عون: لبنان لم يعُد يتحمّل التأثيرات السلبيّة للاجئين والنازحين على أرضه

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن لبنان لم يعد يتحمّل التأثيرات السلبية لوجود اللاجئين والنازحين على أرضه، داعياً مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى إقناع الدول الغربية بالقبول بعودة النازحين السوريين إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن.

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله أمس، في قصر بعبدا وفداً من مجلس كنائس الشرق الأوسط برئاسة الأمينة العامة للمجلس ثريا إيلي بشعلاني، ضم ممثلين عن كل من: مصر والأراضي المقدسة والأردن والعراق وسورية ولبنان وقبرص، بالإضافة إلى المانيا وبريطانيا والسويد والدنمارك والنروج والولايات المتحدة الأميركية.

في مستهلّ اللقاء، تحدثت بشعلاني فأوضحت «أن الوفد يضمّ أساقفة وقساوسة ورهباناً وعلمانيين جاؤوا لمؤازرة المجلس في خططه ومشاريعه الهادفة الى رسم سياسات كنسية عامة تؤثر في القرارات المحلية والدولية من أجل نشر القيم الإنسانية وصون كرامة الإنسان وحريته في المنطقة كما في العالم».

وإذ أشارت إلى انعقاد الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط صيف 2020 والتي سيعمل البطاركة والقساوسة وأبناء الكنائس على التفكير خلالها «في مستقبل الحضور المسيحي في المنطقة ورسالتنا وعيشنا مع المسلمين وكل أبناء المنطقة»، تمنت غبلا عون «أن يسهل الأمن العام اللبناني منح تأشيرات الدخول لمن سيأتون من الشرق الأوسط ولا سيما من الأراضي المقدسة وسورية».

وردّ عون مرحّباً بالوفد، ومؤكداً سعيه الدائم لتعزيز الحضور المسيحي في الشرق، مؤيداً بذلك توجه مجلس كنائس الشرق الأوسط في الاتجاه نفسه، وقال «المشكلة لها وجوه عدة في لبنان والدول العربية بسبب صدور قرار من الولايات المتحدة بضم القدس إلى إسرائيل، وإعلان إسرائيل أنها دولة يهودية، ووطن قومي لليهود، وهذا ما نعتبره عنصرية من قبلها، وهي أقدمت على مرّ الوقت على طرد المسيحيين والمسلمين، ما يشكل خطراً كبيراً على السلام».

أضاف «حتى لو أقامت الحكومات سلاماً بين بعضها، يمكن للحرب أن تتجدد بين الشعوب. فالسلام على الورق لا ينفع إذا لم تثق به الشعوب. لقد بنت إسرائيل حائطاً حول القدس وعند الحدود، لأن ذلك باعتقادها يحميها. تاريخياً أنشئت الأسوار حول القدس 6 مرات، وفي كل مرة كانت تسقط».

ولفت عون «إلى أن إسرائيل أعلنت ان اللاجئين الفلسطينيين سيبقون حيث هم الآن. في لبنان هناك نصف مليون لاجئ فلسطيني، إذا بقوا عندنا مع مليون و600 ألف نازح سوري، لا يعود للبنان من وجود، لأن الديموغرافيا الخاصة به تتغيّر بالكامل». واشار «إلى التأثيرات السلبية لهذا الوجود اقتصادياً وأمنياً وتربوياً على لبنان الذي لم يعد باستطاعته تحملها».

وقال للوفد «ما نطلبه منكم هو مساعدة لبنان لإيجاد حل لهذا الملف، عبر إقناع الدول الغربية بالقبول بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن، بعدما بلغت الكثافة السكانية في لبنان نسبة 600 شخص في الكيلومتر المربع. وهذه الكثافة هي عادة للمدن وليست على مستوى بلد بأكمله».

وعن الوجود المسيحي في الشرق، لفت عون إلى أن المسيحيين كانوا في الماضي أقليات في الشرق، لكنهم كانوا يعيشون بسلام، «ومع موجة الإرهاب التي اجتاحت المنطقة باتوا أقلية الأقليات، وهذا أمر تعيس جداً بالنسبة إلينا».

وأطلع رئيس الجمهورية الوفد على سعيه في الأمم المتحدة لإنشاء «أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار» في لبنان، تكون بمثابة مركز عالمي للحوار بين مختلف الأديان والإتنيات والحضارات. وقال «لبنان مؤهل للعب هذا الدور لأن ثقافات العالم بأسره بدأت بالانتشار من المتوسط، ولاحقاً شاركنا في نقل المعرفة من الشرق إلى الغرب عندما كان الشرق متفوّقاً، وبعدها من الغرب إلى الشرق. لبنان ليس مجرد معبر الى الشرق، إنه عقل للشرق وقلب للغرب».

واسقبل عون النائب فؤاد مخزومي ثم النائب السابق إميل رحمة.

وفي قصر بعبدا، رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط مع وفد من اللجنة، أطلعت رئيس الجمهورية على النشاطات المقرّرة في إطار مهرجانات بيت الدين لصيف 2019 التي تبدأ في 18 تموز وتنتهي في 10 آب المقبلين.

ووجّهت جنبلاط الدعوة الى الرئيس عون وعقيلته السيدة ناديا الشامي عون لحضور فعاليات المهرجانات.

واستقبل عون مدير مدرسة الأخوة المريميين «الشانفيل» في ديك المحدي ادوار جبر وكارلوس مكوين وطوني صفير، الذين دعوا رئيس الجمهورية الى المشاركة في حفل تكريم مؤسس المدرسة ومديرها الأول ماريو كورادي لمناسبة الذكرى الـ 35 لوفاته، والذي يُقام الأربعاء 15 أيار الحالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى