سوريةُ الحب المطير
أنا مَن أكلتني الأنظار، مَن ظلمتني الأقدار، وأوجعني الإعصار، أُمْعِنُ في الأسفار حتى أكل بي اللّيل النّهار..
عشقتُ وجعي برغمٍ مني وندمت على سِنّمار!!
وراح يعشقني الوجع، ويا لَهول ما بي..
لقد تألّم الوجع مني وقلَبَ لي الألم ظهرَ المجنِّ..
وها هو على قبري ما زال يُغنّي..
أنا من أحببت الإنسان في كل مكان..
أحببته من أقصى بلادستان إلى أقصى واق الواقستان!!
أحببته في كلّ عِراق، في كلّ لبنان، في كلّ مصر، في كلّ جزائر، في ليبيا والسّودان، وتونسَ واليَمان..
فكنتُ عروبيّة الإنسان والأديان، عروبية الأحزاب والأحزان..
استشاطَ القهرْ، حتى رفضني القبرْ، شدّني المهجر إلى شذر مذر..
فصار هاجسي أن أتلاشى في غياهب البشر..
ويا لها من معاجز الأقدار وبقوة من سماء وأبناء، وبفتون الدماء، بأمّ الشهداء، أم العطاء، أم الإنسان والإيمان..
ها هي سوريَّتي تشدّني تَقْلعُني من الموت وها أنا اليوم على ضفافِ حياةٍ أقوى اليومَ من الحياة..
يتصافح فيها التّلامح على شرفات التّسامح!!
عشتُ بقلبِ أنثى الأمّ والأختِ والبنت، في معنى رجولةِ الأبطال من صلب الرّجال..
كنت وما زلت استواءً من الحب المطير.. ومداراً من الإنسان الضّمير..
إهليليجيّة خير وسلام وأمان..
أنا سورية..
وها أنا أعود من جديد..
ملكةً على وسْطى الأكوان..
عبدةً لسيد السّموات والأكوان..
د.سحر أحمد علي الحاره