الحراك الأميركي في الخليج: حشد عسكري برسائل سياسيّة

قال مسؤول رفيع في الحرس الثوري الإيراني إن «الحشد العسكري الأميركي في الخليج يهدف إلى تخويف إيران وجرّها إلى المفاوضات»، معتبراً أن «الأميركيين لا يجرؤون على شن أي عمل عسكري ضدّ إيران».

وفي تعليقه على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتفاوض مع طهران، أكد نائب القائد العام للحرس الثوري للشؤون السياسية يد الله جواني أمس، أنه «لن تكون هناك مفاوضات مع واشنطن، فإيران لن تخضع للمفاوضات تحت الضغوط».

وأضاف جواني أنّ «هناك إجماعاً داخل إيران على اتباع استراتيجية الصمود في مواجهة الضغوط الأميركية».

تناغمت هذه النظرة إلى مقاصد الحشد العسكري الأميركي الحالي في الخليج مع ما صدر من تصريحات لرئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني، الذي استبعد نشوب صدام عسكري واسع مع إيران نتيجة التصعيد الراهن.

وكتب حمد بن جاسم عبر تويتر أول أمس، أن «الهدف من هذا التصعيد كما يرى هو إعادة الاتفاق النووي إلى مائدة المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران في المقام الأول»، منتقداً «بعض دول مجلس التعاون الخليجي التي تراودها أحلام إلحاق هزيمة عسكرية بإيران».

واتهم حمد بن جاسم تلك الدول بـ»دعم التصعيد الأميركي الراهن في الخليج»، معتبراً أن «هدم مجلس التعاون الخليجي وتقويضه، كما يحدث اليوم يصبّ في مصلحة الغير ويدمر مصالح دول المجلس، ولا يخدم إلا مصالح من يريدون إبرام اتفاقيات جديدة مع إيران»، وأضاف «أننا للأسف مجرد طرف ثانوي نعمل بردات الفعل دونما رؤية تحددها مصالحنا».

هذه الانتقادات الصادرة من قطر، وإن كانت تحتوي كما يبدو على قدر من التشخيص الصحيح للوضع، قد تأتي في الوقت نفسه من باب «توزيع المسؤولية» عن مسايرة السياسات الأميركية في المنطقة، لكون قطر تستضيف على أراضيها أكبر قاعدة أميركية في المنطقة هبط على مدرجها عدد من القاذفات الاستراتيجية النووية الأميركية أول أمس.

وسبق أن أعلنت الدوحة مراراً وتكراراً أنها «لن تنجر في أي مواجهة عسكرية محتملة بين واشنطن وطهران، لكن قطر، بمجرد استضافتها حشداً عسكرياً أميركياً جديداً يستهدف إيران، تضع نفسها في موقف حرج».

ويرى محللون أن ذلك دلالات وتداعيات الحشد الأميركي في الخليج تتجاوز اعتبارات المواجهة الدبلوماسية أو العسكرية مع طهران، لتطال لاعبين آخرين في المنطقة، لا سيما قطر، وإن كان من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت واشنطن تنظر إلى حرج الدوحة على أنه مجرد «خسائر جانبية» للحملة ضد إيران يمكن التعويض عنها بعروض مثل صفقة مروحيات «أباتشي» الأخيرة، أو أن هناك في واشنطن من يسعى عن قصد لتصعيد الضغط على الدوحة لدق الإسفين بينها وبين طهران أو لأسباب أبعد من ذلك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى