذا الشأن قال: «في التسميات أرشح العماد عون وفي التسويات هناك الكثير من الأشخاص الجيدين، ويجب ان نصل الى حل لهذا الموضوع، وترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قطع الطريق على العماد عون لأن الفريق الذي رشح جعجع لا يريده». وأكد أن «لا رئيس في لبنان قبل وضوح ما يحصل في الأزمة السورية لكي يكون الرئيسان السوري واللبناني متجانسين».
ورأى أن «التصعيد السعودي ضد حزب الله كلام يراد منه تكبير القضية وفتح باب التسوية والتفاوض»، معتبراً انه «إذا كان استقرار لبنان يهم السعودية فيجب أن تكون سياستها حكيمة ومسؤولة، أما إذا كانت المطالبة بوضع حزب الله على لائحة الإرهاب، ورقة للتفجير فهذا يعني اننا دخلنا مرحلة خطرة ونرفض هذه السياسة من قبل السعودية».
ولفت البعريني إلى أن «عودة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي مستورا إلى الساحة السورية هو اعتراف بالنظام».
وأضاف: «إيران فاوضت العالم بأجمله لتنال حقوقها ولا تعمل للأسلحة المدمرة بل للعلم والتقدم والتطور، وهذا ما سينعكس إيجاباً على الأمة».
يبث هذا الحوار كاملاً على قناة «توب نيوز» عند الساعة الخامسة من مساء اليوم ويعاد بثه عند الحادية عشرة ليلاً على التردد 12036