تونس: انقسام المشهد السياسي مع انطلاق الموسم الانتخابي
مع انطلاق العدّ التنازلي للانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستعرفها تونس نهاية العام الحالي، بدأت ملامح الخريطة السياسية تتضح، لتكشف عن أقطاب حكم تقليدية تبحث عن توسيع قاعدتها الشعبية. ومقابل تلك الأقطاب، تظهر تحالفات ومبادرات حديثة الولادة تطرح نفسها كبديل قادر على تعديل موازين القوى وكسب أصوات الناخبين في رابع استحقاق انتخابي يخوضه التونسيون بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011.
وتحالفات تبحث من خلالها بعض الأحزاب عن موطأ قدم في المشهد السياسي الراهن الذي يغلب عليه قطبا الحكم التقليدي، حركة النهضة الإسلامية وحزب نداء تونس ذو التوجه العلماني.
فمنذ 17 مارس/آذار المنصرم، أعلنت مجموعة قيادات حزبية وشخصيات وطنية عن تشكيل مبادرة سياسية أطلقت عليها تسمية «ائتلاف قادرون»، ضمّت 200 شخصية مؤسسة وجمعت شخصيات تقدمية وبرلمانيين ووزراء سابقين وجمعيات ديمقراطية وأحزاب سياسية من بينها «الحركة الديمقراطية» برئاسة أحمد نجيب الشابي و»حزب المستقبل» بقيادة الطاهر بن حسين.
وتهدف المبادرة وفقاً لمنسقها العام محمود بن رمضان إلى توحيد كل الطاقات الموجودة في القطب الديمقراطي التقدّمي الاجتماعي لخوض تجربة الانتخابات ولتقديم أمل جديد للتونسيين عن طريق الابتعاد عن الأطر الجامدة للأحزاب القائمة على المركزية والخروج بالبلاد من الأزمة الراهنة، في ظل مشهد سياسي يتسم بالفراغ وعدم التوازن.