شهداء وأقمار وشموس ومنار ـ سلسلة عقد وقيد ـ معلولا
ناصر قنديل
– تصير الأقمار شموساً ويشع المنار بنور الشهادة، فتلك مسيرة لا تتعب من الشهادة ولا تنزف من الدماء، وإعلام منذور لتلحق العين بالقلب بحثاً عن الحقيقة، فينطق اللسان بالحق، ويبقى حمزة الحاج حسن ومحمد منتش وحليم علوه، سيرة تحكي حكاية الإعلام الذي استعلم وأعلم فعلّم.
– حمزة ابتسامة فوّاحة وحضور متدفق ووجه منير، ورحيق عمر زهرة في ربيعها، صنع لمسيرته المهنية تألقاً وإنجازات، فلم تعد تتسع سنون العمر للمزيد فترجل مبكراً.
– حليم علوه مهندس الشبكات والإرسال الذي رافق مناره منذ كانت مشروعاً على الورق، فصعد جبالاً لتركيب هوائيات وراقب نقاء الصورة ووصولها إلى كلّ بيت، وبقي في الميدان يلاحق مصادر التشويش، وفي حرب تموز كان أحد صمامات الأمان لتكون «المنار» من دار إلى دار، حتى ارتحل شهيداً من معلولا مهندساً للنقل المباشر الذي أتقن فنونه، حتى انتقل إلى الدار الباقية.
– محمد منتش أبو جعفر، المراسل الحربي الذي عرفته في كلّ حروب الجنوب وتلاقينا في مناسباته ومندرجاته، وهو المقاوم والمصوّر والملاحق للصاروخ حتى يعانق الدبابة، من مجزرة السلوقي ومطحنة الحجير إلى سهل الخيام، يذكره كلّ حجر ويحفظ اسمه باسق الشجر الذي كان يخفيه من العيون المتربّصة، انتقل من وراء العدسة وصار أمامها في صورة الوداع.
– السلسلة اليوم ستعلق عقداً من لؤلؤ في أعناق نواب، وقيداً في أعناق آخرين، فثمة يوم تاريخي لن ينساه اللبنانيون ستسجل فيه أسماء الذين وعدوا ووفوا والذين تعهّدوا وتنكروا للعهود، والقضية ليست أبداً إنصاف الموظفين، ولا قضية زيادة رواتب ولا قضية إحقاق الحقوق، وكلها على درجة عالية من الأهمية، بل القضية اليوم هي أن نعرف مَن من السياسيين سيّد قراره وحرّ المشيئة، ومَن منهم، حزباً أو تكتلاً أو فرداً، صار موظفاً سرياً عند المصارف والشركات العقارية، وسنحترم فقط الذين يجاهرون منهم بالقول نحن هنا لندافع عن مصالح مَن نمثلهم، ومَن نمثلهم هم كبار المتموّلين والتجار والمصرفيين وشركات العقارات، من دون أن يزوّروا التمثيل ويزيّنوا الكلام بالحديث عن نظريات اقتصادية حول التضخم والأسعار والقدرات التمويلية للخزينة، فيا حبّذا يملكون الجرأة للتعريف بأنفسهم، ويا ليت نشهد قبالتهم، مَن يقف ليقول نحن هنا نمثل الفقراء والكادحين وسنشرّع لحسابهم، ليصير مجلس النواب ساحة حقيقية لاستيلاد عقد اجتماعي جديد بين طرفيْ المعادلة، وقمّة الضعف هم منتحلو الصفة المتخفّون وراء تمثيل الشعب بكلام خطابيّ فارغ، كالسائق الذي يعطي الإشارة بالاتجاه نحو اليسار ويتجه نحو اليمين.
– معلولا والمليحة وجوبر وحمص وحلب وكسب ساحات إنجاز جديدة للجيش السوري.