كتاب جديد من مركز الحضارة: أصول فلسفة السبزواري من منظور المستشرق الياباني إيزوتسو
صدر عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي كتاب جديد بعنوان: أصول فلسفة السبزواري للكاتب والمترجم الأستاذ بلال لزّيق، والمؤلف حائز على شهادة الماجستير في الفلسفة في الجامعة اللبنانية وهو طالب دكتوراة في الفلسفة وخبير محلّف في الترجمة لدى المحاكم اللبنانية وقد ترجم العديد من الكتب والمقالات والدراسات المتنوّعة.
وهذا الكتاب هو بالأصل رسالة ماجستير في الفلسفة في الجامعة اللبنانية، ويتضمن الكتاب أقساماً عدة، القسم الاول تفاصيل عن حياة ومؤلفات ومواقف الفيلسوف الإيراني ملا هادي السبزواري، والقسم الثاني تفاصيل عن حياة ومواقف ومؤلفات المستشرق الياباني توشيهيكيو إيزوتسو. وفي هذا القسم يتم استعراض أهم كتب ودراسات هذا المستشرق عن الإسلام والقرآن، والقسم الثالث حول نظرية الوجود عند السبزواري بين الواقعية والتأمل ورؤية المستشرق الياباني إيزوتسو لهذه النظرية، والقسم الأخير هو ترجمة نص للمستشرق الياباني حول أصول فلسفة السبزواري.
واهمية هذا الكتاب أنه من الكتب القليلة التي تتحدث عن الفيلسوف السبزواري والذي يعتبر أحد تلاميذ الملا صدرا الشيرازي صاحب المدرسة الفلسفية المعروفة بالحكمة المتعالية، كما أن الكتاب يستعرض حياة ومواقف المستشرق الياباني إيزتسو وهو من المهتمين بفلسفة السبزواري ومن القائلين بأهمية هذه المدرسة الفلسفية العرفانية.
ويؤكد المؤلف في مقدمته رفض النظرية القائلة بنهاية دور الفلسفة والفلاسفة العرب والمسلمين مع موت ابن رشد وابن سينا وما تعرضا له من هجوم على يد الإمام ابو حامد الغزالي. ويستعرض المؤلف الدور الكبير لعدد كبير من الفلاسفة العرب والمسلمين الذين واصلوا المسيرة الفلسفية وأغنوا الفكر العربي والإسلامي بأفكارهم ومواقفهم، وإن كان يركز بشكل خاص على مدرسة الحكمة المتعالية التي أرساها الفيلسوف الايراني ملا صدر الدين الشيرازي وتابعها تلميذه ملا هادي السبزواري.
لكن الاهمية الخاصة للكتاب انه يقدم رؤية يابانية فكرية وفلسفية للفلسفة العربية والاسلامية من منظور أحد أهم المستشرقين اليابانيين في القرن العشرين وهو توشيهيكيو إيزوتسو، كما أنه يعرفنا على هذا المستشرق ومواقفه وآرائه ونتاجه العلمي.
اذن نحن امام جهد علمي مميز في المجال الفلسفي ومحاولة جديدة لاكتشاف معالم فلسفة الحكمة المتعالية وعلاقتها بالتصوف ودور هذه الفلسفة في النهضة العربية والاسلامية بعد الضربات التي تعرضت لها الفلسفة من قبل الامام ابو حامد الغزالي.